الكريسماس والخرافة

  • 124

فجر بابا الفاتيكان مفاجأة من العيار الثقيل، حينما أعلن أن الاحتفالات بأعياد الميلاد من الجاهلية، وأنها صورة زائفة تصور حكاية خرافية مائعة، لا وجود لها في الإنجيل على حد تعبيره..

ودعا إلى الصلاة من أجل المسيحيين، الذين يعانون تمييزا في التعامل بالبلاد التي تقر الحرية الدينية نظريا ولكنها تضيق عليهم عند التطبيق!!
هذا هو ما أدلى به بابا الفاتيكان، صادما بذلك مشاعر ملايين من النصارى حول العالم، الذين يتخذون من هذا الحدث عيدا كل عام، وتُقيم الكنائس الكبرى في العالم احتفالات ضخمة، بحلول هذه المناسبة كل عام.

ولكن الصدمة الحقيقية، تتمثل في أن أحدا من هؤلاء النصارى لم يُصدم أو يتوقف قليلا أو كثيرا أمام هذا التصريح، وكأن شيئا لم يكن؟! وهذا ما يؤكد الحقيقة الثابتة، وهي أن هؤلاء الرهبان والقساوسة يُشرعون لهم من عند أنفسهم، فيحلون، ويحرمون، بلا سند من نقل صحيح، أو عقل سليم، كما قال عز وجل: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [التوبة: 31].

تُرى كم من الخرافات والضلالات احتوت هذه الديانة، بكل طقوسها وشعائرها، بل بكل أصولها وثوابتها، إذ أن الاتهام بالخرافة والضلال قد امتد ليشمل الإنجيل نفسه، عندما شهد بفساده وعدم حجيته عدد ليس بالقليل من علماؤهم وأحبارهم.

والأمر ليس بمستبعد، فطالما تربى الأتباع على الانقياد التام، والطاعة المطلقة، والتسليم الأعمى، فإنهم لم ولن يتوقفوا كثيرا عند هذا أو ذاك، بل ستمر هذه الكوارث على عقولهم مرور الكرام.

فإذا كان هذا يمكن استيعابه في أتباع الديانة، فكيف لمن رضي بالله ربا وبالإسلام دينا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا؟ كيف يرضى لنفسه مشاركة المشركين أعيادهم، وطقوس عبادتهم؟!