الصعايدة ينتظرون دورهم في التنمية بتطوير إقليم المثلث الذهبي

  • 120
ارشيفية

بعد أن وقعت الهيئة العامة للتنمية الصناعية مع شركة دي بولوينا الإيطالية عقدًا لدراسة وتنفيذ المخطط العام لإقليم المثلث الذهبي (سفاجا - قنا - القصير)، كما أعلن إسماعيل جابر، رئيس الهيئة، الاتفاق على التحضيرات لعقد مؤتمر موسع للأكاديميين وخبراء التنمية؛ لعرض الدراسات البحثية للاستغلال الأمثل للإقليم نهاية الشهر الجاري، تحت رعاية المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء.


وأكد جابر، أن المؤتمر يهدف إلى تبادل واستعراض المقترحات والبحوث العلمية للاستغلال الأمثل لموارد المنطقة، حتى يتم أخذها في الاعتبار من قِبَل المكتب الاستشاري الإيطالي خلال وضع المخطط العام ودراسات الجدوى للمشروع، مضيفًا أن الاجتماعات تهدف إلى المتابعة المستمرة مع المكتب الاستشاري الإيطالي واستعراض الجدول الزمني وخطة العمل لوضع دراسات ومخطط عام تطوير الإقليم بوصفه أحد المشروعات القومية ومحاور التنمية الجديدة للبلاد.


وأضاف أنه سيتم توجيه الدعوة لجميع الجهات المعنية بتنمية الإقليم والمؤسسات البحثية الجيولوجية والخبراء والأكاديميين في مصر المهتمين بالتنمية لتبادل الآراء، مشيرًا إلى أنه تم تدشين رابط إلكتروني عن المشروع باللغة الإنجليزية على البوابة الإلكترونية للهيئة على شبكة الإنترنت، ويتم تحديثه باستمرار لاطلاع المستثمرين بمختلف الجنسيات على المشروع ومزاياه الاستثمارية.


بدوره، قال الدكتور شريف الدمرداش، الخبير الاقتصادي، إن هذا المشروع تم طرحه منذ أكثر من عامين، وأُعدت الدراسات التمهيدية له، والمؤتمر المقرر عقده الغرض منه دراسة التفاصيل النهائية للمشروع؛ فالمؤتمر سيضع آليات تمويل وخطوات للتنفيذ الفعلي، ويحول الخطة إلى إجراءات وخطوات عملية على أرض الواقع، مشيرًا إلى أن المشروع ليس له أية سلبيات وكله إيجابيات، وأكبر ما يميزه ارتباطه بفكرة وجود ميناء سفاجا البحري الذي سيساعد على التصدير، ومن الممكن إقامة صناعات كثيرة في هذه المنطقة تتفق مع مكانها وموقعها الجغرافي وتكون فرصة للقضاء على البطالة في صعيد مصر.


ولفت الدمرداش، إلى أن المشروع ينصب على الثروة المعدنية؛ فالمنطقة تحتوي على أحجاز بازلت وجرانيت ورخام والجبس ومناجم الفحم والحديد؛ وبالتالي فالمشروع طوق نجاة للصعيد ويهدف إلى تنمية المنطقة بما تحتويه من مواد طبيعية معدنية والمواد اللازمة للبناء والتشييد، مضيفًا: »هذا المشروع من ضمن الـ6 مشاريع العملاقة التي يعتبرها الرئيس عبد الفتاح السيسي محاور لتنمية الاقتصاد المصري ويطلق عليها مشروعات قومية ومشروعات قاطرة التنمية».


وأكد: أن الصعيد يحتاج للتنمية وإتاحة فرص عمل جديدة؛ فالصعيد يعاني الإهمال والتهمييش وظروف اقتصادية صعبة مما تسبب في انتشار الفكر المتطرف الإرهابي نتيجة الفقر والبطالة بين الشباب والكبار؛ وبالتالي أي علاج حاليًا لمشاكل مصر لا يعتمد فقط على الحل الأمني، فنحن في حاجة لعمل تطوير للصعيد، وهذا المشروع جاء في الوقت المناسب، ورغم أنه مشروع قومي ستستفيد منه الجمهورية، فإنه يغطي منطقة في أشد الحاجة؛ لأن تتقدم اقتصاديًا وتتحسن أحوالها المعيشية.


وأشار الدكتور رضا عيسى، الخبير الاقتصادي، إلى أن المؤتمرات عادة ما تكون لبلورة رؤية مجتمعية حول الشيء المطروح للمناقشة، متمنيًا أن يركز هذا المؤتمر على مشروعات بعينها ولا يكون كلامًا عشوائيًّا فقط، قائلًا: كان هناك مؤتمر منذ عام لكنه لم يخرج بشيء، فنريد من هذا المؤتمر تحديد مشروعات بعينها وملفات واضحة وليس كلام وشعارات فقط، ولا يتم ترك الأمر للمستثمرين ورجال الأعمال الذين همهم الأرباح فقط.


وشدد عيسى، على أننا نحتاج إلى إقامة مشروعات كثيرة لتعويض الـ40 سنة الماضية التي ضاعت دون أية تنمية أو تقدم، ومنطقة الصعيد خاصة تحتاج إلى مشروعات كثيرة جدًّا وتحتاج هذا المشروع وهي غنية بالموارد البشرية والمعادن ومقومات السياحة، مطالبًا بتجنب الأخطاء التي تحدث في كثير من المشروعات حتى لا يتحول المشروع لمجرد توزيع أراض على رجال الأعمال والمستثمرين دون الاستفادة الحقيقية منه.


وأضاف أن المطلوب لنجاح المشروع الإدارة الجيدة؛ فمعظم المشروعات التي تفشل يكون سببها سوء الإدارة، ومشروع قناة السويس الجديدة لم ينجح إلا بسبب الإدارة الجيدة والمتابعة، في حين أن سوء الإدارة أفشل مشروع الطريق الصحراوي (مصر / إسكندرية) وظل 10 سنوات وتكلفته تتضاعف عشرات المرات، فمشكلتنا في الإدارة وليس في أي شيء آخر، فالإمكانيات يمكن توفيرها وكذلك الفكر والعمالة.