• الرئيسية
  • الأخبار
  • د. ناجح إبراهيم في حواره مع "الفتح": أدعو الشباب للتفكير في تداعيات نزولهم في 25 يناير

د. ناجح إبراهيم في حواره مع "الفتح": أدعو الشباب للتفكير في تداعيات نزولهم في 25 يناير

  • 177
محرر الفتح مع الدكتور ناجح إبراهيم

نفوذ إيران الحالي نتيجة لضعف العرب وتفرقهم
إيران تزعم الاقتداء بالحسين الثائر على الظلم وهي تدعم الطاغية بشار
4 خطوات على الشيعة القيام بها لتهدئة الأوضاع في المنطقة
"ترامب" ساذج وفاشل وتصريحاته ضد المسلمين لدغدغة عواطف الأمريكيين
"داعش" سيختفي خلال خمس سنوات وبسقوطه ستنهار القاعدة
أطالب بعفو رئاسي لمن لم يحمل السلاح

تمر الساحة العربية بالعديد من التحديات، ما بين تصاعد حدة التهديدات الإيرانية للدول العربية وحالة الجدل الكبيرة المثارة بشأن مستقبل تنظيم داعش وتداعيات اغتيال زهران علوش قائد جيش الإسلام على المشهد السوري، بدا أن الأوضاع بحاجة لأن نراها بأعين خبير فكان لـ"الفتح" هذا الحوار مع المفكر الإسلامي الدكتور ناجح إبراهيم.


· لماذا اغتيل زهران علوش؟
اغتيل علوش بعد عودته من الرياض حيث تابعته المخابرت الإيرانية والسورية والروسية ثم قصفته الطائرات الروسية بنفس الطريقة التى اغتالت بها أمريكا معظم قيادات القاعدة واغتالت بها إسرائيل معظم قيادات حماس، وهى وضع شريحة إلكترونية فى ملابسه أو عند بيته أو فى مكان وجوده تعطى إشارة للطائرات ويتم قصفه.
أما سبب الاغتيال فلأنه زعيم قوى له دور مؤثر فى التفاوض مع النظام ومستقبل سوريا، وهم لا يريدون أية قوة لها تأثير فى التفاوض ضد بشار ولا يريدون ظهور أية شخصية مثل علوش، وهناك حاليًّا عملية فرز كبرى فى سوريا لمنع دخول أية فصائل إسلامية معتدلة أو قوية فى معادلة الحكم القادم والدليل على ذلك قيام روسيا بقصف الجماعات الإسلامية المعتدلة أكثر من قصفها القاعدة وداعش وذلك بالتنسيق مع أمريكا وإسرائيل وبرضا الغرب، ومن يتصور غير ذلك فهو واهم؛ وذلك حتى لا تقع سوريا فى قبضة الإسلاميين، وهى على مرمى حجر من إسرائيل.

· ما تداعيات اغتيال علوش على المشهد السوري؟
بعد الاغتيال سيتحسب كل قادة القوى فى سوريا من حدوث تصفيات مماثلة لهم وأعتقد أن هذه التصفيات ستطال معظم قادة الحركات الإسلامية فى سوريا وذلك لتهيئة البلاد لمرحلة ما بعد بشار، بحيث يكون الحكم القادم في سوريا هزيلًا لدولة على شفا التقسيم والانهيار، ويكون الوضع أشبه بالوضع فى العراق من حيث وجود الأقاليم شبه المستقلة وتختفى الدولة السورية القوية فلا يفكر أى رئيس قادم فى مناهضة إسرائيل أو الغرب أو التخلى عن الدعم الإيراني أو الاستقلال بالوطن وبحيث تنهمك سوريا فى إعادة التعمير لمدة 30 عامًا قادمة، وتحتاج إلى أمريكا والغرب لمد يد العون إليها طبقًا لشروط مذلة.


