قيادي سلفي: الخلاف بين الدعوة السلفية والإخوان منهجي

  • 114
عصام حسنين القيادى بالدعوة السلفية

قال الشيخ عصام حسنين، القيادي بالدعوة السلفية، إن الخلاف مع جماعة الإخوان المسلمين في الأصل خلاف منهجي، وكذلك في الأهداف والوسائل، مشيرًا إلى أن الدعوة ترى أن التغيير من القاعدة؛ بمعنى إيجاد الفرد المسلم الملتزم بدينه التزاما صحيحاً، عقيدة، وعبادة، وأخلاقا، وسلوكاً، وتربية.

وأوضح أن المقصود من التربية لهؤلاء الأفراد؛ تربية دعوية ينتشرون بالدين في الأسرة، ومكان العمل، والدراسة، والشارع، كي يوجد المجتمع المتعبد لله سبحانه وتعالى بأنواع العبودية، كي ننال رضى الله.

وأشار حسنين، إلى أن هدف الدعوة عند الإخوان، هو إيجاد المجتمع المسلم أولا، ومن ثم نجد الوسيلة التي سلكوها هي وسيلة التغيير السياسي السلمى، عن طريق الانتخابات، والوصول إلى البرلمان والمشاركة في السلطة التنفيذية، موضحاً أنهم سخروا إمكانية الجماعة لهذا الهدف.

وأكد القيادي السلفي، أنه اتضح من الواقع العملي أن التغيير لا يكون إلا بالتغيير الأفقي بإصلاح المجتمع، وأن التغيير من قمة الهرم دون إعداد للقاعدة؛ يؤدي إلى مفاسد، لأن من جهل شيئاَ فهو عدوه.

وأضاف حسنين، أن مشاركة الدعوة السلفية سياسياً، هو فرع وليس أصل، لأن الأصل عند الدعوة التغيير الأفقي، أي تغيير المجتمع، وتهيئته من خلال التربية الإيمانية في المساجد، مشيراً إلى أن المسجد هو منبع الدعوة، ومصبها، فمنه تنطلق الدعوة بوسائلها المشروعة، كي نحدث تغيير في المجتمع، ونصب هذه الجهود مرة أخرى في المسجد؛ للتربية والإعداد.

وأوضح القيادي السلفي، أن الغرض من المشاركة في العمل السياسي، هو ممارسة السياسة الشرعية القائمة على الصدق، والأمانة، والوفاء بالعهد، ومراعاة المصالح العامة العليا، وتقديمها على المصالح الشخصية والحزبية، وأن تكون أحكام الشريعة الإسلامية هي المرجعية العليا للقوانين في البلاد، وكذلك الوصول إلى من بأيديهم صنع القرار للإصلاح والنصيحة، والسعي في مصالح الناس، مشيراً إلى قول الرسول صل الله عليه وسلم:" لأن أمشي في حاجة أخي حتى أثبتها أحب إلى من أن أعتكف في المسجد شهراً".

وقال حسنين: "الأهداف والوسائل سالفة الذكر، أدت إلى اختلاف الرؤية السياسية وهو اختلاف لا إنكار فيه، وإنما فيه النصيحة، ملمحاً إلى موقف الدعوة وذراعها السياسي، من حكومة الدكتور هشام قنديل تغييرها، لضعف أداءها وكذلك الاختلاف المجتمعي عليها، لأن الاصلاح السياسي لابد فيه من توافق حزبي ومجتمعي، حتى تستقر السفينة وتسير بدون عائق، ولكن كان رأى حزب الحرية والعدالة هو تغيير بعض الوزارات بها دون إقالة رئيس الوزراء".

وأشار إلى أن إبداء النصيحة في البداية كان سراً، ولكن عندما تفاقمت الأمور وخشينا من الانقسام المجتمعي والاحتراب الداخلي، بالإضافة إلى الاحتقان في مؤسسات الدولة أنذاك نصحنا جهراً.

واستطرد قائلا: "لما وصل الاحتقان إلى الحشد والحشد المضاد حذرنا منه، ولكنهم رفضوا حيث كان الطريق يلوح بسفك الدماء، وابتعاد الناس عن الالتزام بدينهم، بسبب الخطاب العنيف وقت أنذاك، مشيراً إلى أننا اعتزلنا طريقهم عندما لم يقبلوا النصيحة، وحتى لا يتحمل أبناء الدعوة السلفية أصحاب السمت الظاهر، مفسدة وضريبة هذه المفاسد، وهذا ما اتضح".

أضاف حسنين، إلى أن الواقع خير شاهد على صحة اجتهادنا، وقد اتضح لكل ذي عينين خطأ اجتهاد مكتب الإرشاد وقوى التحالف، مشيراً إلى أنه إن كان في الإنكار شدة فغرضه الرجوع؛ حفاظاً على الأفراد، وحقناً للدماء، وتغليبا لمصلحة الوطن العليا، ومنع انهيار الدولة التي لو انهارت ضاع الدين والدنيا، وضعفت كلمة المسلمين، والمصلحين في شتى بقاع العالم.

وتابع: "سعينا دائماً في الممكن والمتاح، وأعينا على المرجو والمثالي، وظهورنا في المشهد3 يوليو؛ كان لتحصيل المصلحة العليا قدر الإمكان ولدرء المفاسد"، مضيفاً أنه لما دعي حزب النور إلى جلسة الحوار، كان مع المهندس جلال مرة مبادرة للخروج من المأزق، ومحاولة إقناع الحاضرين بها، ومن ثم عرضها على الرئيس محمد مرسى، والضغط عليه حتى قبولها، ولكنه فوجئ بأن الرئيس مرسى تحت الإقامة الجبرية، وأن الجيش هيمن على مفاصل الدولة ومن خلفه ظهير شعبي، فكان الاجتهاد وقت أنذاك هو البقاء في المشهد؛ لتحصيل المصالح ودرء المفاسد قدر الإمكان.

وناشد الإخوان وتحالف دعم الشرعية، إلى التبصر والموازنة بين القوة والضعف والعجز والقدرة.