لماذا تستقر بيوت وتهتز بيوت؟! (2)

  • 76

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛   

فنستكمل في هذا المقال كلامنا عن أسباب استقرار البيوت واهتزازها، وكنا تكلمنا عن أدوار الزوج المركزية والأساسية في بيته. 

فمنها -إضافة إلى ما ذُكِر في المقال السابق-:

- أن يتصدَّى الزوج للمهام والقيام بمتطلبات أسرته، فقد خلقه الله يتحمَّل المشاق ويواجه الصعاب، فمتطلبات المنزل من صيانات، واحتياجات البيت من مشتريات، وتعامل مع مدارس الأولاد والجهات الرسمية، وما يعرض للأسرة من مشاكل وطوارئ؛ كل ذلك هو مِن مهام الرجل المركزية.

- ‏ولا تستقر البيوت حين يكون الرجل سلبيًّا يميل للانفلات والهروب من تحمُّل تبعات أسرته ويستمرئ القعود، بينما تتصدَّر زوجته لهذه المهام، فليس من مهامها: أن تخرج لتصارع من أجل أسرتها وتتعامل مع البر والفاجر، بل المطلوب منها أن تقر في بيتها، وأن يقوم بشأنها أبوها في صغرها ثم زوجها بعد زواجها ثم ابنها في كبرها، وتأمل في قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (عَلَيْهِنَّ ‌جِهَادٌ لَا قِتَالَ فِيهِ: ‌الْحَجُّ ‌وَالْعُمْرَةُ) (رواه أحمد وابن ماجه، وصححه الألباني)، والمرأة تنشأ في الحلية منذ نعومة أظفارها؛ لتعتاد ذلك في بيت زوجها.

وتخلُّف الرجل عن دوره هذا يخصم من رصيده في بيته، ولا تستقر البيوت برجل منسحب من مهامه متواكلًا على زوجته، يأتي متأخرًا، ويفقده أهله عند الحاجة إليه!

- ومِن أدوار الرجل كذلك: توفير الأمان لزوجته ولأسرته، فيوفِّر أمانًا منه وأمانًا به. 

- أمانًا منه: فهم يعلمون أن دينه وخلقه سياج لهم من بطشه، يعلمون أنه إن أحب أكرم، وإن كره لم يظلم، فهم في أمان مِن سهولة تخليه عنهم، ويعلمون أنه يصون العشرة، ويشتري الخاطر، ويغفر الخطأ، لَيِّن الجانب، واسع الصدر. 

وأمانًا به: فوجوده بالبيت حصن منيع، بل صوت مفاتيحه بالباب رسالة أمان وسعادة بقدومه، وصوته الأجش بالبيت إنذار وتحذير لكلِّ مَن أراد أسرته الآمنة بسوء.

- ‏ولا تستقر البيوت حينما يكون وجود الرجل باعثًا على الخوف؛ عندما يضرب ويقبح، وعندما يؤلم ويهين، عندما يكون صوت مفاتيحه بالباب رسالة تحذير لأسرته، فيرتجف الكبير، ويختبئ الصغير، أوعندما يفرط في حقوق أسرته المقدور عليها، ولا يوفر لها الحماية من أي معتدٍ، أو عندما تشعر الأسرة أنها كلأ مباح لكل متجرئ لا يجد مَن يردعه.

- ‏وللمرأة دور مركزي مقدَّم على كلِّ دور؛ فالمرأة موطن عفة الرجل وأنسه، فمِن أدوارها: أن تسر الرجل إن نظر إليها، وأن تخصص من وقتها لزينتها، ولا يحتاج الأمر إلى ميزانية كبيرة كما تتذرع بعض النساء، فالله -سبحانه وتعالى- قد خلق المرأة على هيئة محببة يميل لها الرجل، ويسعد برؤيتها، ويكفي المرأة أن تكون نظيفة حتى تكون محببة إلى زوجها، فلا تقع عينه ولا أنفه منها إلا على كل ما هو محبب وجميل.

- ‏ولا تستقر البيوت حين تهتم المرأة بمظهرها خارج البيت فقط، فإذا دخلت البيت ارتدت أسوأ ما عندها وعصّبَت رأسها وكأنها تعاني من صداع، أو تستعد لمعاركة حامية الوطيس! ودهنت وجهها بما هو أسود وأبيض وأصفر من ماسكات؛ استعدادًا لخروجها القادم من البيت، وليس لزوجها! فيرى الزوج موسم الزراعة، ولا يذوق طعمًا للثمر. 

وللحديث بقية -إن شاء الله-.