· إذن هل خريطة الشرق الأوسط الجديد يتم رسمها بالتنسيق مع إيران؟
خريطة الشرق الأوسط التى يتم رسمها حاليًّا ستكون أسوأ من خريطة الشرق الأوسط الجديد التى اقترحتها كونداليزا رايس بكثير؛ لأن الخريطة الجديدة ستبنى على الدماء وعلى الصراع السنى – الشيعى والمذهبي والعرقى عمومًا وستبنى على الخراب الذي لحق بسوريا والعراق وليبيا واليمن، وقد يتم تقسيم البلاد العربية فيه عرقيًّا أو مذهبيًّا ولن تكون فيه حكومات قوية أو جيوش ذات بأس وسوف ترسم هذه الخريطة بعيدًا عن أعين العرب أصحاب الشأن، وستساهم إيران وتركيا وروسيا فى النصيب الإقليمى الأكبر مع الكبار الدوليين أمريكا وغرب أوروبا، وسيبقى العرب فى سوريا والعراق واليمن يتقاتلون مع بعضهم البعض بدلًا من أن يتحدوا جميعًا لتحرير القدس.


· ما أسباب تراجع داعش مؤخرًا؟

أهم الأسباب هو غباء داعش؛ فداعش أغبى تنظيم رأيته فى حياتي، فلا يوجد تنظيم يعادي الدنيا كلها، فهو هاجم فرنسا وأمريكا وقتل يابانيين واستعدى الأردن والكويت ومصر، ولله فى خلقه سنن، وهذه السنن لو سار عليها كافر لانتصر، ولو سار عليها مؤمن سيخسر، فما بالنا وداعش يقوم منهجه على التكفير والتفجير وكلاهما جريمتان كبيرتان، وداعش حينما استولى على الموصل لم يكن ذلك بقدراته وإنما بفضل ما انضم إليه من جحافل السُّنة لكراهيتهم للمالكى وللمليشيات الشيعية، فاغتر داعش وظن قادته أن بإمكانهم هزيمة العالم، مع أن شهرين من القصف الجوي عليهم قادر على هزيمتهم دون حتى تدخل برى، فالقصف الأمريكى على العراق أسقط جيشها قبل ذلك فى عهد صدام حسين، وما أدراك ما الجيش العراقي آنذاك، والرسول صلى الله عليه وسلم لم يحارب على جبهتين أبدًا، والمثل المصري يقول: إذا كان لك عدوين فصالح أحدهما وحارب به الآخر، ولكن داعش لا يفقهون شيئًا لا فى الشريعة ولا السيرة ولا الأمثال، وأغلب ضحاياهم من المدنيين وشؤم تفجيرهم لقبور الأنبياء سيلحق بهم.

· هل داعش سينتصر أم سينهزم؟
أولًا: داعش المكون الرئيسي فيه ليس مكونًا إسلاميًّا؛ فالمكون الإسلامي هو مجرد غطاء للمكون الرئيسي الذي يتشكل من عناصر الجيش والمخابرات العراقية السابقين فى عهد صدام، والذين نكَّل بهم المالكى وسجنهم، والذين التقوا بالإسلاميين فى السجون فاتفقوا على التحالف ضد المالكي والمليشيات الشيعية، لذلك نجد كل الحركات الإسلامية فشلوا فى إقامة دولة إلا الدواعش فى العراق؛ لأن مؤسيسيها الأصليين هم رجال دولة بالأساس، لكن ميليشيات الدولة مع عدائهم للجميع وغياب العدل فذلك سبب بلاء دولتهم، ولا يمكن أن تعيش وأنت تحارب العالم كله، فضلًا عن أنه مخالف للفكر الإسلامي الأصيل، فلم يحدث أن نجح فكر تكفيري في بناء دولة، فما بالنا والبغدادي يكفر أساتذته السابقين مثل الظواهري؟ وكما فشل التنظيم فى سيناء سيفشل فى العراق وسوريا، وخلال خمس سنوات ستنتهى تمامًا من العالم العربي بعدما أعطت الذريعة للإيران للهيمنة على الوضع فى العراق وسوريا وهى أشبه بالدب الذي قتل صاحبه، والإعجاب السريع بداعش هو الانبهار قبل الانهيار، كما ذكرت قبل عامين وهاهو الانهيار قد بدأ.


