الجامعة العربية ترصد ثلاثة عشرة ملاحظة سلبية وسبعة إيجابية على الاستفتاء

  • 119
أمين عام الجامعة العربية يباشر غرفة عمليات الجامعة لمتابعة الاستفتاء

أكدت السفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة، رئيس بعثة فريق جامعـة الـدول العربيـة لمتابعة الاستفتاء على الدستور المصري، على مصداقية النتائج النهائية لعملية الاستفتاء، مشيرةً إلى أن ما جرى في مصر خلال الاستفتاء هو عرس ديموقراطي بكافة المقاييس، أقبلت فيه المرأة المصرية على صندوق الاقتراع بشكل مميز، وتصدر حضورها المشهد بشكل كبير. لكنها في ذات الوقت أعلنت عن رصد ثلاثة عشر ملاحظة سلبية وتسعة إيجابية خلال تصويت الناخبين.


جاء ذلك في مؤتمرًا صحافيًا لها ظهر اليوم"الإثنين" بمقر الجامعة، لاستعراض بيان فريق المتابعين العرب النهائي على الاستفتاء الذي جرى يومي 14 و15 يناير الحالي، وحصل على موافقة الناخبين بنتيجة 98.1 بالمئة.


وقد كلَف الأمين العام لجامعة الدول العربية السفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد رئيس قطاع الإعلام والاتصال برئاسة البعثة التي ضمَت في عضويتها (60) متابعًا من موظفي الأمانة العامة ينتمون إلى (16) جنسية عربية، ليس من بينها الجنسية المصرية، وذلك ضمانًا لحيادية كافة متابعي البعثة.


وقالت "أبو غزالة" أن أعضاء بعثة الجامعة تابعوا مجريات عملية الاستفتاء في (15) محافظة مصرية ذات الكثافة السكانية العالية في الوجه البحري والقبلي والصعيد ومدن القناة، حيث قام المتابعون بزيارة اللجان الفرعية في مختلف المناطق في المحافظات على مدار يومي الاستفتاء، ووصل إجمالي عدد هذه الزيارات إلى (2300) لجنة فرعية في (682) مركزًا انتخابيًا منها (33) لجنة فرعية مخصصة للوافدين المصريين، كما حضر أعضاء البعثة عملية الفرز في (77) لجنة فرعية.


وأشارت إلى أن بعثة جامعة الدول العربية رصدت مجموعة من الإيجابيات والسلبيات أثناء عملية الاستفتاء، مؤكدةً أن هذه السلبيات ذات طابع فني لم تؤثر على سير عملية الاستفتاء في مجملها، وبالتالي لا تؤثر على مصداقية النتائج النهائية.


وتوجهت السفيرة هيفاء أبو غزالة، بالشكر والتقدير إلى اللجنة العليا للانتخابات في جمهورية مصر العربية - وعلى رأسها المستشار نبيل صليب رئيس اللجنة - على تعاونها وتجاوبها مع بعثة جامعة الدول العربية لمتابعة الاستفتاء على الدستور المصري، حيث لم تتوان عن تقديم كافة المعلومات والإيضاحات والوثائق المطلوبة، والتي أسهمت في تسهيل وإنجاح مهمة البعثة.


كما أعربت رئيس بعثة الجامعة لمتابعة الاستفتاء، عن تقديرها للجهود الكبيرة التي بذلتها كافة الجهات المصرية التي شاركت في تنظيم عملية الاستفتاء، وتشيد بشكل خاص بالجهود التي بذلتها قوات الشرطة والجيش لتأمين عملية الاستفتاء طوال يومي الاقتراع وخلال عملية الفرز.


ولفتت إلى أن البعثة سوف ترفع تقريرها النهائي عن هذه المهمة إلى الأمين العام للجامعة العربية، متضمنًا ملاحظاتها التفصيلية ومُبينةً الإيجابيات والسلبيات التي تمت ملاحظتها من قبل المتابعين، والتوصيات الخاصة بتدارك السلبيات في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة. وسوف يتم ارسال نسخة من التقرير إلى اللجنة العليا للانتخابات ووزارة الخارجية المصرية.

وأشار تقرير بعثة الجامعة الذي حصلت "الفتح" على نسخة منه، إلى توصل المتابعون خلال الزيارات إلى تقييم لمدى توافق مجريات عمليتي الاقتراع والفرز خلال يومي الاستفتاء مع الإجراءات المنصوص عليها في القانون المصري، والمعايير الدولية المتعارف عليها، ومنها إجراءات افتتاح وإغلاق اللجان الفرعية وتشكيلها، وخطوات عملية الاقتراع والمواد اللوجستية اللازمة لإتمامها، بالإضافة إلى تقييم سير عملية الفرز.
وأشارت إلى أن المتابعين توصلوا إلى مجموعة من الملاحظات الإيجابية والسلبية التي اتسمت بها عملية الاستفتاء، موضحةً أن الملاحظات الإيجابية تمثلت في سبعة نقاطة وهي:


الإقبال الملحوظ على التصويت من النساء وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، التأمين الجيد لمكاتب الاقتراع من قبل أفراد الشرطة والجيش، توفر المواد اللوجستية التي تطلبتها عملية الاستفتاء في اللجان الفرعية، انتظام تواجد أعضاء اللجان الفرعية في مواقعهم في معظم الأحيان، تواجد متطوعين في مراكز الاقتراع لمساعدة كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، المشاركة الجيدة من قبل متابعي منظمات المجتمع المدني في متابعة عملية الاستفتاء.


