متى يقدم الإعلام دعمه للشباب؟

  • 120
ارشيفية

هناك دور مهم مِن المفترض أن يقوم به الإعلام تجاه الشباب، وهو تقديم الدعم لهذه الشريحة الحيوية، ويتمثل ذلك في بعض المحاور، كالدعوة لتقديم بعض التسهيلات للخريجين، وتشجيع القطاع الخاص، وكذلك تنمية الوعي الاستثماري .. ولا نستطيع إغفال الدور الجوهري للإعلام في تغيير اتجاهات الشباب وسلوكياتهم نحو العمل الحر، ودعوة العاملين بالخارج وأصحاب الدخول المرتفعة لاستثمار مدخراتهم في المدن والمجتمعات الجديدة.


وفي لفتة أخرى أرى أنه من الأهمية بمكان إعطاء المساحة الكافية لقضايا الشباب في وسائل الإعلام المختلفة مِن حيث التناول والنقاشات وتقديم الحلول والمقترحات، وأيضًا رصد طموحاتهم وتطلعاتهم ومحاولة إيصالها للمسئولين، وتوصل أصواتهم.


كما نتمنى قريبًا أن نرى مشروعات عمرانية وإنتاجية تخدم الشباب على كافة المستويات، وإتاحة الفرصة للكفاءات منهم، وتسخير طاقاتهم في خدمة وطنهم، والمساهمة في تطويره وازدهاره، كي ينقضي على ظاهرة الإحباط التي تسيطر على شريحة ليست بالقلية منهم، وبث روح الأمل والتفاؤل، مما يترتب على ذلك بذل المزيد من الجهد والتطوير الذاتي للكثير منهم، لاستشعاره بمكانته الحقيقية في مجتمعه، والكف عن إهدار طاقاتهم بالتهميش وسوء التخطيط للاستفادة من إمكانياتهم وطاقاتهم الجبارة.


ويبقى محور مهم للغاية وهو التنشئة الثقافية من خلال تلقين الشباب لقيم ومعتقدات متوارثة مرغوبة ونافعة في المجتمع، والحفاظ على الهوية الثقافية بطريقة تناسب قدرات الأجيال الناشئة، ومقاومة الغزو الثقافي .. وكذلك الدعوة لتدعيم الصلة بين الشباب المحلي والعالمي لكي لا ينعزل الشباب عن التيارات العالمية شرط توافر الضوابط التي تحافظ على هوية شبابنا ومعتقداتهم، ولا يكون ذلك إلا بإعلاء القيم العليا في المجتمع.


كل ذلك مِن أنواع الدعم المادي والمعنوي والثقافي والفكري الذي يستطيع الإعلام أن يقوم به ليؤثر في هذه الشريحة غير المستغلة التي عليها أكبر الآمال لإصلاح المستقبل والنهوض بالبلاد، وتنمية قدرات المجتمع، وتغيير الرواسب القديمة، وتنقية طموحات الإنسان العادي من أية شوائب فكرية تضره على المدى البعيد .. فلو قام الإعلام بوظيفته تجاه الشباب، وتقديم الدعم الحقيقي لهم لكان ذلك أكبر أسباب التغيير المجتمعي المنشود.