· ماذا سيحدث في حال انهيار داعش؟
أولى تبعات انكسار داعش بدأت قبل انكسارها، وهو ابتلاع إيران للعراق بالكامل، وداعش هم السبب، كما أنه أعطى قبلة الحياة للنفوذ الروسي فى المنطقة؛ فبعد أن رحل السوفييت عن الشرق الأوسط عام 1972، يعود الروس العام الماضي بقوة للشرق الأوسط وتُعَد مصر وإيران وسوريا هم من أهم أسباب عودة الدب الروسي للشرق الأوسط، كما أن داعش بوجوده أو انكساره سيجعل سوريا محمية إيرانية وروسية كاملة، ولن يكون هناك أى نفوذ للعرب بعد ذلك على سوريا، كما أنه تسبب فى إضعاف الموقف التركي الإقليمى فى المنطقة وانكفائها على نفسها أو ذهابها لأوروبا مرة أخرى وبوجود داعش وانكساره سيتسبب فى انهيار النفوذ السعودي والخليجي فى سوريا ولبنان تمامًا وتحول سوريا والعراق ولبنان لمحميات إيرانية.


· ماذا بشأن تداعيات انهيار داعش على جماعات العنف كالقاعدة؟

داعش كان ضد القاعدة، وتسبب فى انقسام كل جماعات العنف إلى قسمين؛ أحدهما ظل على ولائه لتنظيمه، والآخر انضم لداعش، وانهيار داعش سيكون بداية لانهيار القاعدة، وسيشجع كل الدول التي فيها القاعدة على اجتثاثها مثل باكستان وأفغانستان، وذلك بالتزامن مع صعود النفوذ الإيراني والشيعي فى مناطق مثل أفغانستان وباكستان وإفريقيا وغيرها، وسينتهى وجود القاعدة فى هذه المناطق، وبانتهاء داعش ستنتهى موجة العنف فى الشرق الأوسط التى شرعت لها بقوة.


· كيف ترى إعدام نمر النمر؟

إعدام نمر النمر هو بداية الاشتعال الواضح والصريح للصراع السني الشيعي، والأزمة هنا فى الفكر السياسي الإيراني؛ حيث تعتبر إيران أن الشيعي العربي مهما كانت جنسيته هو من مواطنيها وليس من مواطني دولته، وهذا سيدخلها فى مشاكل كالتي دخلتها سابقًا بعد ثورة الخمينى عام 1979 حيث قام الحجاج الإيرانيون بمظاهرات لتأييد الخميني في مكة، رغم أن الحج ليس مكانًا للسياسة، كما مارست طهران المراهقة السياسية فى اقتحام السفارة الأمريكية واحتجاز دبلوماسييها فى إيران إلا أنها بعد تركها المراهقة السياسية استبدلتها بكارثتين هما تصدير فكرة الثورة للبلدان الإسلامية لتغيير أنظمتها والثاني هو بناء إمبراطورية ضخمة على حساب الدول العربية المحيطة بها وهو ما تحقق ببناء إمبراطورية شملت سوريا ولبنان والعراق وكادت أن تأخذ اليمن.


· إذن كيف تنظرون لطبيعة الصراع السني الشيعى الحالي؟
الصراع السني الشيعي بالأصل هو صراع سياسي منذ عهد سيدنا علي بن أبي طالب، ولم يكن في عهد النبي هناك سنة أو شيعة؛ فالصراع صراع سياسي ولا الدول السنية تقتقدي بأبي بكر وعمر ولا الدول الشيعية تقتدي بالحسن بن علي، وكيف لإيران تدعي الاقتداء بالحسين الثائر على الظلم وهى تدعم الطاغية بشار، وهل لو جاء علي والحسن والحسين كانوا سيرتضوا عما جرى من القتل بالاسم وتدمير المساجد، والتجويع وكل ذلك تفعله الميليشيات الشيعية في العراق؟!
الصراع الحالي هو صراع على النفوذ وبناء الإمبراطوريات، ونفوذ إيران الحالي ليس عيبها بل عيب العرب لضعفهم وتفرقهم، كما أن حكام العرب أخطئوا بحق الشيعة العرب عندما أقصوهم مثل مدرسة الخوئي فى العراق والزيدية في اليمن، وهو ما جعل الشيعة العرب يرتمون فى حضن إيران ويعتبرونها دولتهم الأولى والأخيرة، حتى أصبح ولاء حزب الله لإيران أكبر من ولائه للبنان، وأصبح ولاء الحوثيين لإيران أكبر من ولائهم لليمن، حتى أنهم غيروا مذهبهم من الزيدية القريبة من أهل السنة إلى الإثنى عشرية الإيرانية.
والصراع السني الشيعي ليس في صالح الإيرانيين ولا العرب، وسيزيد المنطقة تمزقًا ولابد من الصلح بين السنة والشيعة والخليج وإيران؛ لأنه في وجود الصراع السني الشيعي يختفى الصراع العربي والإسلامي الإسرائيلي وتختفي فكرة تحرير القدس، وعلى الدول العربية وإيران أن يراجعوا أنفسهم في أشياء كثيرة.


