كتاب لمكتبتك..الفرق بين النصيحة والتعيير لابن رجب الحنبلي

  • 170

الفرق بين النصيحة والتعيير للحافظ زين الدين عبد الرحمن بن أحمد بن رجب بن الحسن، السَلامي، البغدادي، ثم الدمشقي، الحنبلي (المتوفى: 795هـ)

-بدأ الإمام هذه الرسالة القيمة بتبيين غرضه من الكتاب حيث قال: فهذه كلمات مختصرة جامعة في الفرق بين النصيحة والتعيير – فإنهما يشتركان في أن كلاً منهما: ذِكْرُ الإنسان بما يُكره ذِكْرَه، وقد يشتبه الفرق بينهما عند كثير من الناس ... ثم قال :اعلم أن ذِكر الإنسان بما يكره محرم إذا كان المقصود منه مجرد الذمِّ والعيب والنقص....
فأما إن كان فيه مصلحة لعامة المسلمين خاصة لبعضهم وكان المقصود منه تحصيل تلك المصلحة فليس بمحرم بل مندوب إليه.

ثم بين رحمه الله أن هذا مقرر عند علماء الحديث والجرح والتعديل... و أن هذا النصح متفق عليه ولكن من فحش أسلوبه أو أساء الأدب فيُنكَر عليه فحاشته وإساءته دون أصل ردِّه ومخالفته.

-كما بين رحمه الله فى ثنايا كلامه أيضاً أن الرد يكون على المقالات الضعيفه وكأنه يشير إلى أن الإنكار لا يكون إلا فى الخلاف الضعيف الذى لا حظّ له من بينة أو تأويل سليم.

-ثم بين أن هذا لا يدخل فى باب الغيبة ولكنه من باب إظهار الحق و النصيحة، و أن تبيين الحق كان من هدى السلف ..

-ثم بين الفرق بين النصيحة والتعيير فقال: وأما إذا كان مرادُ الرادِّ بذلك إظهارَ عيب من ردَّ عليه وتنقصَه وتبيينَ جهله وقصوره في العلم ونحو ذلك كان محرماً..

-و قال أيضا: وهذا كلُّه في حقِّ العلماء المُقتدى بهم في الدين، فأمَّا أهلُ البدع والضلالة ومن تشبه بالعُلماء وليس منهم، فيجوزُ بيانُ جهلهم، وإظهارُ عيوبهم تحذيراً من الاقتداء بهم .(و لا شك أن العلماء يعرفون بالديانة والعلم واستفاضة ذلك بين المسلمين)

-ثم بين رحمه الله كيفية ذلك ..هل يكون سرا أم علانية؟
قال:"وكان السلف يكرهون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على هذا الوجه، ويحبون أن يكون سراً فيما بين الآمر والمأمور."

-ثم ذكر فصلاً فى التحذير من التعيير وأن عقوبته الوخيمة و ذكر أحاديثاً و آثاراً منها: قول الحسن رحمه الله: ( كان يقال: من عيَّر أخاه بذنب تاب منه لم يمت حتى يبتليه الله به).

ثم ذكر فصلاً فى التعيير و فصلاً فى العلاج . والله تعالى أعلم.