• الرئيسية
  • الأخبار
  • المغرب تٌسيّر قطار التطبيع...ومحمد السادس يتجه لتطبيع علاقات بلاده مع الجزائر وموريتانيا

المغرب تٌسيّر قطار التطبيع...ومحمد السادس يتجه لتطبيع علاقات بلاده مع الجزائر وموريتانيا

  • 89
أرشيفية

تأتي دعوة الملك المغربي محمد السادس للتضامن بين الشعبين الجزائري والمغربي، في وقت تشهد فيه العلاقات بين الدولتين الجارتين برودة قاتلة بعد مضي عقود على القطيعة والشقاق، فليست تلك الكلمة التي تفوه بها ملك المغرب مجرد تصريح دبلوماسي بل كسر –ولو شكلي- لحالة الصمت والخصام، ومد للأيادي بالمصافحة والصفح عن أخطاء الماضي.


ولكن لطالما شكلت قضية الصحراء الغربية حجر عثرة أمام أي تقدم يتم إحرازه في طريق التقارب بين الشقيقتين، فالجزائر تؤوي "البوليساريو" وهم الانفصاليين الصحراويين الذين يزعمون حقهم في الاستقلال بإقليم الصحراء الغربية كاملًا، وتستضيفهم في ولاية تندوف القريبة من المغرب، وتوفر لهم أقصى درجات الدعم والمساندة سياسيًا ودبلوماسيًا بالإضافة إلى الجانب المادي والعسكري.


وقد تنازل المغرب في السابق عن عضوية الاتحاد الإفريقي بسبب اعتراف الأخير بما يسمى بـ"الجمهورية العربية الصحراوية" والتي تؤكد الرباط أنها تقع ضمن نطاق التراب المغربي، إلا أنه عرض مؤخرًا العودة للاتحاد مقابل شطب عضوية الصحراء.


وفي رده على مساعي المغرب أعلن رمضان لعمامرة، وزير الخارجية الجزائري، رفضه للشروط التي وضعها المغرب للعودة إلى الاتحاد الأفريقي، رافضًا طرح مسألة عضوية بلد مؤسس للنقاش، في إشارة إلى ما يسمى بـ"الجمهورية العربية الصحراوية".


وأضاف في تصريحاته للإذاعة الجزائرية، تعليقًا على الطلب المغربي، "أن الدخول إلى الاتحاد الإفريقي يتطلب إجراءات محددة، وأن المغرب إذا رغبت في الانضمام إلى هذا الاتحاد عليها الالتزام بكل متطلبات عقده التأسيسي". 


ورغم الجمود الدبلوماسي بين موريتانيا والمغرب بدأت الأخيرة في رصف طريق بري جديد يربط جنوب المغرب بشمال موريتانيا مرورًا بالمعبر الحدودي المغربي "الكركرات" مع نقطة الحدود الموريتانية المقابلة، بعد أن ظل هذا الجزء من الطريق غير ممهد لمرور السيارات والشاحنات، شديد الوعورة، مما كان يؤثر بالسلب على انسياب حركة المرور، وهو ما دفع بالمغرب إلى الشروع في رصفه.


ويسود الجمود الدبلوماسي بين المغرب وموريتانيا منذ سنين عدة، حيث إن سفارة الأخيرة في المغرب دون سفير منذ خمس سنوات تقريبا، بالإضافة إلى أن المستشار السياسي الأول في سفارتها في الرباط غائب عن المغرب منذ سنتين.


من جهته ثمّن الباحث مصطفى زهران المتخصص في الشأن المغربي، رسائل الملك المغربي الأخيرة وخطواته الإيجابية تجاه المغرب وموريتانيا، مبينًا أن المغرب على أعتاب مرحلة جديدة، فالتحديات في المغرب العربي كبيرة جدًا تستدعي تضامن الدول المغربية في مواجهتها.

وأضاف زهران أن الرسائل الملكية الأخيرة تساهم في إعادة تموضع المغرب، متوقعًا تلقي المملكة ردًا إيجابيًا من الجزائر، لافتًا إلى أن الدور المغربي في الفترة الأخيرة تجاوز حدوده الإقليمية بطرح النموذج الإسلامي المغربي كبديل للحيلولة دون انتشار النموذج الداعشي.