لن أفاجأ لو خرجت النتيجة بأكثر من 90% لصالح "نعم"!

  • 115

خرجت أنا وإخواني في جولة طرق الأبواب وتوزيع المنشورات الدعائية لحزب النور عن الدستور،
وكنا نتوقع أن نجد شيئا من الأذى والصد بسبب الدعاية المضادة والتشويه الكاذب، ولكننا توكلنا على الله..

فوجئت أنا وإخواني بكمية القبول الهائلة وتشجيع الناس لنا وتأييدهم بما لم نكن نتوقعه، وكثير من الناس أخذ الورق وبدأ يوزعه من نفسه..

البعض أبدى لنا تحيره، وبعد محادثة لم تزد عن الدقيقتين غير موقفه عن اقتناع!

وحتى من قابلناه ممن سيقاطع تكلمنا معه برفق وأخبرناه أن المسألة من الخلاف السائغ، وكلها آراء، وأن لنا أمل في إصلاح البلد، فتقبل كلامنا وإن لم نقنعه بالتصويت بنعم.

أكثر من أثر فيّ مجموعة من السائقين قالوا لنا أنهم يثقون فينا كسلفيين وأنهم يعلمون أننا لا نكذب، وحكوا لنا أنهم أكثر الناس تضررا من عدم الاستقرار، وأنهم يريدون للأوضاع أن تستقر بأسرع وقت.. أشفقت على هؤلاء الذين لا يقدرهم أحد ولا يلتفت إلى مصالحهم أحد خلال الصراع المدمر على الكراسي.. مسؤوليتنا تجاه هؤلاء كبيرة.. لا يمكن أن نقدم عودة (موهومة) لكرسي زائل على ألم هؤلاء..

أحدهم قال لي "مرسي راجع".. قلت له: الله على كل شيء قدير، لكن أنت كمسلم ربنا أمرك أن تنظر إلى الأسباب، وأن تأخذ بالحسابات.. لم يقتنع بالورقة التي أعطيتها له، لكني أشعرته أنني لست عدوا له..

لا يمكن أن تعطل دنياك وتتجاوز في أمر دينك، بسبب شيء تدلك كل الحسابات على استحالته..

أحدهم قال: أن الدستور بني على باطل، قلت: ما البديل إذن؟ هناك واقع جديد، ودستور يوضع.. تحب أن يكون كما يريده العالمانيون، أم كما يجب شرعا أن يكون؟
مشاركتي منعت كذا وكذا، وأدت لكذا وكذا، فهل عندك بديل أفضل؟ لو عندك هاته!
فبدأ بقراءة الورقة، وبدأ يتراجع يقول: يعني أروح أقول نعم؟ قلت له: نعمين

البعض ممن تأثر بضغوط الإخوان، قال لي: لماذا تنشر رأيك وسط الناس طالما أن هذا قد يعرضكم للاحتكاك مع الإخوان؟
قلت: نحن لا نحتك معهم أبدا، وأتجنب دائما مناطق الاحتكاك.. هم الذين يظلمون ويسلطون سفهاءهم ويسعون للاعتداء ويحرشون أنصارهم علينا ويجيدون إدارة الحرب بالوكالة، أما نحن فنتجنب ذلك ونتحاشاه.
لكني لن أكتم ما أعرفه من الحق ومن مصلحة المسلمين..
بل غرضهم أن أقعد كما قعد كثير عن بيان ما ينفع الناس وأن أكتم رأيي، هذا غرضهم ولن يكون أبدا بإذن الله. فلن أسكت حتى أحق الحق وأبطل الباطل.
حتى ولو كان شيئا من باب المصالح والمفاسد، سأبيّن الصواب فيه.

إني لم أقعد عن بيان ما أراه نافعا للناس في زمن مبارك مما تعلمناه من مشايخنا وأخصهم شيخي الحبيب ياسر برهامي الذي كنا نخبئ كتبه، ولم نتواصل معه إلا بعد الثورة، وكنا نبين للناس مسائل الولاء والبراء والحاكمية والرد على العالمانية وأهل البدع، ونسعى لإيجاد الطائفة المؤمنة المترابطة التي تسعى لتغيير المجتمع، ومن يرددون البهتان الآن - كانوا ساعتها ينعمون في بيوتهم آمنين وقت أن كان أمن الدولة يداهم بيوتنا كل حين.. هداهم الله..
بل بعضهم كان ساعتها ينصحنا أن نترك بعض ما التزمنا به من الدين من باب التقية! وكنا نتعجب من كلامهم ساعتها، ولازال عجبنا يزيد إلى الآن ونقول: متى يعقلون؟

أقول: بعد ما رأيناه من مبشرات ودلائل على بعد نظر الدعوة السلفية وحزب النور، وأن ما حدث كان بالفعل صداما مع الشعب وليس مع الجيش والشرطة فقط، ونحمد الله أننا لم نحشر أنفسنا في دائرة ضيقة ممن يوافقوننا في الرأي فقط، ونقول هؤلاء هم الشعب! الناس كلها تعاطفت معنا! وهذا غفلة عن الواقع!
أقول:
لن أفاجأ لو خرجت النتيجة بأكثر من 90% لصالح نعم!
وهذا من خلال نسبة من وجدناهم موافقين للدستور في بلدة تعتبر من معاقل الإخوان على مستوى الجمهورية.. فكيف بغيرها؟

إلا إن حشد الإخوان دوائرهم الضيقة للتصويت بلا، وتراجعوا عن موقفهم (المعلن) بالمقاطعة.. فقد تقل هذه النسبة، لكنهم لا يستطيعون حشد الدوائر الأوسع وإلا سقطت مصداقيتهم لدى من لم يطلع على أساليبهم عن قرب.