صحيفة سعودية: مصر مركز الثقل لامتها العربية

  • 100

أكدت صحيفة "الرياض"السعودية أن مصر هي مركز الثقل لأمتها العربية، إذا ضعفت جاء تأثيرها خطيرا على مجمل الوضع العربي، وإذا ارتقت بقوتها، فهي الحافز على خلق وطن تتكامل فيه عناصر التفوق على مجمل التعقيدات الراهنة والماضية".

ونوهت فى أفتتاحيتها اليوم تحت عنوان "انتصر المصريون فعادت الشرعية" إلى أن خروج شعب مصر بملايينها واقتراعه ب"نعم" للدستور صادق فعليا وعمليا على الشرعية الكاملة والحقيقية كأول اختبار ازال الالتباسات والشكوك وطرح فكرا وعملا وتطلعات لوطن يسير في الاتجاه الديمقراطي الصحيح دون إملاءات أو اختزال وطن في شخص أو حزب أو جماعة.

وأكدت الصحيفة أن عملية الاستفتاء ورغم أنها البدايات الأولى، ولكنها ترسم خطوط المستقبل لبلد مهم عربيا وعالميا، لافتة إلى أن هذه الانطلاقة، تؤكد أن العرب ليسوا ضد الشرعية التي تبنى على الإرادة العامة، ولا يعارضون المنهج الديمقراطي الحقيقي، كما أن فرية أنهم عبيد يسوسهم سادة ليست قاعدة صحيحة.

وأشارت إلى أن كل المجتمعات التي ترى نفسها متقدمة في أساليب نظمها وحكوماتها، سبق أن حكمت بما هو أسوأ مما مرت به المنطقة العربية، ورغم أن غيرنا كان أسرع منا في حسم أموره وتحقيق الديمقراطية دون حروب ودماء وخلافات رغم تباين تشكيلاتها الأثنية والاجتماعية وموروثها التاريخي، إلا أننا غرقنا في هموم غيرنا الذي وضعنا هدفا يخلق الخصومات والحروب، ويسعى لتفتيت أي وحدة وطنية، ومع أن ذلك ليس مبررا، إلا أن حظنا وضعنا في منطقة تعد مركز الحدث وصناعة الأزمات.

وألمحت الى أن الطريق إلى نصر شعبي كبير يحتاج لتضحيات كبيرة، مؤكدة أن مصر تستحق أن تدخل التاريخ كدولة منتخبة وبأسلوب متقدم لأن تجانس مجتمعها، وتجاوزه العقد السائدة في المنطقة العربية، لايجعلانها في حرج من الإفصاح عن كل الترتيبات لدولة حديثة في تشريعاتها ونظامها وأسلوب حكمها وحتى أمنها، لافتة إلى أن موقع مصر الجغرافي يستطيع تغيير معالم كثيرة في الاقتصاد والتطور البشري والمعماري.

وقالت فى ختام تعليقها إن "رحلة العمر بدأت بخطوة الدستور، وستلحقها خطوات التنمية الشاملة لمجتمع يريد فرز نفسه وإعادة تاريخه ومكوناته المختلفة، مؤكدة أن "مصر الحرة" ستكون عنوانا لتطور جديد، يسر البعض، ويثير حقد الآخرين، ولكنها عزيمة الشعوب التي لا تموت".