ثورة المعلومات والاتصالات الرقمية

  • 67

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛  

فقد عرف الإنسان منذ قديم الزمان أساليب وأدوات متنوعة لجمع ونقل المعلومات، وتوصيلها للغير؛ بدءًا من رفع الأصوات بنبرات مميزة لإسماع آخرين في أماكن أخرى بعيدة كوسيلة بدائية متاحة لنقل المعلومات لهم، كتحذير من عدو أو إعلام بموقع فريسة، ونحو ذلك، فكانت هذه الصيحات المتعارف عليها بمثابة الوسيلة المتاحة وقتها لنقل المعلومات. 

وبالطبع تطورت الأساليب والأدوات عبر الزمان حتى وصلنا إلى ما نحن عليه من وسائل وأساليب حديثة متقدمة للغاية في تبادل ونقل، وتدوير المعلومات: كالإنترنت، والتليفون المحمول، والحاسبات، والأقمار الصناعية، وغيرها، مرورًا بالتلغراف، والتليفون الأرضي، والراديو، والتليفزيون.

تكنولوجيا المعلومات والاتصالات: 

مصطلح تكنولوجيا المعلومات والاتصالات مصطلح حديث يتألف لغويًّا مِن:

- كلمة (تكنولوجيا): التي تتكون من مقطعين: (تكنيك)؛ بمعنى الأسلوب والطريقة، و(لوجي) بمعنى العلم، فكلمة تكنولوجيا بمعنى عِلْم الأساليب والطرق؛ أي: المعرفة الفنية. 

- كلمة (المعلومات): أي البيانات المرتبة ترتيبا مقصودا لفهمها وتفسيرها وإعطائها معنى.

- كلمة (الاتصالات): وتعني الوصول بالمعلومات أو البيانات من نقطة إلى نقطة، أو تحريكها من مكان إلى آخر، وذلك باستخدام وسائل لإرسال المعلومات من نقطة إرسالها وانطلاقها إلى نقطة وصولها واستقبالها.

(ومن هنا يمكن فهم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على أنها الطرق والأساليب والمعرفة الفنية، والتي تستخدم في جمع ومعالجة وتخزين وإدارة ومعالجة، وتأمين البيانات والمعلومات، والوصول بها من نقطة لأخرى باستخدام وسائل إرسال واستقبال معينة) (راجع كتاب جمال محمد غيطاس عن الثورة الرقمية - مكتبة الأسرة 2009م - ط. الهيئة المصرية العامة للكتاب، ص 38)، ويتم ذلك باستخدام جهاز الحاسب الآلي.  

وقد (أدَّى التطور الكبير الذي شهدته أجهزة الحاسبات والمعلومات خلال المرحلة الأخيرة إلى ثلاث صفات مهمة، هي الصغر الشديد في الحجم، والقوة العالية في الأداء، والسهولة في التشغيل؛ مما جعل الوضع مهيأ لظهور جيل جديد من الحاسبات قادر على استغلال هذه الصفات في التسلل بعمق داخل حياة الإنسان) (المصدر السابق، ص 18).

 لذا (يعيش الإنسان حياة جديدة تقوم على فكرة تبادل المعلومات بسرعة وبكميات ضخمة وبشكل مستمر فيما بين الناس بعضهم البعض، والأجهزة والآلات بعضها البعض، وكذلك تبادل المعلومات بين الناس والآلات) (المصدر السابق، ص 13)

 لقد (بدأ بالفعل الآن ما يعرف بحديث الآلات عبر شبكات المعلومات، والطرف الأول في هذا الحديث هو ماكينات تقديم المنتجات والخدمات آليًّا، والطرف الثاني هو قواعد البيانات وأنظمة المعلومات، تنشئها الجهات المالكة لهذه الماكينات، وتعمل هذه الماكينات كفروع أو منافذ خارجية لها مع الجمهور العام، والارتباط؛ إما أن يكون عبر شبكات المعلومات المغلقة بين الماكينة والنظام الذي يديرها في الخلفية أو عبر شبكات مفتوحة مثل الإنترنت) (المصدر السابق، ص 15)

ففي العديد من العواصم والمدن الكبرى (بدأت تلك الماكينات تنتشر بسرعة في قطاع البيع بالتجزئة للسلع والمنتجات المختلفة، وقطاع الخدمات البنكية والتأمينية والمالية، وظهرت بكثرة في الميادين والنواصي المهمة والأماكن الجماهيرية كمحطات السكك الحديدية والمطارات، وفي الأسواق العامة وأماكن التجمعات الكبرى للموظفين والطلاب والعمال، والفنادق الكبرى، وغيرها. 

