الجارديان: جنوب السودان مجموعة متباينة من القبائل ولا تستحق صفة دولة بعد

  • 138
صورة أرشفية

رأت "صحيفة الجارديان" البريطانية أن "جنوب السودان ليس سوى مجموعة متباينة من القبائل والتي لا تستحق أن يطلق عليها بعد صفة دولة".

وأضافت الصحيفة البريطانية ، في مقال افتتاحي أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم - أن "جنوب السودان يواجه الكثير من المشاكل، والتي من بينها السيطرة على أجهزة الدولة، والحكومة، والبيروقراطية، وقبل كل شئ، القوات المسلحة"، مشيرة إلى أن كافة هذه المشكلات هي مسألة خلاف مستمر بين مختلف الجماعات القبلية وقادتها.

وتابعت "أن أولئك الموجودين في السلطة، أو من ينظر إليها باعتبارهم في السلطة، متهمون بالاستيلاء على الكثير من الموارد، والأموال، والوظائف التي تتيحها الحكومة".

وقالت الصحيفة إن "العنف الذي يشهده جنوب السودان هو حلقة مفرغة من الصعب الإفلات منها، فجذور هذه الصراعات بين القبائل تعود إلى ما قبل استقلال جنوب السودان عن السودان في يوليو 2011 "، لافتة إلى أن هناك بعض القبائل التي تشعر بالاستياء مما يعتبرونه بمثابة الهيمنة المشتركة لجماعتي النوير والدنكا العرقيتين، ما يسفر عن اندلاع اشتباكات خطيرة في العديد من المناطق.

وأشارت إلى أن اندلاع بعض الاشتباكات أيضا بين الدنكا والنوير أو قادتهما، الأمر الذي يمكن أن يشمل جماعات قبلية أخرى فيما تجري سلسلة من التحالفات وتجميع المظالم.. لافتة إلى أن هذه الانقسامات تهدد باستمرار بتقسيم الجيش الشعبي لتحرير السودان.

وألمحت الصحيفة إلى أن الأزمة الحالية التي تجتاح البلاد بدأت على ما يبدو في القوات المسلحة، وقالت إنه "كان من المتوقع أن تحدث بعض القلاقل بعد أن قام الرئيس سلفا كير، وهو من الدنكا، بطرد نائبه ريك مشار وهو من النوير وكذلك حكومته بالكامل في يوليو الماضي، ثم اتهم سلفاكير، في وقت سابق من هذا الأسبوع مشار بتدبير محاولة انقلابية، وذلك باستخدام الجنود الساخطين، وقال إنه "تم إحباط هذه المحاولة، إلا أن القتال استمر في العاصمة جوبا، وفي أماكن أخرى، لا سيما في أكوبو بمحافظة جونجلي، حيث تعرضت قاعدة تابعة للأمم المتحدة للهجوم، مما أسفر عن مقتل اثنين من قوات حفظ السلام".

وأشارت إلى أن هذا الوضع بات بمثابة تهديد دفع بلدان مختلفة لإرسال طائرات عسكرية أو طائرات خاصة لإجلاء مواطنيها وهو ما بدأ فعلا، بينما أرسلت الولايات المتحدة قوة قوامها 45 عسكريا لحماية موظفي سفارتها.

وأوضحت الصحيفة أن الأمم المتحدة أرسلت أيضا طائرات هليكوبتر لإعادة الاتصال مع قاعدة أكوبو التابعة لها، بينما اتخذ المدنيون كالمعتاد من المجمعات الدولية ملجأ لهم ،لافتة إلى أنه قد يكون هناك مقاتلون بينهم، وهو ما قد يفسر الهجوم على قاعدة أكوبو.

واعتبرت أن هناك بعض الأمل في إمكانية نزع فتيل هذه الأزمة، إذ تجري حاليا محادثات بين وفد أفريقي للسلام برئاسة وزير الخارجية الإثيوبي تادروس أدانوم والرئيس سيلفا كير، الذي يقول إنه مستعد لإجراء محادثات مع مشار، بينما يصر الأخير على أن يتنحى سلفا كير عن السلطة.

واختتمت (الجارديان) البريطانية – افتتاحيتها - قائلة إنه "وحتى إن تم رأب الصدع في جنوب السودان، فإن أية صفقة تكتيكية لن تكون سوى خطوة صغيرة جدا نحو علاج حقيقي للغيرة وعدم الثقة التي تسمم العلاقات بين أبناء جنوب السودان".