هل يراهن "الإخوان المسلمون" على الدماء من جديد؟

  • 258

- في بدايات "اعتصام رابعة" دب اليأس في نفوس قيادات "الإخوان" بسبب قلة الأعداد في اعتصام رابعة حتى طلبوا هم عبر وسطاء فض الاعتصام سلميا  !! ثم تدفقت الدماء في أحداث "الحرس الجمهوري" ، بعد أن قاد "صفوت حجازي" الجموع لمحاولة اقتحام مبنى الحرس الجمهوري ، وكانت كاميرات الإخوان جاهزة ومن خلفها فضائيات تنشر وتروج لتلك الدماء ، وكان لتلك الدماء الأثر الكبير في تدفق المزيد من الأعداد التي أنعشت اعتصام رابعة من جديد .


- ‏وعندما وصل اعتصام رابعة لطريق مسدود ، انطلقت مظاهرات من الاعتصام لتستفز السلطة لتعجل فض الاعتصام . ودفعت جماعة الإخوان السلطة للفض وفي نفس الوقت كانت تتحدث على منصة الاعتصام عن الثبات وعن جريمة التولي يوم الزحف ، وعن إيهام الناس أنهم في الجهاد الأكبر . في حقيقة الأمر استدعت جماعة الإخوان الدماء من جديد ، ففض اعتصامٍ بشكل سلمي يساوي أن تتركز عيون النقد على قيادات الإخوان الفاشلة ، أما فض الاعتصام وسيل الدماء يساوي أن تتاجر جماعة الإخوان بالدماء من جديد ، وأن تدعي مظلوميتها المعتادة ، فلون الدماء تطيش معه العقول وتغلب العاطفة، وتحول دفة النقد عن قياداتها الفاشلة نحو السلطة والشعب والأحزاب وأي شيء بعيدا عن تلك القيادات المتيبسة التي قامرت بمقدرات الجماعة عشرات المرات حتى أفلست ، لتسمع تلك الجمل المنحوتة بعناية " لا تنتقدوا الإخوان الآن !!! فهم في محنة " !!! .

وعندما تشكوا من كذب الإخوان وبذاءة لسان أتباعهم !!! وأن هذا يخالف أخلاق أبسط المسلمين !! يقولون لك اعذرهم !! فهم في محنة !!! ولا يدري السذج أنهم هم المحنة .


- ‏وبالأمس تعيد جماعة الإخوان استدعاء مشهد الدماء من جديد ولكن عن طريق بوق من أبواقها ، المدعو " عبد الله الشريف " ، الذي يدعو الناس للنزول والصدام وإراقة الدماء من جديد حتى يتم التفاوض ولكن هذه المرة سيكون تفاوضا له طابع دولي !!

- ‏ولا أدري كيف لجماعة منقسمة على نفسها ولم تستطع أن تحافظ على وحدتها وتقيم الآن في أحضان بريطانيا ، التي احتلت العالم ونهبت خيراته واستعبدت شعوبه !! لا أدري كيف لجماعة كفرت المسلمين الذين اختلفوا معها سياسيا ، أن ترتدي زي الثورة  وهي تضع على رأسها القبعة البريطانية ، فهل صارت بريطانيا بخلفياتها الاستعمارية وحاضرها الليبرالي هي مرجعية الإخوان المسلمين؟

- ‏أزعم أن الشعب المصري لن تنطلي عليه حيلة الدماء مرة أخرى ، ولن يصدق أبواق جماعة الإخوان مرة أخرى ، وكيف تنطلي عليهم حيلة الدماء ولازال الجرح طريا ولازال المخدوعون بتلك الجماعة يدفعون ضريبة سيرهم خلف تلك القيادات الفاشلة سجنا وتشريدا ، بينما تعقد قيادات جماعة الإخوان اجتماعاتها في قاعات بريطانيا الفاخرة لاختيار نائب مرشدها الجديد .


- ‏أعلم جيدا كيف تفكر جماعة المسلمين ، وأعلم جيدا كيف يصنفون الناس ، فيرون أنفسهم أنهم هم المسلمون الحقيقيون ، وحولهم دائرة من المسلمين السذج الأقل درجة ، بينما يرون عموم المجتمع المسلم من حولهم هو مجتمع جاهلي .


- ‏لذلك يعمل الإخوان على أن تكون دائرة السذج هي من تكون في المقدمة دائما ، ووقودا لحروبهم الخاسرة دائما ، دائرة السذج المخدوعين بهم أو بأبواقهم هي وقود المعارك في كل مرة . في أحداث الحرس الجمهوري وفي رابعة والنهضة ورمسيس وسائر الأحداث ، ويرى الإخوان أنهم يخدمون هذه الطبقة من السذج بأن يجعلوهم شهداء من أجل أهداف الإخوان في خراب أي بلد هم ليسوا على رأس السلطة فيه !!!


- ‏لن يشارك الإخوان في أي مظاهرات إلا بعد تدفق دائرة السذج كما حدث في كل الأحداث السابقة .


- ‏بعد أحداث رابعة في فترة اشتعال الأجواء ، كم نقلت لنا عشرات القصص حول شباب في ريعان حياتهم ورطهم كوادر الإخوان في أحداث مظاهرات أو تخريب ، ثم حين تأزمت الأمور لم يجدوا كوادر الإخوان بجوارهم ، ودفعوا ضريبة الطيش وحدهم ، لأنه ببساطة وفقا للتصنيف السابق ترى جماعة الإخوان كوادرها في طبقة أعلى من هؤلاء السذج ، لابد من الحفاظ عليها لذلك تسحبهم قبل وقوع الضرر بينما تترك الحطب ليشتعل ، فدور الحطب هو الاشتعال وأما كوادرها فهم مدخرون لأستاذية العالم "زعموا" !!!!

- ‏ولا أدري أي خير في تضحية السذج لصالح جماعة تحالفت مع الأمريكان في العراق ، ومع الشيعة في غزة واليمن والعراق ، ورأت في "قاسم سليماني" المجرم قاتل العراقيين والسوريين أنه شهيد القدس !! وتحالفت مؤخرا مع نظام بشار الأسد !!  وارتمت في أحضان بريطانيا ، ورغم ذلك فشلت رغم كل تلك التحالفات والتنازلات .

هل جماعة لم تفلح في أن تحافظ على وحدتها فعمت جماعتها الفوضى ، هل عندما تدفع بلادنا إلى الفوضى هل تستطيع أن تخرج بلادنا من تلك الفوضى أم أنها تمهد الطريق أمام تدخل حلفائها من شيعة وأمريكان وبريطان لتدنيس أرضنا ؟

فاللهم احفظ علينا بلادنا وأمننا وديارنا ، اللهم إنا نجعلك في نحر كل من أراد بنا وبلادنا الشر .