وهي تأخذ ثلاثة أنواع: 

الأول: ماكينات البيع الآلي للسلع التي يتعامل معها المواطن العادي مباشرة، مثل: ماكينات بيع المياه الغازية، والتي جرى تطويرها حتى أصبحت ذكية وواعية وقادرة على الاتصال تلقائيًّا ودون تدخل من أحدٍ بمراكز معلومات وقواعد بيانات، لتكشف لها عن حالة المخزون، ومتى تحتاج إعادة ملء من جديد، وحالتها هي شخصيًّا، وما إذا كانت تحتاج صيانة.

والثاني: ماكينات الصرف الآلي المستخدمة في الأعمال البنكية والتي تتصل بشبكة معلومات البنك، وتضم معها البنوك المحمولة أو المتحركة المثبتة على سيارات وتتصل لاسلكيًّا بقواعد بيانات البنك.  

والثالث: هو الأكشاك الإلكترونية التي تضم داخلها ماكينة مكونة من حاسب ووصلة إنترنت أو شبكة معلومات أخرى، ومجموعة من التطبيقات التي توفر لمستخدمها خدمات متنوعة، تقوم في مجملها على السلع والخدمات التي يمكن بيعها أو شراؤها إلكترونيًّا، مثل: حجز تذاكر السفر، والسياحة، وحجوزات الفنادق والمطاعم، وشراء الكتب الإلكترونية) (المصدر السابق، ص 16).

تطور قواعد البيانات: 

(منذ نشأتها ظلت قواعد البيانات كيانًا مغلقًا على مستخدميها داخل المؤسسات والهيئات المختلفة، لا تستطيع مخاطبة أو تلقي طلبات من خارج النظام الداخلي المرتبط بها، لكن في السنوات الأخيرة تغيرت الأمور كثيرًا وحدث تلاحم واسع النطاق بين الاتصالات وبين عالم المعلومات، مما جعل المعلومات المخزنة داخل قواعد البيانات لا تهم الموظفين فقط، والعالم الداخلي للشركة أو المؤسسة أو الجهة المالكة لها، بل أصبح جزء غير قليل منها عرضة للطلب من أشخاص كثيرين بالخارج؛ سواء كانوا عملاء أو شركاء في العمل، أو حتى أشخاصًا عاديين من المشترين والمستهلكين) (المصدر السابق، ص 14)، (وهكذا ظهر جيل جديد من قواعد البيانات ينفتح على الخارج، ومهيأ لأن يستقبل مستخدميه بأكثر من وسيلة؛ سواء عن طريق الاتصال العادي أو اللاسلكي، ومن تليفون محمول أو عبر الإنترنت، ومن الحاسب الشخصي أو اليدوي وعن طريق تليفون عادي بأوامر صوتية من البعد، وما إن أصبح لهذه النوعية من قواعد البيانات حضورها القوي حتى تطورت الأحوال أكثر، فقد ظهرت قواعد البيانات العملاقة التي تعمل في حدِّ ذاتها كمحور أو قلب لمشروعات عملاقة متخصصة في تقديم الخدمات القائمة على المعلومات، مشروعات يطلق عليها مراكز خدمات المعلومات العامة تنشأ لكي يستخدمها العامة من الناس في الشوارع والمطارات والأسواق، ومقار العمل والمنازل، وتقدم لهم خدمات متجددة ومتنوعة، نيابة عن منتجين وشركات وجهات عديدة أخرى قد لا يراها المستخدم النهائي ولا يتعامل معها مباشرة، فهي مشروعات تختزن قدرًا لا نهائيًّا من المعلومات، وترصد سلوكيات الجميع، وتقدِّم للإنسان العادي أو المستخدم النهائي خدمات تتوافق مع احتياجاته وقتما يريد وأينما يريد، وبالشكل الذي يريده. وبفضل هذه النوعية من قواعد البيانات المفتوحة سوف تظهر مستقبلًا مراكز المعلومات العامة التي تقدِّم خدمات متنوعة، ويمكن للشخص العادي الاشتراك فيها) (راجع المصدر السابق، ص 14 - 15).  