كما أشارت إلى أن مضاعفة عدد اللجان الفرعية إلى أكثر من 30 ألف لجنة أدى إلى تسهيل عملية التصويت وانجازها بشكل أسرع، وبالتالي الحد من ظاهرة الأزدحام في العديد من مراكز الاقتراع.


وقالت أن الملاحظات السلبية والتي جاءت في ثلاثة عشر ملاحظة، هي:


التأخر في افتتاح بعض اللجان الفرعية نظرًا لتأخر وصول موظفي اللجان في بعض الأحيان، عدم تعليق كشوف الناخبين خارج بعض اللجان الفرعية، رغم توفر الحبر الفسفوري في جميع اللجان إلا أنه لم يستخدم في بعض الأحيان، عدم التدقيق في هوية صاحب بطاقة الرقم القومي في بعض الأحيان، وجود بطاقات اقتراع غير مختومة في بعض اللجان، كابينة الاقتراع كانت موضوعة بشكل لا يضمن سرية الاقتراع في بعض اللجان، عدم غلق صناديق الاقتراع بشكل محكم في بعض اللجان، إغلاق بعض اللجان الفرعية قبل انتهاء موعد التصويت، حالات من عدم التنظيم داخل وخارج بعض مراكز الاقتراع نتيجة الازدحام الكبير، استمرار مظاهر الدعاية الانتخابية داخل وخارج بعض مراكز الاقتراع، بما يعد مخالفة لفترة الصمت الانتخابي، عدم السماح للمتابعين في بعض الأحيان بدخول المراكز الانتخابية، والطلب منهم الحصول على تصريح للدخول بالرغم من إظهار بطاقات الاعتماد الممنوحة لهم من اللجنة العليا للانتخابات. وأوضحت "أبو غزالة" ـ حسب بيان المتابعين ـ إلى أن هذا الأمر يرجع إلى عدم المعرفة الكافية بدور المتابع وحقوقه، مشيرةً إلى تدخل اللجنة العليا للانتخابات لدى إبلاغها عن حالات منع المتابعين من دخول اللجان وتصحيحها فورًا.


وأشار التقرير إلى أن تعطل أجهزة الحاسب الآلي في بعض لجان الوافدين أدى إلى ازدحام وبطء وعدم انتظام عملية الاقتراع، مشيرةً إلى عدم معرفة بعض الناخبين وأعضاء اللجان الفرعية بإجراءات سير عملية الاستفتاء، الأمر الذي يستوجب مستقبلاً مزيدًا من التوعية بإجراءات هذه العملية.


وجاء في تقرير بعثة الجامعة، أنه برئاسة البعثة في إطار حرص جامعة الدول العربية على دعم مسيرة الديمقراطية والإصلاح في دولها الأعضاء، وتلبيةً للدعوة التي وجهتها اللجنة العليا للانتخابات في جمهورية مصر العربية للمنظمات الدولية للمشاركة في متابعة الاستفتاء على الدستور المصري، وجَه الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي بمشاركة بعثة من الجامعة العربية لمتابعة الاستفتاء.


وقد عقدت بعثة الجامعة خلال مهمتها عدة اجتماعات مع الجهات المصرية المعنية بعملية الاستفتاء، حيث اجتمعت مع رئيس اللجنة العليا للانتخابات والمسئولين في وزارتي الخارجية والداخلية، واطلعت على الترتيبات والإجراءت للاستعداد لعملية الاستفتاء، كما ناقشت كافة التفاصيل المتعلقة بمشاركة متابعي الجامعة العربية في هذه المهمة. وفي هذا الإطار، وقَعت بعثة الجامعة مذكرة تفاهم مع اللجنة العليا للانتخابات حول حقوق وواجبات متابعي البعثة، وقد أعطت هذه المذكرة حرية التحرك للمتابعين، وحق الحصول على الوثائق وإجراء الاتصالات اللازمة، وطلب الاستيضاحات من جميع الجهات المعنية بعملية الاستفتاء، ومتابعة مجريات هذه العملية منذ بدايتها وحتى إعلان النتائج، مع ضرورة التزام أعضاء بعثة الجامعة باحترام القوانين ومدونة السلوك الخاصة بالمتابعين الدوليين، والتأكيد على عدم التدخل في الشئون الداخلية، وعدم إعاقة مسار عملية الاستفتاء أو التأثير فيها.