• الرئيسية
  • الأخبار
  • عضو الهيئة العليا لحزب النور لـ"الفتح": "النور" حافظ على الشريعة .. و"الإخوان" أضعفوا التيار الإسلامي

عضو الهيئة العليا لحزب النور لـ"الفتح": "النور" حافظ على الشريعة .. و"الإخوان" أضعفوا التيار الإسلامي

  • 118
جانب من الحوار

تنتشر قواعد وقيادات حزب النور في جميع محافظات ومراكز الجمهورية، من أسوان جنوبا إلى الإسكندرية شمالا، ومن سيناء شرقا إلى مطروح غربا.

"الفتح" ذهبت إلى الشرقية والتقت بالدكتور أحمد شفيق عضو الهيئة العليا لحزب النور؛ لمعرفة رأيه من الأحداث الجارية والاطلاع على وضع وشعبية "النور" بالمحافظة، فإليكم نص الحوار.

*الأسبوع الماضي أصدر الرئيس المؤقت قرارا بتعديل خطوات خارطة الطريق بتقديم الانتخابات الرئاسية على البرلمانية، فما رأيك في ذلك؟

** ليس في ذلك كبير فارق وإن كنا نفضل البدء بالبرلمانية نوعا ما، إلا أننا قبلنا ما توافقت عليه القوى السياسية إعلاءً لمصلحة البلاد، والأشياء التي يتمسك بها حزب النور ولا يقبل التساهل فيها هي الأمور المتعلقة بالشريعة الإسلامية؛ حيث لا يقبل ما يخالفها، أما ما هو دون ذلك من أمور السياسة القابلة للاختلاف، فالحزب يتصف فيها بالمرونة الشديدة بما يحقق التوافق والمصلحة العليا للبلاد.

* برأيك ما المكاسب التي حققها "النور" من خلال المشاركة في خارطة الطريق، وهل كانت المشاركة فيها إضعافا للإسلاميين كما تدعي جماعة الإخوان المسلمين؟

** بالنسبة لمكاسب المشاركة فحزب النور حقق الكثير من المكاسب، فمنها أنه بيّن بوضوح أن هناك جزءًا كبيرا من الإسلاميين ليس طرفا في المشكلة لكنه طرف في الحل، وحافظ على الهوية الإسلامية في التعديلات الدستورية، وأعلى مرجعية الشريعة في الدستور، ومنع وجود حاجز نفسي سميك بين الناس وبين الإسلاميين؛ مما حافظ بدوره على الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى؛ حيث إن هذا الحاجز كلما زاد منع الناس من سماع الموعظة وعدم قبول الدعوة، كما منع من وقوع حرب أهلية في البلاد، أما بالنسبة لإضعاف الإسلاميين من خلال المشاركة فهذا لم يحدث، والحقيقة أن المشاركة كانت محافظةً على ما تبقى من قوة الإسلاميين في المجتمع، والإخوان المسلمين هم السبب حقيقةً في إضعاف الإسلاميين وقلة شعبيتهم من خلال ممارساتهم فترة الحكم، والممارسات التي قاموا بها بعد عزل الدكتور محمد مرسي، وعدم سماعهم لنصح الناصحين والتمسك برأيهم فقط سواء أكان صحيحا أو خطأ؛ فهم من أضعفوا التيار الإسلامي بذلك، أما حزب النور فيبحث في الكتاب والسنة عن أقرب القرارات للشريعة ولمصالح البلاد والعباد.

* شارك حزب النور في لجنة الخمسين للحفاظ على مواد الهوية وإعلاء مرجعية الشريعة الإسلامية في الدستور، فما الخطوات المقبلة التي سيتخذها الحزب لتفعيل هذه المواد؟

** إقرار هذه المواد في الدستور هو الخطوة الأولى نحو تطبيق الشريعة، فالدستور يفتح الباب لتطبيق الشريعة وليس هو الذي يطبقها، ودستور 2014 منع نواب البرلمانات المقبلة من وضع أية تشريعات مخالفة للشريعة الإسلامية، كما منعهم من إيقاف الأجيال القادمة من الأخذ بالخطوات نحو تطبيق الشريعة؛ وتفعيل نصوص الدستور يأتي عن طريق نواب البرلمان الذي يختص بالتشريع، والحزب سينزل الانتخابات البرلمانية على جميع المقاعد ليكون له نسبة جيدة من التمثيل البرلماني تمكنه من تشريع القوانين الموافقة للشريعة الإسلامية وتعديل القوانين الموجودة قبل إقرار التعديلات الدستورية والمخالفة لها.

* يردد البعض اتهامات للنور بالعمالة للأمن ودول الخليج، فما ردك على هذه الاتهامات؟

** من لديه اتهام فليأتِ ببينة عليه، فالبينة على من ادعى كما أوضح الرسول صلى الله عليه وسلم، وعند الله تجتمع الخصوم؛ أما أن تتهمني بالعمالة لكوني لم أقف معك في موقفك وأصدم رأسي معك في الحائط، فهذا باطل ومخالف للشريعة التي تدعي الدفاع عنها، وأما من يدعي أن دول الخليج تمول الحزب فنحن حاولنا لمدة شهور عمل قناة إعلامية للحزب وفي النهاية لم نستطع بسبب قلة الماديات، فلو كانت هذه الدول تعطينا أموالا كما يدعون لسهل علينا عمل هذه القناة، ثم إن الحزب لا يمضي للسلطة الحالية على بياض، بل يوافقها فيما فيه مصلحة البلاد والعباد ويخالفها فيما هو دون ذلك، وحزب النور حزب سياسي شأنه كشأن جميع الأحزاب ومنهم الحرية والعدالة الذي كان يتواصل مع الأمن ومع دول الخليج والغرب وأمريكا، ولم يتهمه أحد بالعمالة، ثم عندما يتواصل حزب النور مع بعض البلاد كونه حزبا سياسيا يتهم بالعمالة لها!

* تتنامي ظاهرة العنف واغتيال أفراد قوات الأمن، كيف ترى هذه الظاهرة، وما علاجها؟

** بالنسبة للعنف فالدماء المصرية كلها معصومة سواء مسلمين أو غير مسلمين، ولا يجوز للبعض البكاء على دماء من يموتون في المظاهرات والتي في الحقيقة يُتاجَر بها، ثم لا يرون بأسا في سفك غيرها من الدماء، كما أن إدانة التحالف الوطني لدعم الشرعية للاغتيالات والقتل في الإعلام لا تستقيم مع نزولهم المظاهرات بالمولوتوف، فهذا تناقض يفتح الباب للمزيد من أعمال العنف. وبالنسبة لكيفية توقف العنف فإنه يتوقف أولا بوقف حملات التحريض على العنف الواضحة جدا فى وسائل الإعلام المعبرة عن المتظاهرين، والتي يتصف بعضها بالعمالة الواضحة، فالعميل هو من يريد خراب بلده، وهناك قنوات تسعى في ذلك بشدة للوصول إلى مصالحها الخاصة، ثم تتم المراجعة الحقيقية لبعض القضايا العقدية كالغلو في التكفير؛ وعلى الجانب الآخر أن يقبل بالمصالحة إذا رجع الإخوان عما يفعلوه.

*ما ردك بشأن ما يقوله البعض حول سيطرة الدكتور ياسر برهامي على حزب النور واتخاذ القرارات فيه منفردا؟

** هذا الموضوع مجرد إشاعة مطبوخة وأمر دبر بليل من البعض بهدف شخصنة الحزب في شخص الدكتور ياسر، ثم الهجوم عليه لإسقاطه حتى يسهل عليهم هدم الحزب؛ حيث إن محاربة آلاف أصعب بكثير من محاربة شخص واحد، فبظنهم إذا هاجموا شخصا واحدا وهدموه استطاعوا هدم الحزب في نفوس قواعده ومحبيه التي تقدر بالآلاف، وأنا بحكم علاقتي الشخصية بالدكتور ياسر منذ سنوات وأجلس وأتحدث معه أسبوعيا، فلم يحدث أن اتخذ أي قرار فردي في أي ناحية من النواحي.


*إذن كيف يتم اتخاذ القرارات داخل حزب النور؟

** كل العاملين في الحزب يعلمون أن القرارات يتم اتخاذها عن طريق الشورى، ولا يتخذه أي شخص منفردا مهما كان، والقرارت الهامة والمصيرية في الحزب تتخذ عن طريق الشورى بين أعضاء المجلس الرئاسي بعد استقراء آراء القواعد من خلال أمانات المحافظات.

*بصفتك أحد أبناء محافظة الشرقية، فما مدى انتشار حزب النور في المحافظة، وهل له أمانة في كل مركز بها؟

** بالنسبة لوجود القواعد فحزب النور موجود في جميع مراكز المحافظة، وبالنسبة للانتشار الرسمي فالحزب له أمانة رسمية في كل مركز فيما عدا مركز ههيا، فلنا قواعد عاملة هناك لكن لا يوجد فيه أمانة رسمية.

* ما الأنشطة التي قام بها النور في المحافظة منذ تأسيسه، وهل يوجد تواصل بين أماناته بالمحافظة وبين الجهات التنفيذية للمساهمة في حل مشاكل المواطنين؟

**بالنسبة لجانب الأنشطة فأولا من ناحية النشاط السياسي، فالحزب بالشرقية شارك في كل الاستحقاقات الانتخابية التي حدثت منذ ثورة 25 يناير بداية من استفتاء مارس 2011 حتى الاستفتاء على التعديلات الدستورية 2014، وكان له عدد من المقاعد في البرلمان السابق بغرفتيه. وثانيا من ناحية النشاط الاجتماعي والخدمي، فالحزب قام بعدد كبير من الأنشطة المجتمعية والخدمية في جميع مراكز المحافظة، مثل القوافل الطبية البشرية والبيطرية والصيدليات المجانية والأسواق الخيرية وشوادر اللحوم ومعارض الملابس المخفضة ودورات في البرمجيات والتنمية البشرية وعمل مشروع لمحو أمية الكبار، والتدخل في حل بعض مشاكل المواطنين عن طريق مكتب المحافظة ومكاتب المراكز وأعضاء مجلسي الشعب والشورى، وبالنسبة لجانب التواصل مع الجهات التنفيذية فموجود ولكن ليس على المستوى المطلوب حتى الآن وسوف يزداد في الفترة المقبلة بإذن الله.

