• الرئيسية
  • الأخبار
  • حصاد 7 أشهر من تظاهرات الإخوان "الغباشي": قادة الجماعة و كوادرها رهن الاعتقال .. ولم تجنِ إلا بغض الشارع لها

حصاد 7 أشهر من تظاهرات الإخوان "الغباشي": قادة الجماعة و كوادرها رهن الاعتقال .. ولم تجنِ إلا بغض الشارع لها

  • 121
صورة أرشيفية

انتفض المصريون في وجه مبارك ودولته، فتنحى مبارك وصدر أمر بحل حزبه الحاكم، وقُدم هو ورموز نظامه للمحاكمة، وبطريقة أو بأخرى لم يتبق من تلك الرموز إلا وجوه قليلة قبعت خلفت قضبان السجون، آملة أن تصدر أحكام البراءة في حقها، خاصة بعدما شهدت الساحة السياسية وجودا ملحوظا لتلك الرموز مجددا، وبأقل الخسائر استطاعوا أن يمكنوا لأنفسهم من جديد؛ وهذا ما لا يرتضيه الوطن ولا يقبل عودتهم أبدا، بينما سلكت جماعة الإخوان بعد الإطاحة بهم من الحكم طريق الحشد والتظاهر في الشارع، فما جنت من ذلك إلا اعتقال كوادرها وقادتها، ثم وصفها بالإرهابية، وتجميد أموال جمعياتها، فضلا عن كثرة أعداد القتلى بين صفوفها.


قال مختار الغباشي رئيس مركز الأهرام للدراسات، إن المعطيات السياسية والواقع السياسي الموجود بالداخل يجعل من الصعب جدا على جماعة الإخوان كفصيل سياسي تحقيق أهدافها بموجب هذه التظاهرات، وأن يري البعض أن هذه التظاهرات تمثل عنصرا ضاغطا على الإرادة السياسية؛ مضيفا أننا في أمس الحاجة إلى التباحث سياسيا وطرح المبادرات، وإلى وجود وسطاء مشهود لهم بالنزاهة بين الحكومة والإخوان؛ للوصول إلى حد أدنى من المطالب، وليس الحد الأقصى، فالحديث عن عودة مرسي ودستور 2012 ومجلس الشورى أصبح من التاريخ، ومن المحال الاستجابة لهم الآن.
وأضاف الغباشي، أن كل ما جناه الإخوان من وراء تظاهراتهم، هو مزيدا من الشحن المعنوي ضدهم، وأرضيتهم انخفضت كثيرا، خاصة أن الشحن الإعلامي ضدهم ممنهج بدرجة كبيرة جدا، مضيفا أن رؤيتهم التي يهدفون إليها لم تظهر في الأفق بعد، بل لا وجود لها على أرض الواقع، فالشيء الذي يكاد أن يكونوا وصلوا إليه هو الضغط على الإدارة السياسية، لكن هذا الضغط لم يصل لدرجة إرغام الحكومة على الجلوس والتفاوض مع جماعة الإخوان.


وعن حصاد قرابة 7 أشهر من تظاهرات جماعة الإخوان قال غباشي، إن جماعة الإخوان فشلوا في طرح مبادارات تحرج الحكومة وتكسبهم تعاطف الشارع وتيارات وقوى بعينها، مؤكدا أن جماعة الإخوان ما زالت تخطئ أخطاء استراتيجية كبيرة جدا في تعاطيها مع الموقف السياسي، ولم تجنِ شيئا من وراء تظاهراتها المستمرة إلا مزيدا من بغض الشارع لها، ووصلت إلي وضع خطير للغاية، وصل إلى حد اعتقال مرشدها الحالي ومرشدها السابق معا، وهذا لم يحدث في تاريخ الجماعة من قبل، أو قد يكون حدث مرة واحدة على الأكثر، بل إن كوادر الجماعة من الصف الأول والثاني وربما الثالث، كلها رهن السجون والمعتقلات، فضلا عن توصيف الجماعة بالإرهابية؛ الأمر الذي دفع الكثير من المنتسبين إليها للتبرأ منها علنا وبكامل إرادتهم.
وأكد رئيس مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، أن هناك خسارة كبيرة لحقت بالإخوان على أرض الواقع، فالرؤي العامة تتحدث عن ذلك، مؤكدا أنه كان على الإخوان أن يتعاطوا مع الموقف السياسي بصورة جديدة تمكنهم من الحفاظ على كوادرهم والأنصار التابعين لهم في الشارع بعيدا عن السجون، بل كان بإمكانهم أن يصبحوا جزءا من هذه المرحلة، أما على أرض الواقع فإن الظهير الشعبي لجماعة الإخوان بدأ يقل وينخفض؛ لعدم تعاطي الجماعة بحرفية مع أغلب المواقف السياسية.


وأوضح غباشي، أنه يتمنى أن يكون لجماعة الإخوان مبادراتهم التي يطرحون بها حلولا سياسية مقبولة، وبدلا من أن ينادوا بعودة مرسي ودستور 2012، عليهم أن يعملوا على إخراج كوادرهم من السجون، وأن يمكنوا لأنفسهم بأن تكون الجماعة جزءا من المرحلة السياسية القادمة، وليعملوا على تصحيح ما وقعوا فيه من أخطاء، لكن لديهم مشكلة كبيرة وهي الخروج من خطأ ليقعوا في خطأ آخر، فجماعة الإخوان تخطئ أخطاء استراتيجية كبيرة في حقها وحق معارضيها.


أما عن تقييم حصاد فترة هذه الأشهر من التظاهرات، يرى غباشي أنها مزيد من الاضطرابات، ومزيد من الخسارة الداخلية، فضلا عن أن الأمور وصلت إلى حالة من العناد لا يمكن الرجوع عنه إلا بثورة شعبية كبيرة، متسائلا إلى متي ستستمر هذه المواجهات وحدودها الدنيا وحدودها القصوى الخاصة بالجماعة؟ لكن يبدو أننا أمام تجربة ضائعة أو تضيع؛ مضيفا أن هذه ليست المرة الأولي التي تتعرض لها الجماعة للحل، فقد تم حلها وحظرها قبل ذلك، إلا أن تلك المرة هي الأشد، وبالمقارنة بين هذه المرحلة ومرحلة الخمسينات والستينات تجد أن تلك المرحلة الحالية هي الأخطر والأكثر ضررا، ففضلا عن اعتقال وسجن كوادر الجماعة، نجد أن الإخوان يخسرون كثيرا من التعاطف والظهير الشعبي.

وفي السياق ذاته قال أسامة فرج، منسق ائتلاف شباب الثورة، إن جماعة الإخوان تعول على إيقاف الأمور وتعطيل عجلة الاقتصاد؛ كي يبتزوا المواطن المصري ويثيروا غضبته ضد النظام الحالي، فالجماعة تراهن على ذلك حتي يخرج المواطن ثائرا ضد الحكم السياسي القائم، مؤكدا أن تظاهرات الإخوان لم تخرج لعودة مرسي أو استعادة الشرعية، بل تهدف لإحداث حالة من الفوضى والبلبلة في الشارع المصري لإثارة الشعب وتشكيكه في خارطة الطريق، وإيهام الشعب بأن الأمور لم تتحسن وأن 30/6 لم تقدم جديدا، فضلا عن استغلال تلك التظاهرات لتوجيه رسائل للغرب والرهان على الخارج.
وأكد فرج أن جماعة الإخوان لا ينظرون إلى تقييم الأمور بعين الآخرين، ولا يقيمونها من منظور المكاسب والخسائر، أو المصالح والمفاسد، بل هم يهدفون إلى أن يشعر المواطن المصري بعدم الأمن والاستقرار وتدني مستوى الاقتصاد، فجماعة الإخوان لا تنظر إلى ما حققته من مكاسب وأهداف، بل تنظر إلى كم عطلت سير النظام الحالي! مؤكدا أن إقرار الدستور الجديد واستكمال خارطة الطريق يدحض كل ادعاءات "الإخوان" ومحاولاتها.
أما عن تقييم تظاهرات الإخوان طوال تلك الفترة، فيري منسق ائتلاف شباب الثورة أنها حالة من التخبط والفوضي، ويشغل قادتها التعويل على الخارج أكثر منه على الداخل المصري، بل هي مرحلة تهدف إلى زعزعة الأوضاع الداخلية، مضيفا أن تلك المرحلة لا يمكن تقييمها إلا تحت عنوان" فوضى من أجل المجهول".


وناشد فرج من وصفهم بعقلاء الجماعة أن يعودوا لرشدهم، وأن يغلبوا مصلحة الوطن العليا على مصالحهم الشخصية، وأن يعملوا لصالح مصر، بل عليهم أن ينصهروا في البوتقة المصرية، وأن يضعوا أيديهم في أيدي جموع المصريين، لا أن يعتبروهم أعداء