برهامى: تشبيه المسئولين بالرسل منكر وباطل

  • 98
د.ياسر برهامي

وصف الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، تشبيه مسئولي الدول بالأنبياء والرسل بأنه قول منكر وباطل بين.

وقال برهامى إن التصريحات التى أطلقها الدكتور سعد الدين الهلالى أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر بتشبيه بعض البشر بالرسل والأنبياء بـ"الكلام المنكر غاية في النكارة، وباطل بيِّن البطلان"، فقد قال الله -تعالى-: (إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولاً شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولاً) (المزمل:15)، فإذا أطلقتْ كلمة الرسالة من الله؛ فهي رسالة الوحي والنبوة، وليس الإرسال الكوني نحو: (وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ) (الحجر:22).

وتابع برهامى خلال فتوى له عن التصريحات بموقع أنا السلفى: فإذا زاد الأمر بالتشبيه برسالة الرسل كقوله: "كما أرسل لها من قبل رسولين!"؛ كان ذلك غلوًّا فظيعًا! وإن كان لا يكفر؛ لأجل تصريحه بأنه قصد الإرسال الكوني، ولكن لا يعفيه من البطلان بزعم عدم الدليل على منع التشبيه للقادة بالأنبياء، بل هذا الكلام داخل في قول النبي -صلى الله عليه وسلم: (إِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ؛ فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِالْغُلُوِّ) (رواه أحمد والنسائي وابن ماجه، وصححه الألباني).

نص الفتوى:

السؤال: لا ريب أن فضيلتك سمعتَ -أو علمتَ- بما قاله الدكتور "سعد الدين الهلالي" -وما أكثر طامات هذا الرجل وكلامه القبيح الذي يخرج به علينا مرة بعد أخرى- مِن أن الله ابتعث إلى مصر رجلين كما ابتعث وأرسل مِن قَبْل رجلين هما موسى وهارون -عليهما السلام-، أرسل رجلين وابتعث رجلين... خرج "السيسي" و"محمد إبراهيم" لتحقيق قول الله -تعالى-: (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ) (البقرة:193)، وقد قام "شيخ الأزهر" بإنكار هذا الكلام الخطير، والتحذير من مقارنة أحد بالأنبياء والرسل أو تشبيهه بهم! ولكن السؤال: أليس هذا القول من الدكتور "الهلالي" يتعارض مع قول الله -تعالى- عن محمد -صلى الله عليه وسلم-: (وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ) (الأحزاب:40)، وقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا نَبِيَّ بَعْدِي) (متفق عليه)؟ وبالتالي يقتضي الردة والخروج من الإسلام؛ لأنه تكذيب للكتاب وللسنة؟! وجزاكم الله خيرًا شيخنا المبارك ونفع بك.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فهذا الكلام الذي ذكره د."سعد الدين الهلالي" كلام منكر غاية في النكارة، وباطل بيِّن البطلان، فقد قال الله -تعالى-: (إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولاً شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولاً) (المزمل:15)، فإذا أطلقتْ كلمة الرسالة من الله؛ فهي رسالة الوحي والنبوة، وليس الإرسال الكوني نحو: (وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ) (الحجر:22).

فإذا زاد الأمر بالتشبيه برسالة الرسل كقوله: "كما أرسل لها من قبل رسولين!"؛ كان ذلك غلوًّا فظيعًا! وإن كان لا يكفر؛ لأجل تصريحه بأنه قصد الإرسال الكوني، ولكن لا يعفيه من البطلان بزعم عدم الدليل على منع التشبيه للقادة بالأنبياء، بل هذا الكلام داخل في قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ؛ فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِالْغُلُوِّ) (رواه أحمد والنسائي وابن ماجه، وصححه الألباني).

ولو أنه شَبَّه إنسانًا بالأنبياء في صفة معلومة لكان كلامًا يحتاج إلى تقييد بعدم وصول أحد إلى منزلة الأنبياء في صفاتهم الجميلة؛ فكيف إذا كان التشبيه في أمر الرسالة "وإرسال الرسل ليس إرسالاً كونيًّا فقط، بل هو إرسال شرعي بالوحي"؟!

فما أطلقه المذكور خطر عظيم يتوهم منه العوام باطلاً وضلالاً.