الاحتلال الفارسي ينتهج سياسة جديدة لتهجير الأحوازيين من أراضيهم

  • 117

النظام الإيراني يفتح السدود بشكل مفاجئ لإغراق الآلاف من الحقول الزراعية


عارف الكعبي: الفيضانات دمرت نحو 50 قرية.. أبرزها الخرسان والبومحمد والدهول



بشكل مفاجئ، ودون سابق إنذار اجتاحت الفيضانات الهائلة الأراضي الأحوازية المحتلة، ليستيقظ الأحوازيون على كارثة وفاجعة كبيرة لا تقل بشاعة عن سابقاتها بفعل المحتل الإيراني، حيث فتحت السلطات الإيرانية السدود لإغراق الآلاف من الحقول الزراعية، ملحقة خسائر مادية كبيرة بالمواطنين، فيما شرّدت العشرات منهم خلال الأيام القليلة الماضية.

وبحسب شهود عيان، فإن الفيضانات اقتحمت قرى آل بوحمدان، فيما تحاصر حاليًا قرية إيشان صخي، وبيت عبدالنبي، وإيريح، العيلة والدهول اللاتي يقعن في من منطقة الشعيبية بين مدينة الأحواز العاصمة وتستر، وسط إهمال متعمد من قبل المسؤولين الإيرانيين، مؤكدين أن النظام الإيراني وقف متفرجًا على أعماله التي وصوفها بـ"الدنيئة"، حيث لم تقدم حكومة الاحتلال أية مساعدات لمواجهة الكارثة.

وأوضحوا أن المئات من الأحوازيين يواجهون مصيرهم وحدهم، حيث يفتقرون إلى أبسط مقومات الحياة وخاصة في مدينتي توستر والسوس الأكثر تضررًا، مؤكدين أن الأوضاع ازدادت سوءًا في مدن وقرى الأحواز ومازالت المياه تتدفق وبشكل مستمر.



من جهته، اعترف سيد رضا موسوي رئيس مجلس الشورى في شمال الأحواز، أن دولة الاحتلال الفارسي فتحت سدّي الدز والكرخة ضمن مخطط كانت قد وضعته مسبقاً.

وقال "موسوي" في تصريحات صحفية لوكالة تابناك للأنباء يوم السبت الموافق 16 إبريل 2016، إن مخطط "فتح السدود تسبب بفيضانات كارثية وخسائر للمزارعين الأحوازيين" مضيفاً "كان بإمكان المسؤولين فتح السدود بشكل تدريجي لتجنب الفيضانات".

وأكد رئيس مجلس الشورى أن "الدولة منعت المزارعين الأحوازيين من الزراعة الصيفية سابقاً مما الحق أضرار اقتصادية كبيرة بهؤلاء المزارعين".

وتابع قائلاً: "كما إننا نرى الإعلام اليوم يروج لزيادة المياه في الأنهر الأحوازية لتبرير مخطط تحريف مجرى الأنهر".



وأطلق ناشطون أحوازيون على مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاجًا يحمل اسم #الأحواز_تستغيث، لنشر مآساة المواطنين في الأحواز المحتل بعد أن تجاهلت وسائل الإعلام القضية.

وقال طارق الكعبي، عضو حركة النضال العربي لتحرير الأحواز، إن الفيضانات التي ضربت الأحواز مفتعلة لإخماد صوت الشعب وتجويعه والتنكيل به، مؤكدًا أنها لا تزال مستمرة حيث جرفت حقول مزارع القمح والشعير وشردت المئات من بيوتهم.

وأكد "الكعبي" أن مساحات شاسعة تعد بالعشرات، الآلاف من المحاصيل الزراعية أصبحت تحت مياه الفيضانات وما يقارب ??? قرية مازالت محاصرة، لافتًا إلى أن أهالي قرى أحوازية وضعوا أغلب أثاثهم المنزلية على الأسطح وتركوا بيوتهم محتمين بالمناطق الجبلية.



