ظاهرة حفلات الرقص داخل الجامعات

  • 109

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛  

فلا شك أن انتشار حفلات الغناء والرقص بين الشباب والبنات في الجامعات؛ أمر له العديد من المفاسد الأخلاقية والدراسية على الشباب، بل والوطن في المقام الأول؛ فهذه الحفلات هي البيئة الخصبة للعلاقات الآثمة معلومة العواقب، وما حوادث القتل والذبح بسببها عنا ببعيد! فضلًا عن كونها محرَّمة في المقام الأول، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ليكونن أقوام من أمتي يستحلون الحر، والحرير، والخمر، والمعازف".

وإني أتساءل:

- ما الأخلاق التي يريد هؤلاء أن يبثوها في الشباب من خلال هذه الحفلات؟!

- كيف سمح الأساتذة الأفاضل المربون، وأعضاء هيئة التدريس بمثل هذا في أماكن التربية، ومنبع الفضائل والأخلاق؟!

- ما الرسالة التعليمية وراء ترميز هؤلاء الفشلة كقدوات للشباب والبنات؟!

- هل يتقدَّم التعليم ويتفوق الشباب بمثل هذه الحفلات التي يرى الشاب فيها هذا المطرب قد حصد الملايين بمقطع يضرب فيه على صدره ويردد: (انتش واجري!)، بينما يرى زملاءه الخريجين يبحثون عن فرصة عمل؟!

- أليس تطوير الجامعة وإمدادها بالأجهزة والوسائل الحديثة أولى من صرف هذه الأموال الطائلة في حفلات العُري والرقص؟!

هذه التجارة الرخيصة لدغدغة عواطف البنات والشباب تحت شعار الرُّقي؛ هي في الحقيقة سبب التأخر الدراسي والأخلاقي عند الشباب والفتيات.

ونصيحتي لشباب الجامعة:

- إياكم أن تكونوا فريسة لأصحاب الشهوات؛ فهم والله لا يريدون لكم إلا الميل والانحراف، كما قال تعالى: "وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا".

- حافظوا على أوقاتكم من هذا العبث بالعقول والأوقات؛ فالوقت نعمة وعليه يحاسب الإنسان؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تزولُ قدَما عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يسألَ عن عمرِهِ فيما أفناهُ، وعن عِلمِهِ فيمَ فعلَ، وعن مالِهِ من أينَ اكتسبَهُ وفيمَ أنفقَهُ، وعن جسمِهِ فيمَ أبلاهُ".

- انشروا الفضائل والستر والعفاف ومكارم الأخلاق بين أروقة الجامعة.

ورحم الله القائل:

إنما الأمم الأخلاق ما بقيت               فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا