الذهب والفضة أبرز خاسري الاقتصاد العالمي منذ ثلاثة عقود

  • 125
المعدن النفيس

سجل الذهب أكبر تراجع في ثلاثة عقود وأول خسارة سنوية منذ عام 2000 بعدما تسبب تحسن الاقتصاد العالمي في خفض الطلب على حماية الثروة، فالمعدن النفيس سجل أكبر انخفاض سنوي له في أكثر من 30 عاما مع قيام المستثمرين بتحويل الأموال شطر الأسهم، كما تعيش الفضة أسوأ أداء سنوي منذ عام 1981 حسبما ذكرت وكالة أنباء بلومبرج الاقتصادية الأمريكية أمس.

ويظهر تراجع في حيازات صناديق المؤشرات تراجع ثقة المستثمرين في المعدن كأداة تحوط من التضخم وكاستثمار بديل بعد أن أعلن مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) خططاً لتقليص مشترياته الشهرية الضخمة من السندات.
تراجع الثقة

ووفقاً لبلومبرج، فقد المستثمرون ثقتهم في المعدن الأصفر كمخزن للقيمة بعدما دفع ارتفاع أسعار الأسهم والتحسن الاقتصادي مجلس الاحتياط الاتحادي (البنك المركزي) الأميركي لتقليص برنامجه الشهري لشراء السندات بقيمة 85 مليار دولار، وتراجعت أسعار الفضة بنسبة 36 % إلى 4741ر19 دولارا للأوقية.

وأشارت الوكالة إلى أن الأصول في المنتجات المتداولة في البورصات والمضمونة بالذهب تراجعت بنسبة 33 % لتصل إلى أدنى مستوياتها منذ عام 2009 في خضم مبيعات من جانب كبار رجال الأعمال الدوليين جورج سوروس وجون بولسون.

ووفقاً لبيانات جمعتها بلومبرج، بلغ حجم الذهب الذي تم التخلص منه في العام الجاري 8ر864 مليون طن، بما يزيد بأكثر من إجمالي تدفقاته خلال الأعوام الثلاثة الماضية.

وتراجعت أسعار سبائك الذهب بنسبة 28 % هذا العام لتصل إلى 49ر1200 دولار للأوقية (أونصة) في تعاملات سنغافورة.
وارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز الأميركي بنسبة 29 % ويستعد لتسجيل أفضل عام له منذ 1997، بينما أشار صندوق النقد الدولي هذا الشهر إلى أن الاقتصاد الأميركي سينمو متجاوزاً التوقعات.

وقال ريك سبونر كبير المحللين لدى شركة "سي إم سي ماركتس" في سيدني إنه بينما كان المستثمرون في المنتجات المتداولة بالبورصات "في السابق مصدر الطلب على الذهب، أصبحوا الآن بائعين خالصين".
وأضاف أن "المستثمرين أقلعوا عن ذلك على الأقل مؤقتاً على أساس فكرة أن إجراءات تحفيز البنك المركزي يتجه لأن يتسبب في مشكلة تضخمية في الاقتصادات الغربية في المستقبل المنظور".

وقال بريان لان العضو المنتدب لشركة جولد سيلفر سنترال في سنغافورة "النسبة لربع السنة القادم ستبدو المعادن النفيسة ضعيفة ككل. قد يختبر الذهب وبخاصة خلال الربع الأول مستوياته المنخفضة للعام الحالي وهي ليست بعيدة".
الفضة

وجاءت الفضة كصاحبة ثاني أسوأ أداء على مؤشر التعاملات الفورية "إس آند بي جي إس سي آي" لأربع وعشرين سلعة والذي تراجع بنسبة 7ر1 %. وارتفع مؤشر "إم إس سي آي أول كنتري وورلد" بنسبة 20 % وهو مؤشر يقيس أداء بورصات الدول المتقدمة والصاعدة، بينما ارتفع مؤشر بلومبرج للدولار بنسبة 4.3 %.
انتعاش متواضع
شهد الذهب انتعاشة متواضعة، أمس، بعد أن تراجع أكثر من 1 % في الجلسة السابقة. ارتفع الذهب 0.3 % إلى 1199.40 دولارا للأوقية (الأونصة) لكنه سينهي العام على ما يبدو منخفضا نحو 28 %. والأسعار أقل بكثير من أعلى مستوياتها على الإطلاق الذي سجلته في 2011 عندما تخطت 1900 دولار في غمار أزمة ديون أوروبا.

وهوى الذهب إلى أقل سعر في ستة أشهر عند حوالي 1185 دولارا في 20 ديسمبر بعد قرار مجلس الاحتياطي تقليص مشتريات السندات، وهو ما أوقد شرارة موجة بيع في المعدن.

ونزلت عقود الذهب الأميركية 0.4 % إلى 1198.70 دولارا للأوقية. وتراجع السعر الفوري للفضة 0.5 % إلى 19.45 دولارا للأوقية.

وارتفع البلاتين 0.3 % ليسجل 1359.49 دولارا وصعد البلاديوم 0.4 % إلى 709 دولارات للأوقية.