انشقاقات تمرد تشعل سباق الرئاسة

  • 115
بدر وشاهين وعبدالعزيز

وسيد محمد هارون وشعبان حبشي

جاء إعلان حمدين صباحي، مؤسس التيار الشعبي، بالترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة ليوضح الانشقاق والانقسام داخل حركة تمرد على نفسها ما بين مؤيد للمشير عبدالفتاح السيسي للترشح وآخر مؤيد لحمدين صباحي.

وساهم ظهور أعضاء بالمكتب التنفيذي للحركة منهم محمد عبدالعزيز وحسن شاهين في مؤتمر ترشيح صباحي ليخلق ذلك أزمة جديدة داخل تمرد مما يهدد بانشطار الحركة على غرار الحركات التي ظهرت عقب كل حدث كبير.

وتصاعد الخلاف داخل صفوف "حركة تمرد" في مصر بعد إعلان قياداتها رسميا دعم ترشح وزير الدفاع المشير عبد الفتاح السيسي للانتخابات الرئاسية المقبلة في المؤتمر العام للحركة الذي عقد الاثنين الماضي 10 فبراير، إذ طالبت قيادة الحركة السيسي بتقديم برنامج يحقق أهداف ثورتي يناير ويونيو، تمهيدا لخوضه انتخابات الرئاسة.

أملا في انتصار الثورة
قال حسن شاهين، أحد الأعضاء المؤسسين لحركة تمرد، أنه لن يسعى أبدا إلى تخوين أو الهجوم على المختلفين معه في الرأي، مؤكدا أن التخوين والهجوم ليست من أخلاق الثوار، بل من الممكن الاختلاف ولكن لابد من احترام الرأي الآخر، فرأيُّنا صواب يحتمل الخطا، ورأي غيرنا خطأ يحتمل الصواب.

وأوضح شاهين، على صفحته الشخصية على الفيس بوك، أن العديد من قيادات ومسئولي القطاعات واللجان وآلاف الأعضاء الجادين والفاعلين داخل حركة تمرد قاموا بدعم المناضل حمدين صباحي، المرشح رسميا لرئاسة الجمهورية 2014، أملا في انتصار ثورة 25 يناير، مضيفا أن هناك اقتناع داخل بعض الشباب أن صباحي يحمل أفكار ومبادئ يستطيع منها بناء نظام العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والاستقلال الوطني، مشيرا إلى أنه لن يدخل في معارك جانبية، ولن يهاجم أحدا، ولن يرد على أحد مهما وصلت الإساءات.

وأضاف شاهين أن هناك بيان تم إصداره من حركة تمرد يؤكد دعم حمدين صباحى بقائمه مبدئيه وقع عليها 50 شخص من قياداتها ومسؤلي القطاعات واللجان المختلفة على مستوى الجمهورية.

وأكد شاهين أنه يتقدم باعتذار لكل المكاتب التنفيذية وأعضاء تمرد الذين تم منعهم من دخول مؤتمر باسم حركتهم، من أجل حضور أشخاص بعينهم تحمل مواقف بعينها لتصعيدها، ومنع عرض وجهات النظر الأخرى.

وأضاف أنه تم تجهيز (بودى جاردات) للاعتداء على كل المعترضين على دعم السيسي لمجرد اختلافهم في الآراء، مشيرا إلى أنه عبَّر عن استياءه الشديد للمنظر الذي شهده مؤتمر دعم السيسي، والذى دل على فرض الرأي بالقوة والعودة لأساليب استخدمتها أنظمة فساد سابقة لتُسيد مواقف غير صحيحة تضلل الرأي العام.

وأكد خالد القاضي، مسئول في حركة تمرد، أن الاختلاف مع حركة تمرد وخاصة محمود بدر وبعض أعضاء الحركة اختلاف سياسي وهو اختلاف في وجهات النظر السياسية ، وأنه أن لن يغير موقفة ولن يحيد عنه، وأنه يجب احترام ثقافة الاختلاف ورفض التجريح في أي شخص لمجرد الاختلاف السياسي، متساءلا: لماذا عندما نختلف سياسيا نلجأ إلى نظرية التخوين والمؤامرة ؟!

وأشار محمد عبد العزيز، عضو مؤسس في حركة تمرد، إلى أن الديمقراطية تعطي الحق لكل من حمدين صباحي والمشير السيسي في الترشح للرئاسة، وكذلك فإنه من حق أي مواطن أن يؤيد حمدين أو السيسي طالما المنافسة ديمقراطية، مشيرا إلى أنه كمواطن مصري فإنه يعلن دعمه لحمدين صباحي واحترمه وتقديره لمن يختلفون معه مثلما يبدي ذلك تجاه من يتفقون معه.
وقال محمود بدر، مؤسس حركة تمرد، إن الحركة لم تتخذ قرارها ضد حسن شاهين ومحمد عبد العزيز بسبب دعمهم لحمدين صباحي، مؤكدا أن ذلك

راجعا إلى إعلان شاهين دعمه لحمدين صباحي باسم حركة تمرد.
وأوضح بدر على صفحته أنه قبل إعلان المتحدث الرسمي بدعم صباحي بيوم تم الاتفاق على دعم المشير السيسي، مشيرا إلى أنه كان يجب على شاهين وعبد العزيز أن يقوما بإعلام أعضاء الحركة بدعمهم لصباحي واتخاذ قرار مؤسَّسي، وليس إعلان دعهم عبر وسائل الإعلام.

وأكد محمد نبوى أن البيان الصادر عما قيل أنه ائتلاف مكون من 50 عضوا وقياديا من مؤسسي ومسؤولي اللجان والمكاتب التنفيذية لحركة تمرد في مختلف المحافظات، لا يعبر عن رأي أغلبية أعضاء الحركة الذين يدعمون خيار محمود بدر الداعم للمشير عبد الفتاح السيسي.

وأضاف المتحدث: إن ما تتناوله وسائل الإعلام من أنباء عن انقسام الحركة مجرد بلبلة وزوبعة في فنجان تقودها بعض الأطراف المدعومة من جهات معينة من خلال ادعاءات مغرضة هدفها ضرب استقرار الحركة التي تتمسك بموقفها الذي خرجت من أجله في الثلاثين من يونيو ولا تزال تدعم خيارات الشعب، موضحا أن كل التصريحات التي تتناقل على ألسنة شخصيات تدعي التحدث باسم الحركة لا أساس لها من الصحة؛ لأن الأشخاص المخولين بذلك هم كل من محمود بدر، والمتحدث باسم الحركة محمد نبوي، وكل من مصطفى السويسي، ومها أبو بكر.

وكانت أصوات داخل حركة "تمرد" قد أصرت على رفض دعمها لترشح السيسي في الانتخابات الرئاسية لأسباب عديدة، معتبرة أن ذلك سيكرس لتفتيت أصوات شباب الثورة ووضياع حلم الشباب الذين ماتوا أو أصيبوا أو اعتقلوا.

ومن جانبهم، أصدر الأعضاء المؤيدون لحمدين صباحى بيانا موقعا من 50 عضوا من مؤسسي ومسئولي اللجان والمكاتب التنفيذية للحركة في مختلف المحافظات، لإعلان دعمهم لحمدين صباحي مؤسس التيار الشعبى، مؤكدين أنه اختيار واضح الانتماء ضد شبكات الفساد في عصري مبارك ومرسى؛ وذلك على حد تعبيرهم، ومؤكدين أيضا أنه صاحب مشروع ورؤية على خط ثورة 25 يناير، وموجتها الأعظم في 30 يونيو، وبرنامج يضع نصب عينيه العيش والحرية والعدالة الاجتماعية.

وأوضح البيان، أن جوهر الديمقراطية هو اختلاف الآراء واحترامها، وأن حركة تمرد تقدر الآراء المختلفة مع هذا الموقف من بعض أعضائها وتحترمهم، قائلا: "لن نسعى أبدا إلى تخوين، أو الهجوم على المختلفين معنا في الرأي، فليست هذه هي أخلاق الثوار، بل نختلف معهم ونحترم رأيهم ولن ندخل معارك جانبية، معتبرا أن خروج ثلاثة أعضاء عن المسار العام للتنظيم لا يعني بأى حال من الأحوال تشتت الحركة.
وأشارت تمرد إلى أنه بناء على طلب من المكاتب الإدارية والتنفيذية فإن الحركة قررت تجميد عضوية الزملاء: "حسن شاهين ومحمد عبد العزيز وخالد القاضي" لحين نظر تلك التجاوزات التي تحاول النيل من سمعة الحركة.

كما طالبت الحركة جميع وسائل الإعلام بالتعامل المباشر مع كل من محمود بدر, مؤسس تمرد، وأعضاء اللجنة المركزية للحركة محمد نبوي ومصطفي السويسي ومها أبو بكر.