اللهم الجنة

  • 64

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛  

فلثوانٍ معدودةٍ سرحتُ بخاطري تمنيت لو كانت حقيقة -ولو أني أعيش هذه الحياة- حيث سرحت في الجنة وما فيها ومن فيها، وكأني أمشي مع صاحب لي يقول: انظر هناك هذا قصر أبي بكر الصديق، وهذا قصر عمر بن الخطاب، وذاك لأبي عبيدة وهذا لعثمان. 

ثم يقول: انظر...

وهناك على تلك الأرائك يلقون رسول الله صلى الله عليه وسلم ويجلسون معه.

وكأني أفقت -ويا ليتني لم أفق- على سؤال طرحته على نفسي: أتراني حقًّا سأرى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الجنة؟! 

أتراني سألتقي بأبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وسائر صحابته؟! 

هل يا ترى سنرى الأنبياء إبراهيم عليه السلام ونوحًا وآدم وموسى الكليم، وكلمة الله عيسى المسيح ويوسف وهود وصالح وإدريس وسائر الأنبياء عليهم سلام الله عليهم؟! 

ثم ذهبت بخاطري بعيدًا: أتراني أهلًا لأن أرى الله -عز وجل- في يوم المزيد، فأتت الإجابة من نفسي: تأدب فمن أنت؟! ولكنه الأمل الذي لا ينقطع في الله وحسن الظن فيه، الأمل الذي يحدونا رجاء في رحمته، أن نكون ممن كتبهم من عتقائه من النار في ليالي هذا الشهر الكريم. 

الأمل في الله وحسن ظننا فيه، بأن يسوقنا إليه ويأخذ بنواصينا إليه، ويردنا إليه فيصلح قلوبنا ويصحح لنا مسيرنا وطريقنا، ثم يجعلنا من أهل كرامته ورضوانه.

فاللهم لا تخرجنا من رمضان إلا وقد غفرت لنا وأعتقت من النار رقابنا وأصلحت لنا دنيانا وديننا.