"الخارجية": مصر ترفض تهديدات إيران تجاه السعودية

  • 94
وزير الخارجية سامح شكري

قال سامح شكري، وزير الخارجية، إن مصر ترفض بشكل تام ما صدر عن المسؤولين الإيرانيين من تهديدات للمملكة العربية السعودية، بسبب إنفاذها قوانينها الداخلية على مواطن سعودي، من بين آخرين، لمجرد أنه ينتمي إلى الطائفة الشيعية التي تشكل غالبية الشعب الإيراني.

وأضاف شكري، خلال كلمته في الاجتماع الوزاري الطارئ اليوم، "السلطات الإيرانية أخفقت في توفير الحماية لتلك البعثات الدبلوماسية، وفقا لما يفرضه القانون الدولي والاتفاقيات ذات الصلة"، متسائلا "هل يقبل المسؤولون الإيرانيون أن تتدخل دول أخرى مثلا عندما تطبق إيران قوانينها في التعامل مع مواطنيها من السُنة".

وتابع "شهدت العلاقات بين الدول العربية وإيران منذ 1979 موجات صعود وهبوط عديدة، كان السبب الرئيسي فيها هو تصور القيادات الإيرانية أن هناك ما يبرر لها التدخل في الشأن الداخلي للدول العربية، إضافة إلى ما شاب العلاقات المصرية الإيرانية من صعوبات في هذا السياق لأسباب تعرفونها جميعا ولا مجال لسردها مجددا اليوم، وهي الصعوبات التي وضعت حدودا على تطوير العلاقات بين الشعبين المصري والإيراني، فإنه من الملحوظ أن السنوات العشر الماضية أو ما يزيد قليلا شهدت ما يمكن تسميته (توترا متصاعدا) في العلاقات الإيرانية العربية، لا سيما في منطقة المشرق والخليج العربيين".

أشار وزير الخارجية إلى أن غياب جيش وطني عراقي قوي من بين أسباب انتشار الإرهاب والتنظيمات المتطرفة، قائلا "بل وكان أول ظهور لما يعرف اليوم بداعش في العراق 2006، ما ساهم بدوره في تعميق الانقسام الطائفي فى العراق، نتيجة الهجوم المتكرر على رموز الطائفة الشيعية الكريمة".

واعتبر شكري أن معالجة التأزم الإقليمي الذي نُعاني تداعياته كعرب، والذي سيرتد ليؤثر سلبا على قوى إقليمية بما فيها إيران، التي نصبت نفسها في بعض الأحيان مدافعا عن الطائفة الشيعية، إنما يتطلب من كافة القوى الإقليمية أن تجري مراجعة صادقة ومعمقة لسياستها، وسيكون على إيران أن تقوم بذلك، مضيفا "إذ من الواضح بالنسبة لنا في مصر أن التدخلات الإيرانية في شؤون الدول العربية ساهمت بشكل كبير فيما آلت إليه الأوضاع المتدهورة التي بلغناها من تراجع لمفهوم الدولة ودورها، ومن تنام لمساحة الحركة المتاحة للاعبين خارجين عن القانون، من أهمهم الميلشيات المسلحة والقوى الطائفية".

شدد شكري على رفض مصر لأي محاولة لتوظيف ورقة التطرف في أوساط الطائفة السُنية، وهو التوظيف الذي يجعل ممارسة التدخل في شؤوننا كعرب حربا بالوكالة، يقتتل بسببها أبناء الوطن الواحد وتفنى نتيجتها مقدرات شعوبنا، وهي أوضاع لا يراد لنا كحكومات عربية أن نتمكن من التعامل معها بفاعلية لإنهائها، حد تعبيره.