المعلومات والاتصالات الرقمية:

صفة (الرقمية) ترجع إلى الطريقة التي بموجبها يتم تخزين أي بيانات ومعلومات على الحاسبات بشكل رقمي يتيح تخزين كميات هائلة جدًّا من المعلومات والبيانات على وسائط أو حيز تخزيني صغير جدًّا، كما يتيح تبادل ونقل هذه البيانات الهائلة وبسرعة وسهولة شديدتين بين الحواسب المختلفة المشتركة في شبكة المعلومات مهما يكن عددها، فضلًا عن سهولة تشفير وتكويد هذه البيانات وضغطها وتصغيرها بنسبة 1: 100 من الحجم الأصلي، لتسافر عبر الشبكات، ثم إعادة فك هذا الضغط عند الطرف الآخر الذي يستقبلها ليراها كما هي، وذلك كله بسرعة مذهلة تقاس بكسور من الثانية (انظر المصدر السابق، ص 40).

 لقد ظلت السيادة خلال سنوات طويلة في عالم الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لما يعرف بالصبغة التماثلية (الأنالوج)، قبل أن تتوج سلسلة التطورات المتلاحقة في هذا المجال بالانتقال إلى سيادة الصبغة الرقمية التي صارت تصبغ حاليًا جميع أوجه الحياة. 

الانتقال من السيادة التماثلية إلى السيادة الرقمية:

معلوم أن الحاسب الآلي لديه قدرة على تخزين المعلومات واسترجاع البيانات على شكل إشارات وومضات كهربائية وَفْق تطبيقات وبرامج معينة يريدها المستخدم للحاسب، بينما ولعقود ظل التليفزيون لديه القدرة فقط على استقبال المعلومات التي على شكل إشارات وومضات كهربائية وعرضها كما هي دون تدخل، فكان جهازًا ليس من خصائصه تخزين المعلومات واسترجاع البيانات، فجاء الربط بين الحاسب والتليفزيون ليجمع الوظيفتين معًا في جهاز واحد.

ويعتمد نظام الإرسال في التليفزيون على طريقة بث تعرف باسم: (الطريقة التماثلية)، حيث يتحول صوت المذيع وصورته -مثلًا- من موجات صوتية وضوئية إلى تيار متصل متتال متماثل من النبضات الكهربائية التي تذهب إلى محطة الإرسال، ويتم تحميلها على موجات كهرومغناطيسية عالية التردد، قادرة على الانتشار في الهواء والانتقال إلى مسافات بعيدة جدًّا، وهناك يلتقطها جهاز الاستقبال ويقوم بعملية عكسية لفصل الموجات المغناطيسية الحاملة عن الإشارات الكهربائية الحاوية للصوت والصورة، ثم توجيه الإشارات أو النبضات الأصلية إلى الشاشة والميكروفون لتعود إلى طبيعتها الأولى كصورة وصوت. 

وتتم هذه العملية بسرعة عالية جدًّا تستغرق كسور من الثانية، وعليه فلا إمكانية لجهاز التليفزيون لاعتراض هذا السيل المتتالي من النبضات وتخزينه والتعامل معه بأي شكل من الأشكال سوى عرضه في نفس لحظة استقباله.

