وقائع المحكمة الدولية تهيمن على اهتمامات الصحف اللبنانية

  • 120
رئيس وزراء لبنان الراحل رفيق الحريرى

هيمنت وقائع الجلسة الأولى للمحكمة الدولية الخاصة لبنان التي تنظر قضية اغتيال رئيس وزراء لبنان الراحل رفيق الحريري على اهتمامات الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم .

ولفتت صحيفة" النهار" إلى ضخامة الملف الاتهامي ووقائعه وادلته وقرائنه الثبوتية التي وصفهتا بأنها بدت مذهلة في السرد المسهب والمسند الى مضبطة اتهامية نادرة في حجمها ونوعيتها.

وقالت الصحيفة إن الوقائع التي سردت أحدثت دوياً صادماً وخصوصا لدى ذوي الضحايا الذين حضروا جلسات اليوم الاول، يتقدمهم نجل رفيق الحريري سعد الحريري الذي بدا أسوة بذوي الضحايا الآخرين شديد التأثر والانفعال مع استعادة ممثل الادعاء الصور والاشرطة عن يوم الاغتيال في اطار اظهار الادلة لقضيته.

وذكرت “النهار” أن من الادلة التي عرضت للمرة الاولى صورة لجثة رفيق الحريري على الارض بعدما دفعه الانفجار الهائل الى خارج السيارة التي كان يقودها وبدت الجثة ممددة ومغطاة بشرشف كما بدت يداه ورجلاه محروقة.

وأشارت إلى أنه خلال محكمة تم للمرة الأولى عرض شريط يبين خط سير السيارة في الاماكن التي ظهرت في الشريط.

اما النقطة اللافتة الاخرى فتمثلت في عرض بيانات الاتصالات التي أجراها المتهمون من خلال ما قال الادعاء انه تزوير للوثائق الشخصية من أجل الحصول على عقود شركات الهاتف ومن ثم شراء الهواتف اوائل أكتوبر 2004 واستخدام أربع مجموعات من الهواتف لمراقبة الرئيس الحريري ، مشددا على أن الهواتف تشكل أدلة قاطعة استخدمت كأدوات في الاعتداء.

من جانبها لفتت صحيفة "المستقبل" إلى أن الأدعاء جزم بأن المادة المتفجرة التي اغتيل بها رفيق الحريري هي مادة "آر.دي.أكس" شديدة الإنفجار، وأن السيارة فخخت بطنين منها، ( توازي 2500 كلجم من مادة تي.أن .تي)،وهي مادة تستعمل في "العمليات العسكرية"، في إشارة الى أنها تتوافر لدى أنظمة وليس لدى أفراد، وبالتالي فمصدرها دولة مرتبطة بالمجموعة القاتلة.

و أكد الأدعاء أن المجموعة التي اغتالت رفيق الحريري محترفة وصاحبة خبرة كبيرة في هذه العمليات، بدليل أن اختيارها للطريق الذي جرى فيه التفجير ليست مصادفة، بل هي خيار، لأن هذه الطريق تكاد تكون مثل واد محاط بجدران.

وأشارت "المستقبل" إلى أنه تم التأكيد بصور لم يسبق أن ظهرت، أن الفان المفخخ كان آتيا من الضاحية الجنوبية لبيروت "معقل الشيعة وحزب الله" إلى منطقة سان جورج عبر نفق الرئيس سليمان فرنجية.. في هذا النفق أُخذت صور للفان.

ورأت الصحيفة أن الضاحية الجنوبية ظهر بالدليل أنها مقر إدارة عملية الإغتيال، رغم محاولة المنفذين التضليل من خلال شراء السيارة وشرائح الهاتف الخلوي من طرابلس... وأشارت إلى أنه تم الجزم، بناء للمعطيات العلمية، بأن التفجير حصل من فوق الأرض، وليس من أي مكان آخر، في ظل محاولات البعض للتشكيك بأصل التحقيق.

ولفتت الصحيفة إلى أنه في المحكمة، لم يقدم المدعي العام دوافع الجريمة و بقي بعيدا عنها، على اعتبار أن الدوافع يفترض أن تقترن بتحديد المحرض، ولكنه لمّح إليها تلميحا، بربط بدء التحرك لاغتيال الحريري، ببدء رفيق الحريري في تكسير طوق النظام الأمني اللبناني- السوري( وحزب الله في صلبه) عنه وعن لبنان.

على الجانب الآخر، قالت صحيفة "السفير" إن المدعي العام في القضية نورمان فاريل لم يخيب توقعات اللبنانيين، فالجلسة الأولى رسخت مضمون القرار الاتهامي وماسبقه من تسريبات طيلة السنوات الماضية وتمحورت حول قرينة الاتصالات.. معتبرة أنها توسعت في الاهتمام بالاتصالات الهاتفية بلاد مفاجآت.

وأشارت إلى الأدعاء قدم تصريحات تمهيدية ضد خمسة مقربين من حزب الله فوجد أن مصطفى بدر الدين ، وسليم عياش رأسان مدبران ووضع حسين عنيسي وأسد صبرا وحسن مرعي (الذي وصفه بالواصل الأخير للائحة الاتهام) في خانة المشاركين في مراقبة تحركات رئيس وزراء لبنان الراحل رفيق الحريري.

ولفتت بدورها إلى أن الإدعاء تحاشى اللفظ بأي إتهام ضد الجهة الحاضنة للمتهمين(حزب الله) ولكنه لم يتردد في القول إن جهات داخلية وخارجية خططت لاغتيال رفيق الحريري بواسطة انتحاري .

وأشارت إلى أنه جرى استنتاج أن قرار التخطيط للجريمة بدء المراقبة حدث بعد استقالة رفيق الحريري مباشرة في خريف 2004 .