· ما المراجعات التي على الشيعة القيام بها لتهدئة الأوضاع؟
أولًا: ترك فكرة بناء إمبراطورية فارسية على حساب الدول العربية؛ لأنها ستقسم المنطقة أكثر مما هى مقسمة.
ثانيًا: مراجعة فكرة سب الصحابة والسيدة عائشة.
ثالثًا: مراجعة ما يحدث في كربلاء من عادات شيعية خاطئة، فلو كان الحسين موجودًا هل كان سيقبل بذلك؟ وهل حدث هذا من آل البيت بعد مقتل الحسين؟.
رابعًا: على الشيعة في البلاد التى يمثلون فيها الغلبية أن يعدلوا مع الأقلية السنية، وكذلك في البلاد التى بها أغلبية سنية؛ فعليها أن تعدل مع الأقلية الشيعية، وإذا عدل كل فريق مع الآخر وأحسن إليه يمكن أن تعتدل الموازين في المنطقة وتخف حدة هذا الصراع الدموي.


· ما أهمية التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب؟ وكيف ترون مستقبله؟

أخشى أن يتحول هذا التحالف لنواة لصراع سني شيعي يقضي على الأخضر واليابس، كما أن معظم المشاريع العربية غير مكتملة، وهذا التحالف يغفل قضية العرب الكبرى وهى تحرير فلسطين والقدس، كما أن الإرهاب سينتهى آجلًا أم عاجلًا، وبالتالي التحالف سيكون عمره قصيرًا، كما أنه يضم دولًا مختلفة فى توجهاتها وحساباتها، لذلك أعتقد أنه لن يعيش طويلًا لكن الأعظم من هذا التحالف أن يكون هناك تحالفًا إسلاميًّا سياسيًّا واقتصاديًّا على غرار الاتحاد الأوروبي.


· ما تعليقكم على التصريحات المعادية للإسلام الصادرة من المرشح للرئاسة الأمريكية ترامب؟
ترامب رجل ساذج وفاشل ولا يعرف شيئًا عن الأديان عامة والإسلام خاصة ولا يعرف شيئًا عن التاريخ والجغرافيا، شأنه شأن بعض الزعماء الأمريكيين مثل جورج بوش الابن وكان ينبغى على ترامب أن يذهب لأصغر سياسي أمريكي ليتعلم منه؛ فأمريكا في السابق كانت أقل دولة عنصرية، ولكن أمثال جورج بوش الابن وترامب وغيرهما قد يحولون أمريكا لأكبر دولة عنصرية، وتصريحات ترامب تلغي فكرة الدولة الوطنية؛ لأنك إذا اختلفت مع بعض المسلمين تطرد المسلمين الأمريكيين، وإذا اختلفت مع بعض الصينيين تطرد الصينيين الأمريكيين وهكذا، وهذا غباء بالقانون الدولي وبقواعد الديمقراطية.
وترامب ليس لديه أي خطاب يقتنع به المواطن الأمريكي، فلجأ لدغدغة العواطف مستغلًّا جهل كثير من الأمريكيين بالفرق بين داعش والإسلام والفرق بين أبي بكر البغدادي وأبي بكر الصديق وللأسف خطاب ترامب يشبه خطاب اليمنيين المتطرفين في أوروبا، ويجب أن نواجه أنفسنا أننا السبب في ذلك؛ لأن بعض المسلمين مثل داعش يسيئون للإسلام ولفريضة الجهاد في سبيل الله ويقدمون الإسلام بصورة سلبية للآخرين، وصدق الشيخ الغزالي حينما قال: إن نصف الذين يكفرون بالله يحتمل وزرهم بعض المسلمين، وأنا أزعم أن الدواعش والميليشيات الشيعية ممثل الحشد الشعبي كانت سببًا رئيسيًّا فى انصراف الكثيرين عن الإسلام الحنيف، فقد قدموا الإسلام بصورة سيئة للعالم، وجعلوا الجميع يخاف من الإسلام والمسلمين.