أما الحاسب الآلي الشخصي فيتعامل مع المعلومات والبيانات بطرق أخرى، فعقب تحويل البيانات سواء كانت نصًّا مكتوبًا أو صورة أو صوتًا إلى تيار متصل متماثل من النبضات الكهربائية، لا يقوم بتخزينها مباشرة، بل يقطعها إلى عينات صغيرة جدًّا ويرقمها، بحيث تأخذ كل عينة رقم معينًا من مجموعة أرقام يطلق عليها: (الأرقام المكافئة الثنائية)، ويستخدم في إنشاء هذه الأرقام رقمين فقط، هما: الصفر والواحد، وكل رقم ثنائي مكافئ يتكون من مجموعة من الأصفار ومجموعة من الرقم واحد، فيمكن مثلًا أن يضم خمسة أصفار وسبعة من الرقم الواحد، وقد يقل العدد أو يزيد، وتسمى تلك العملية بالترقيم، والهدف من ذلك جعلها في شكل يسمح لقرص الذاكرة على الحاسب باستقبالها وتخزينها، ثم إعادة عرضها بالطريقة التي يحددها مستخدم الحاسوب والبرنامج التطبيقي الذي يقوم بتشغيله، وهذه الطريقة في العمل هي منبع تسمية (الرقمية)، وهذه الرقمية قد سادت الآن في كل شيء.    

وقد استمر هذا الوضع لسنواتٍ طويلةٍ بهذه الفوارق بين الجهازين، إلى أن ظهرت تطورات تكنولوجية، التقى فيها الجهازان في نقطة واحدة:

- فأمكن رفع قدرات الحاسب الشخصي في تخزين البيانات والمعلومات، فأصبح بإمكانه وضع أكثر من 1000 مليار حرف، أو 8000 مليار نبضة كهربائية على كل 2.5 سنتيمتر مربع من قرص التخزين، كما تضاعفت سرعة الحاسبات في التعامل مع المعلومات وتجاوزت الخمس جيجا هيرتز، بل وصل بعضها إلى 9 جيجا هيرتز خلال وسط النيتروجين السائل، وأصبح قادرًا على أداء آلاف الوظائف في ثوانٍ معدودةٍ، وتطورت الوسائط المتعددة بشدة وجعلت التعامل بالصوت والصورة والنص والحركة معًا على الحاسب أمرًا سهلًا. 

وأمكن تهيئة جهاز التليفزيون ليكون قادرًا على تخزين البيانات في ظل الثورة الرقمية، سواء في الإرسال والاستقبال، حيث تم إضافة خطوتين جديدتين قبل بدء عملية الإرسال، هما: الترقيم والضغط. 

وعليه أصبحت طريقة البث تتم بتحويل الصوت والصورة من صوت وضوء إلى سيل متماثل متصل من النبضات الكهربائية ثم تكويدها رقميًّا بنفس الطريقة التي تتم عند تخزين البيانات على الحاسب، ثم ضغطها بشدة لكي يقل حجمها فيسهل نقلها وتخزينها بعد ذلك، ثم تحميلها على الموجات الحاملة لتتم عملية الإرسال بشكل عادي، وعندما تصل هذه الإشارات إلى التليفزيون في المنازل، يقوم الجهاز بفصل الموجات الحاملة؛ للحصول على المعلومات الرقمية الواردة إليه، وبهذا يختلف الجهاز جذريًّا عن التلفزيون العادي؛ لأنه هنا يستقبل معلومات تم تكويدها وترقيمها في محطة الإرسال بنفس طريقة إعداد البيانات للتخزين على الحاسب الشخصي، فتوفر بذلك للجهاز التعامل مع المعلومات أو المواد المذاعة بطريقتين: أحدهما: باعتباره حاسبًا شخصيًّا كامل المواصفات يقوم بالتخزين ثم الاسترجاع والتحكم في العرض والتجوال داخلها، وإخضاعها للبرامج التطبيقية على الحاسب. 

وثانيهما: التعامل معه باعتباره جهاز تليفزيون عادي يعرض المعلومة مباشرة ليراها المشاهد في اللحظة نفسها بعد فك الضغط والترقيم، ثم تحويلها إلى إشارات متتالية من جديد، وتحويلها أخيرًا إلى صوت وصورة. 

وهكذا وضعت التكنولوجيا الأساس لإنتاج أجهزة تحمل خصائص التليفزيون والحاسب الشخصي معًا، وفتحت الباب لتطبيقات لا حصر لها، من استخدام التليفون ليس في المشاهدة فقط، ولكن في التسوق والتسويق والبحث على الإنترنت، والاتصال بالبنوك، وغير ذلك.