وفي الداخل الأحوازي، دشن عدد من الشباب حملة لجمع التبرعات والمساعدات الإنسانية لمنكوبي الفيضانات في منطقة الشعيبية، إلا أن سلطات الاحتلال الإيراني اعتقلت هؤلاء الشباب، رغم تقاعسها في إغاثة المتضررين.

وكشف عبد الكريم خلف، الناشط الحقوقي الأحوازي لـ"الفتح" عن أسماء المعتقلين، وهم: "طه العموري، وأمير شنته المذحجي، وشاهين أبو ثائر المذحجي، وهادي أبو إياد الساري، وأبو علي فرطوسي، وكمال عجرش".

وقال "خلف" إن سلطات الاحتلال صادرت ثلاث سيارات استخدمها الشباب لإيصال المساعدات الإنسانية للمواطنين الأحوازيين.


من جهته، أكد الدكتور عارف الكعبي، رئيس المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الأحوازي، أن النظام الإيراني المحتل اعتمد سياسة ممنهجة للتغيير الديموغرافي اتجاه الأحواز منذ عقود، مشيرًا إلى أنه خلال السنوات الماضية اعتمد سياسة تجفيف الأنهار وقطع المياه بشكل تدريجيًا تجاه أكبر الأنهار في الأحواز "كارون" ويعتبر هذا النهر هو اأهم ولتسليط الضوء على ما جرى أخيرًا من فيضانات اجتاحت الأراضي الزراعية والمدن والقرى.

وتابع "الكعبي": "أقيمت السدود على الأنهار المهمة ومنها نهر الدز الذي عانى من الجفاف لسنوات طويلة، وبدأت الفيضانات عندما قام النظام الإيراني بحجز منسوب المياه بشكل يفوق تحمل سد الدز الذي لديه طاقة محدودة وبتعمد حتى يستطيع أن ينفذ ما خطط له".

وأضاف: "بدأت الفيضانات من مدينة القنيطرة التي أبدلها اسمها المحتل إلى (دسبول)، حين قام المحتل الفارسي بفتح السد دون سابق إنذار للأهالي، فيما قام بتحصين مراكزه ومنشآته بسواتر ترابية كبيرة جدًا ومنها أراضي معمل السكر في المدينة ومواقع أخرى".

واستطرد "الكعبي"، قائلًا: "انتقلت المياه بشكل سريع إلى منطقة الشعبية التابعة إلى مدينة تستر الأحوازية وغطت المياه أراضي المزارعين الأحوازيين الذين اعتادوا الزراعة وفق ظروف صعبة وقاسية ليتمكنوا من العيش ودمرت المياه أكثر من 50 قرية بكل ما تحتوي من دور سكنية وأراضي مزروعة ومن هذه القرى قرية مهدي الحيدر، الدهول، ثيل الرمانة وناصر الرمانه وثامر الكعبي ومفتن وقرية محارب، وغيرها .

وتابع رئيس المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الأحوازي: "أما مدينة السوس التابعة إلى محافظة عيلام فكان الضرر كبير جدًا حيث أغرقت المياه قرى كثيرة منها قرية الخرسان وقرية كعب ركاض وقرية البومحمد والدلفية وقرى أخرى، وفي مدينة الميناو التي تقع على الضفة الشرقية لنهر الدز فقد تضررت قرى كثيرة منها قرية شيخ خليفة ومفتن وقرى كل من فريح ومحارب وزبيد والدبات والتسعين وتستمر على امتداد الضفة الشرقية القرى التي تضررت منها قرية الهواشم وسيد نبي وسيد طعمة التابعة إلى الأحواز" .

ولفت "الكعبي" إلى أن القرى التي تضررت من الفياضنات هي القرى الزراعية التي يعتمد أهلها على الزراعة كمصدر رزق وبهذا أصبحوا ? يملكون قوتهم، مؤكدًا أن سلطات الاحتلال الإيراني لم تقدم أي مساعدات إنسانية ولم توفر أي شئ يذكر، بل وفرضت تعتيمًا إعلاميًا كبيرًا على الكارثة.