الجامعة العربية: حجم وتعقد الأزمات تحديات جسيمة للعاملين في الشأن الإنساني

  • 92
الجامعة العربية


أكدت جامعة الدول العربية، أن حجم وتعقد الأزمات يمثل تحديات جسيمة للجهات العاملة في الشأن الإنساني، خاصةً في سوريا، والتي لا تكون دائما قادرة على الاستجابة بفاعلية وفي الوقت المناسب وعلى النحو المنتظر منها، وخاصةً في ظل المستويات العالية من انعدام الأمن، إلى جانب شواغل الحماية وغيرها من القيود التي تعوق وصول المساعدات الإنسانية إلى المتضررين، مشيرةً إلى أن الصراع في سوريا أدى إلى نزوح أكثر من 6.5 مليون شخص في الداخل، ولجوء أكثر من 2.3 مليون شخص إلى الدول المجاورة ودول شمال أفريقيا.


جاء ذلك خلال ورشة عمل حول " العمل الإنساني في المنطقة العربية – التحديات والخطوات التالية"، والتي بدأت اليوم بالقاهرة، بناء على اتفاق سابق بين السفير أحمد بن حلي نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية وفاليري آموس وكيل الأمين العام المساعد للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسقة شؤون الإغاثة في حالات الطوارئ في نيويورك سبتمبر2013، حيث تعهدت الأخيرة بمساعدة الجامعة من أجل وضع استراتيجية عربية للشؤون الإنسانية، بمشاركة ممثلون على مستوى رفيع من حكومات الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية، وممثلو المنظمات الإنسانية العربية والدولية الحكومية وغير الحكومية، ووكالات الأمم المتحدة ذات الصلة، والجهات المانحة في المجال الإنساني وممارسون من ذوي الخبرة في هذه المجالات، وذلك تمهيدًا لرفع المقترحات والتوصيات التي ستخلص إليها الورشة على المشاورات الإقليمية في مؤتمر القمة العالمي للعمل الإنساني المقرر في عام 2016.


وقالت السفيرة فائقة سعيد الصالح الأمين العام المساعد للشئون الاجتماعية بجامعة الدول العربية، أن الدول المنكوبة والدول المضيفة تظل على حد سواء تعاني هاجس عدم قدرتها على تلبية احتياجات السكان المتضررين واللاجئين، بسبب نقص التمويل، كما تفتقر بعض الجهات العاملة في الشأن الإنساني إلى القدرات اللازمة للاستجابة بفعالية للأوضاع الإنسانية المختلفة.


واعترفت أن الجامعة تواجه صعوبة في إيصال المساعدات إلى المتضررين داخل سوريا، موضحة أن الجامعة تستعين بالشركاء لتقديم هذه المساعدات.


وأضافت أن مجلس وزراء الصحة العرب خصص مساعدات لشراء أدوية للمتضررين داخل سوريا، لكنهم استعانوا بالصليب الأحمر الدولي لإيصال هذه المساعدات.


واتفق رشيد خليكوف مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية صعوبة مع الجامعة العربية في صعوبة الوصول إلى بعض الأماكن المحاصرة داخل سوريا، مضيفًا أن الأمم المتحدة تحاول التغلب على هذه الصعوبات من خلال التفاوض مع المعارضة والحكومة في سوريا.
رغم ذلك أشار إلى نجاح موظفي الأمم المتحدة في الوصول إلى 3 ملايين شخص داخل سوريا، منهم 600 ألف في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة منذ يناير 2013.


وكشفت السفيرة فائقة أن أكثر من نصف السكان في اليمن يعاني من غياب الأمن الغذائي، أما الصراع في سوريا فقد أدى إلى نزوح أكثر من 6.5 مليون شخص في الداخل، ولجوء أكثر من 2.3 مليون شخص إلى الدول المجاورة ودول شمال أفريقيا، وعلاوة على ذلك هناك أكثر من 4 مليون شخص في السودان، و3.8 مليون شخص في الصومال بحاجة ملحة وماسة إلى المساعدة، الأمر الذي يتطلب منا مواجهة هذه الأزمات بفاعلية من خلال الاستمرارية في الاستجابة السريعة كلما دعت الحاجة إلى ذلك، وتقديم المساعدات الإنسانية المادية والعينية للحفاظ على أرواحهم والتخفيف من معاناتهم.


يشار إلى أن الورشة، تهدف إلى تحسين فعالية العمل الإنساني وبحث السبل الكفيلة والممكنة للمضي قدمًا في هذا الاتجاه وفق عمل ممنهج ومؤسسي، ومناقشة التحديات التي تواجه تنسيق الشؤون الإنسانية في المنطقة العربية، والإطلاع على الدروس المستفادة وأفضل الممارسات في مناطق أخرى لتحسين التنسيق في التدخلات الإنسانية وإنشاء شبكات إنسانية، ومناقشة تصور حول أهمية العمل الإنساني في الدول العربية وفق نمط ممنهج ومؤسسي مشترك.


كما تركز الورشة في محاور مناقشاتها وعلى مدى يومين، على ثلاثة محاور رئيسية لبحث السبل الممكنة لتطوير العمل الإنساني في المنطقة العربية (حكومات ومنظمات المجتمع المدني) والنهوض به، من خلال متحدثين يتناولون المحاور التالية: التحديات الرئيسة للتنسيق الاستراتيجي والميداني بين الجهات النشطة في المجال الإنساني في المنطقة العربية، إنشاء شبكات تنسيق للشؤون الإنسانية ـ الدروس المستفادة والممارسات الفضلى، مقترح جامعة الدول العربية لإيجاد آلية تنسيق مشتركة للشؤون الإنسانية في المنطقة العربية.