ومثلما انتقل التليفزيون من مرحلة السيادة التماثلية إلى السيادة الرقمية، حدث نفس الشيء مع أجهزة ومعدات أخرى من خلال تعاملها مع المعلومات باللغة الرقمية، منها: التليفونات المحمولة، والأقمار الصناعية، والأجهزة الكهربائية، ونُظُم الإنذار والمراقبة، ونظم السيطرة والتحكم في المعدات، وخطوط الإنتاج، ومحطات الكهرباء، وغيرها كثير، وقبل ذلك -وبعده- شبكة الإنترنت التي تعد أكبر عملاق رقمي في تاريخ البشرية.

لقد سمح التداول الرقمي للمعلومات في مجال الاتصالات والمعلومات بـ(تلاحم وتمازج البرمجيات والحاسبات، والكاميرات، والخرائط الجغرافية، وقواعد البيانات، والشرائح الإلكترونية، والأقمار الصناعية، وشبكات ونظم الاتصالات، وشبكة المعلومات، وجميع أجهزة الاتصالات في نظام أو بيئة معلوماتية عملاقة، تجعل المعلومات المسموعة والمرئية والمكتوبة والمسجلة على شكل رسوم وخرائط وبيانات، فتتدفق بلا انقطاع على مدار الساعة بشكل فوري ولحظي، وبمنتهى السهولة والسرعة بين عدد غير محدد من الأجهزة والمعدات الموجودة بأيدي مئات الملايين من الأشخاص، لتكون أي معلومة متاحة لأي شخص من حقه استخدام النظام في أي وقت وأي مكان، ومن خلال أي جهاز، مثلما هو الحال مع شبكة الإنترنت التي يتداول بداخلها مليارات من البيانات والمعلومات والصور والتسجيلات الصوتية وتسجيلات الفيديو الرقمية بلا انقطاع، تتحرك كنهر عظيم الاتساع فائق التدفق ينبع من مئات الملايين من الحاسبات والتليفونات والأجهزة السلكية واللاسلكية، ويصب في مئات الملايين من الأجهزة المماثلة لها والمنتشرة في جميع أنحاء العالم) (المصدر السابق، ص 44 بتصرفٍ يسيرٍ)

الكاميرات الرقمية: 

الكاميرات الرقمية (هي كاميرات تستطيع إنتاج ونقل صور رقمية قابلة للتخزين والاسترجاع، والمعالجة على وحدات التخزين المختلفة التي تستخدمها الحاسبات والأجهزة الإلكترونية ذات الذاكرة، وهي إما صور ثابتة -أي: مجرد لقطات كصور كاميرات التصوير الفوتوغرافي-، أو متحركة كصور أفلام الفيديو، ومن هنا تستطيع الحاسبات وما يعمل عليها من نظم وبرامج استقبال هذه الصور وتحليلها ووضعها في قواعد بيانات، وهو أمر غير متاح مع الكاميرات العادية).

(ومن هنا كان من السهل ربط الكاميرات الرقمية بقواعد بيانات ومراكز التحكم التي تبعد عنها آلاف الأميال عبر خطوط اتصالات رقمية سريعة، وكان من السهل كذلك ظهور نظم معلومات للتحكم والمراقبة، تلعب فيها الكاميرات الرقمية دور المخبر أو جامع المعلومات. 

وتستخدم هذه النظم في المرور وبوابات الفنادق والمحال التجارية والميادين العامة وأفنية المدارس والأنفاق، وفوق خطوط السكك الحديدية، وحضانات الأطفال، وعنابر الإنتاج في المصانع وغيرها.

ومن كل كاميرا من هذه الكاميرات يتولد سيل لا ينقطع من الصور الحاملة لبيانات وصور خام يستقبلها أشخاص مدربون في غرف تحكم بعيدة، يستخرجون منها معلومات ومعارف غير مسبوقة) (راجع المصدر السابق، ص 17 - 18)

وهكذا عن طريق هذا الربط بين الكاميرات الرقمية، وخطوط الاتصال، ونظم معلومات التحكم والتحليل؛ أصبح من الممكن جعل الإنسان -أو المكان- تحت المراقبة الدائمة لعيون الكاميرات الرقمية طوال يومٍ كاملٍ بلا أي انقطاع.