* هل تتوقع أن يحصد النور بالشرقية في البرلمان المقبل عددًا أكبر من المقاعد التي حصدها في البرلمان السابق؟

** أتوقع أن يأتي بنفس عدد المقاعد التي أخذها في البرلمان السابق أو يزيد قليلا.

*هل تجد صعوبة كقيادي في الحزب في إقناع قواعد "النور" بالشرقية بقرارات الحزب خاصة في الفترة الأخيرة، وما نسبة الاستجابة لتلك القرارات؟

** لا يوجد صعوبة في إقناع قواعد الحزب بالقرارات، لكن الصعوبة تأتي بدرجات متفاوتة في إقناع المحبين للحزب من خارج قواعده؛ حيث يستطيع الإعلام التأثير عليهم بسبب ضعف طلب العلم عندهم والاعتماد في تكوين رؤيتهم على القنوات التي تروج الأكاذيب؛ لذا يكون هناك صعوبة أحيانا في إقناع هذه الفئة، وبالنسبة لاستجابة القواعد للقرارات فعامة القواعد تستجيب لها.

* تأثر التيار الإسلامي وقلت شعبيته بسبب ممارسات الإخوان، فإلى أي مدى تعرض "النور" لفقد شعبيته في الشرقية بصفته جزءًا من هذا التيار، وهل استطاع استعادة هذه الشعبية المفقودة؟

** بداية تأثر الحزب بالفعل في المحافظة كاملة بهذا الجانب، لكن الأماكن التي يوجد بها عمل دعوي قوي فرق الناس فيها سريعا بين أبناء حزب النور وبين الإخوان، واستطاع الحزب استعادة شعبيته فيها، أما الأماكن التي يضعف فيها العمل الدعوي فالناس لا تفرق فيها بين أبناء حزب النور وبين الإخوان؛ ومن ثم تأثر الحزب بشكل ملحوظ فيها.

*تحدثت بعض الوسائل الإعلامية عن ضعف حشد "النور" لقواعده في الاستفتاء على التعديلات الدستورية، والشرقية شهدت نسبة تصويت كبيرة، فما صحة ما ادعاءات تلك القنوات؟

** بالنسبة للشرقية فعامة القواعد حشدوا الناس يومي الاستفتاء بشكل كبير، وكثير من الناس ممن لم يتم حشدهم عن طريق وسائل النقل تم حشدهم عن طريق الموقف الإعلامي للحزب الذي سبق يومي الاستفتاء؛ من خلال توضيح الحزب في مؤتمراته وندواته ووسائل الإعلام وحملات طرق الأبواب أن الدستور ليس فيه مواد كفرية كما ادعى البعض، ورد على جميع الشبهات التي قيلت عنه، وقواعد الحزب يومي الاستفتاء قابلت كثيرا من الناخبين على أبواب اللجان ممن أتوا وحدهم للتصويت وقالوا لأبناء الحزب: "لقد جئنا لنصوت بـ"نعم" لعلمنا أن حزب النور سيصوت بـ"نعم"؛ فهذا دليل على تأثر هؤلاء (وهم كُثر) بالموقف الإعلامي للحزب الذي كان له دور كبير في زيادة نسبة التصويت، ونقول لمن يدعى ضعف حشد حزب النور أين دور الأحزاب الأخرى الموجودة في مصر في الحشد للدستور؟! نحن لم نر أي حزب بذل جزءًا ولو قليلا مما قام به حزب النور، ثم يتحدث الجميع عن ضعف "النور" في الحشد ولا يذكر أي حزب آخر! وأنا أشبه هذا الموقف غير المنصف بميت يقول لمريض: "لماذا أنت مريض"؟!

*لو لديك نصيحة توجهها للإخوان ولأبناء حزب النور، فماذا تقول لهما؟

** بالنسبة للإخوان أقول لهم إن النبي لم يكن سبابا ولا لعانا، ونهى السيدة عائشة عن سب اليهود ولعنهم حين قالت لهم: "وعليكم السام واللعنة"؛ ردا على قولهم للنبي: "السام عليكم". فإذا نهى النبي عن سب ولعن اليهود وهم أكفر الناس فما بالنا بسب ولعن أهل السنة لمجرد مخالفتهم لكم في أمر سياسي؟!

وبالنسبة لأبناء حزب النور أقول لهم إن قضية الشريعة قضية شاملة تحتاج لمجهود ضخم من تربية النفس وقيام الليل وصيام النوافل، وطلب العلم الشرعي وتماسك أبناء الحزب والثقة في قياداته والعمل على الأرض في الأعمال الخيرية وتعليم الناس الخير، ولا بد من حشد قوي في البرلمان المقبل لحصد أكبر عدد من المقاعد للضغط لتشريع مواد موافقة للشريعة أو على الأقل عدم سن مواد مخالفة لها.