· ما تعليقكم على ترشيح إسلام بحيري والقمني لجائزة الملك فيصل؟
لجنة القصة مشكورة نسيت أن تُرشِّح أيضًا لجائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام أبا جهل وأبا لهب والوليد بن المغيرة، فكيف يخدم سيد القمني الإسلام وهو يُنكر الرسالة أصلًا واعتبر الرسول مخترعًا لها ليصنع مجدًا لبني هاشم، كما أن القمني زوَّر شهادته للدكتوراه وتحداه الكثيرون أن يظهرها فلم يظهرها، وكيف يترشح بحيري وهو الذي سب الصحابة وأهان علماء الإسلام وسخر مرات ومرات من الأحاديث والآيات.
فلا أدرى كيف نفكر أن البحيري والقمني خدما الإسلام وكلاهما من أعمدة هدم الأزهر وهدم السنة وهدم الرسالة النبوية، وكلاهما ليس باحثًا ولا عالمًا؛ فأحدهما يريد حرق الكتب ويتفحش في كلامه، والآخر مزور وطاعن في أصل النبوة.


· ماذا تقول للشباب في ذكرى 25 يناير؟

أقول لهم: هناك فقه عظيم اسمه فقه المصالح والمفاسد، وقد دشَّنه العز بن عبد السلام، وعلى الشباب أن ينظروا إلى مفاسد النزول والتظاهر ومصالحها ويقارن بينهما؛ فخلال السنوات السابقة نزل الشباب ومات العشرات وأُعتقل المئات قبل الذكرى وبعدها وفي النهاية أدى ذلك إلى مفاسد دون مصالح، وهناك فقه اسمه فقه المآلات أو النتائج، وعلينا أن ندرس نتيجة آلاف المظاهرات التي تمت بعد 30 يونيو وما هو حصادها غير إدخال عشرات الآلاف للسجون وعودة التعذيب ومقتل المئات دون أية نتيجة أو ثمرة؛ فلا أنت حققت المزيد من الحريات والديمقراطية، بل إن الحريات والديمقراطية في انحدار، ولا أنت حافظت على أبنائك، ولا أنت أعدت مرسي إلى السلطة؛ فهذه المظاهرات وغيرها أضاعت ما تبقى من الشريعة والشرعية، ولم تحصل المفقود من الشريعة، ولم تزد مساحة الموجود منها، وإن مهارة أى قائد في الحركة الإسلامية ليس إدخال الآلاف للسجون ولكن إخراجهم منها.


· بماذا تنصح الدولة؟
أنصح الدولة بالإفراج عن كل من لم يحمل السلاح عن طريق عفو رئاسي لكل المقبوض عليهم من الذين لم يحملوا سلاحًا؛ فمن العيب والعار على دولة قوية مثل مصر أن تسجن شابًّا صغيرًا متحمسًا هتف في مظاهرة أو رفع شعار رابعة أو رسمه على كشكول. وأطلب من الدولة الإفراج عن كل الفتيات، وألا تلقي القبض على أية فتاة إلا إذا ثبت قيامها بعنف فالقبض على الفتيات يؤدى إلى مفاسد أكبر من المصالح، وأطالبها بوقف أية عمليات تعذيب للمسجونين ووقف أية محاولة لإهدار كرامتهم الآدمية والدينية؛ فجميعهم أبناء مصر والمعاملة السيئة بالسجون تضعف الانتماء للوطن وتدفع الأشخاص للجوء للتكفير والعنف.
كما أطالب الدولة بإلغاء أحكام الإعدام ضد قيادات الإخوان الكبار مثل الدكتور محمد بديع؛ فهولاء لم يمارسوا أي عنف، ومن المعيب أن يعامل رؤساء مصر مثل مبارك أو مرسي معاملة سيئة ويوضعوا في السجون؛ فهذه إهانة لمصر، وقد قضى كل منهما فترة ليست بسيطة فى السجون، ويجب الإفراج عنهما ومراعاة سنهما ومكانتهما السابقة.