معارضون سوريون يكشفون لـ"الفتح" أسباب التمسك الإيراني بالقتال في سوريا

  • 114

تكبدت قوات الاحتلال الإيراني خسائر فادحة خلال المعارك الدائرة في "خان طومان" جنوب حلب، لتعترف وسائل الإعلام الإيرانية أن قتلى الحرس الثوري الإيراني ما بين 20 إلى 50 جنديًا.

الخسائر الفادحة أرغمت النظام الإيراني إلى الدفع بقاسم سليماني على رأس وحدة خاصة لإدارة المعارك في الداخل السوري مرة أخرى، بحسب ما أعلن موقع جنوبية اللبناني المعارض لحزب الله الإرهابي.

لكن أعداد القتلى ووصول الجنرال لإيراني طرح تساؤلات عديدة حول أسباب استماتة إيران وتمسكها بالقتال في سوريا بخلاف اليمن.. "الفتح" التقت معارضين سوريين للوقوف على أبرز هذه الأسباب.

وفي هذا الصدد، قال زكي الدروبي -المعارض السوري-: "إن إيران متمسكة بالقتال في سورية، لعدة أسباب، أولها: أنها فرصتها الأخيرة للبقاء قريبة من سواحل المتوسط، حيث تحاول مد نفوذها الإقليمي مستخدمة الشعارات الطائفية والدفاع عن آل البيت".

وقال "الدروبي" في تصريحات خاصة لـ"الفتح": "إن إيران تعتبر نفسها ممثلة للشيعة على مستوى العالم، وفرضت نفوذها على العراق وعلى لبنان من خلال حزب الله الإرهابي وعلى سورية من خلال حكم نظام عائلة بشار الأسد".

وأكد المحلل السوري أن إيران ترى خسارتها في سورية خسارة لحزب الله في لبنان وتراجع لنفوذها الإقليمي، لذلك دفعت بقاسم سليماني قائد ميليشيا الحرس الثوري الإيراني، والمسئول عن العمليات الخارجية، في حلب لتدارك خسائرها في سوريا.

وتابع "الدروبي"، قائلًا: "سليماني دائم التنقل يدخل ويخرج من سوريا والعراق متى شاء، فلا يوجد دولة أو نظام، إنما أصبحت سورية والعراق من المستعمرات الإيرانية وحكامها أدوات بيد النظام الإيراني".

وعن ازدياد قتلى الميليشيات الإيرانية، والتواجد الفارسي الكبير في حلب، شدد المعارض السوري المعروف على أن حلب بوابة سوريا من الشمال، والعاصمة الاقتصادية، لذلك يدفعون بالمزيد من قواتهم من أجل إعادة السيطرة؛ حتى يحققون مكسبًا مهمًا يمكنه من الضغط على الوفد المفاوض وجعله يقدم تنازلات تبقي الأسد ونظامه.

وعن تاريخ العلاقات الإيرانية – السورية، قال ميسرة بكور -مدير مركز الجمهورية لحقوق الإنسان السوري-: "لا يخفى على مراقب الأهمية الاستراتيجية لموقع سوريا، وبطبيعة الحال لا يمكن لملالي إيران أن يغضوا الطرف عن أهمية الشام في ظل مشروع إعادة الامبراطورية الفارسية التي عفى عليها الزمن".

وأضاف "بكور": "لذلك عملت إيران منذ انتصار ثورة الخامنئي على فكرة تصدير الثورة الفارسية إلى دول العالم؛ لتختفي وراء ستار دعم المظلومين، خفاياها الحقيقية "إعادة السيطرة على المنطقة"، ووضعت في نصب أعينيها دمشق، وهي عقر دار الإسلام وقلب العالم العربي" .

وتابع: "وقد بدأ التقارب السوري الإيراني منذ أن أفتى موسى الصدر الشيعي اللبناني – الإيراني الأصل عام 1973م باعتبار العلويين من الشيعة الأثنى عشرية؛ ليعطي المشروعية إلى العلويين وحق النسبة للشيعة".

وأضاف مدير مركز الجمهورية: "منذ ذلك الحين عملت إيران على توثيق علاقتها بنظام الأسد ومد نفوذها إلى سوريا ولبنان، ومن ثم إلى غزة عن طريق دعم حركة حماس، وبدأ النشاط الإيراني من خلال السياحة الدينية وزرع المراكز التثقيفية الإيرانية في سوريا، ومن ثم زادت من نشاطاتها الاقتصادية والصناعية، حيث بلغت استثمارات إيران في سوريا مليارات الدولارات" .

واستطرد: "مع اندلاع الثورة السورية علمت إيران أن كافة مخططاتها من أجل السيطرة على سوريا أصبحت في مهب الريح، وهي التي اشتغلت على مشروع السيطرة عشرات السنوات، وانفقت مليارات الدولارات، لذلك ومنذ أول يوم في الثورة السورية ناصبتها إيران العداء وأمرت وكلاءها في المنطقة -حزب الله- في دعم نظام الأسد والتدخل في سوريا، ومع مرور الوقت لم يستطع حزب الله من القضاء على الثورة السورية، لذلك قررت التدخل المباشر في القتال تحت عنوان مستشارين عسكريين، وتحت غطاء الحكومة الشرعية، والاتفاقيات المشتركة، بهدف تثبيت نظام الأسد الذي تحول إلى أحد أذرعها في المنطقة".

وقال "بكور": "إيران تدرك أن خسارتها في دمشق ومن قبل اليمن، يعني انتهاء حلمها الامبراطوري، كما أن حزب الله الإرهابي هو أحد أقوى أذرعها العسكرية خارج إيران أصبح في مهب الريح، وربما يلاقي مصير الأسد المحتوم مزبلة التاريخ، كذلك الوضع في العراق غير مطمئن لنظام طهران في ظل عودة النشاط "العربي - الخليجي" إلى العراق عن طريق إعادة تفعيل سفاراتهم هناك، إذن إيران متمسكة في سوريا لأنها عامود الخيمة في مشروعها في السيطرة على المنطقة، وخسارتها تعني أن مخططات إيران منذ إعلان ثورتها الفارسية أصبحت في مهب الريح، "بل قل في خبر كان".