حوادث الاغتيال تحصد أرواح رجال الجيش والشرطة بالشرقية .. جرائم يومية وفرار الجناة

  • 128
وزارة الداخلية

القوى السياسية تستنكر تصاعد الإرهاب الأسود بالمحافظة.. ورجال الأمن يطالبون بتغيير منظومة العمل الأمني

النور يطالب بفتح تحقيق سريع لكشف الجناة.. والوفد: ستنتصر إرادة الشعب المصري في مواجهة الإرهاب الأسود

تصاعدت أحداث العنف وتزايد اغتيال ضباط الجيش والشرطة وأمناء الشرطة والجنود في ربوع الجمهورية، حتى أضحت هذه الأحداث المؤلمة أكثر ما تطالعه أعين المصريين وتسمعه آذانهم، وكان لمحافظة الشرقية نصيب الأسد في هذه الأحداث الأليمة؛ فخلال الشهر الجاري وقعت نحو 15 حادثة مفجعة استهدف خلالها مسلحون رجال الأمن بالمحافظة، حتى أصبح المواطن الشرقاوي يعيش في رعب مفزع مهددا بالقتل أمام بيته وفي محل عمله لكثرة ما يراه من تلك الحوادث في محافظته على غير العادة، حيث كانت الشرقية من أهدأ محافظات الجمهورية لبعدها عن دوائر صنع القرار، فأصبحت أشدها عنفا بين عيشة وضحاها.

تعدد الاغتيالات والحوادث

تكررت أحداث العنف بالشرقية بشكل كبير في الآونة الأخيرة؛ حيث وقعت تسع حوادث بين يوم الجمعة السابع من شهر فبراير الجاري ويوم الثلاثاء 25 من نفس الشهر، ففي الجمعة السابع من فبراير اغتال مجهولون رقيب الشرطة محمود عبد المقصود علي دعبس، من قوة شرطة مركز كفر صقر، ويوم الأربعاء 19 فبراير أصاب مجهولون المقدم علاء محمد محمد خليفة، ضابط بالقوات المسلحة بطلق ناري في الرقبة أمام منزله ببلبيس، وفي اليوم التالي أطلق مسلحان يستقلان دراجة بخارية وابلا من الأعيرة النارية على قوة شرطة تابعة لمركز الزقازيق بطريق بني شبل خلال تأمينهم سيارة تابعة لهيئة البريد محملة بالأموال؛ مما أسفر عنه مقتل الرقيب سعيد مرسي الحديدي متأثرا بجراحه، وإصابة أربعة آخرين وهم، عزت عبد الله سليم بطلق ناري بالصدر، وحمادة عبد ربه محمد بطلقتين بالظهر والبطن، وعيد إبراهيم عبد المقصود بطلق ناري بالذراع، والثلاثة أمناء شرطة، والمقدم أحمد عدلي من قوات أمن الزقازيق بطلق ناري في قدمه.

وفي نفس اليوم أطلق ثلاثة مسلحين يستقلون دراجة بخارية وابلا من الأعيرة النارية على ضابط بالقوات المسلحة ومجندين بالقرب من مفارق التجنيد بالزقازيق؛ مما أسفر عنه إصابة ملازم أول شرف سباعى محمد الباز بطلق ناري باليد اليمنى، والمجند رضا محمد عبد الله بطلق ناري باليد اليسرى ناحية الكتف، وفي اليوم التالي الجمعة 21 فبراير أطلق مجهولون النيران على عاطف جمال محاسب بمركز منيا القمح؛ لترويعه وزوجته لسرقة السيارة الخاصة به أثناء عودتهما من عرس أحد أقارب الزوجة، فتم إصابته بطلق ناري في الرأس وتوفي في الحال أمام زوجته.

وفي صباح نفس اليوم ألقى مجهولون زجاجات الملوتوف الحارقة على نقطة شرطة أشكر بمركز فاقوس، ولم يسفر الحادث عن وقوع أي إصابات، وفجر السبت 22 فبراير أشعل مجهولون النيران في سيارة الملازم أول محمد النجار معاون مباحث قسم ثان الزقازيق، أمام منزله بمنيا القمح، وعصر نفس اليوم أطلق مجهول خمس رصاصات على صدر وبطن الرائد محمد عيد عبد السلام الضابط بالأمن الوطني بالزقازيق، أثناء استقلال سيارته أمام منزله بميدان القومية متجها إلى عمله مما أدى إلى مصرعه، وفي يوم الاثنين 24 فبراير استهدف مجهولون أمين الشرطة عبد الرحمن أبو العلا من قوة قسم أول العاشر، برصاصة في الرأس أثناء عودته من عمله بالقرب من عزبة حسن أباظة بقرية العصلوجي بالزقازيق، ووقعت آخر الحوادث صباح الثلاثاء 25 فبراير حيث أطلق مجهولون يستقلون دراجة بخارية الرصاص على العقيد بالقوات المسلحة عصام محمد المحلاوي بالزقازيق أثناء توجهه لعمله؛ مما أدى إلى إصابته بالقدم اليسرى.

تحقيق سريع

واستنكرت الأحزاب والقوى السياسية بشدة حوادث الاغتيالات والإرهاب الأسود، فمن جانبه طالب العقيد مهندس متقاعد أيمن الباجوري، أمين حزب النور بالشرقية، بفتح تحقيق سريع في هذه الحوادث لكشف الجناة الحقيقيين والمحرضين والممولين وتقديمهم للعدالة وإظهارهم للجميع وكشف مخططاتهم وحقيقتهم للشعب المصري، مطالبا الأجهزة الأمنية كذلك بأن تقف بالمرصاد أمام تلك المخططات الإجرامية والخسيسة التي لا تعبر إلا عن حقد أسود دفين لمصر ولا تريد للبلاد الاستقرار والأمن.

وأكد الباجوري أن مثل هذه الأعمال الإرهابية لا تمت للدين بصلة، وليست هي الوسيلة التي يمكن تغيير المجتمع بها، مشيرا إلى أنها نتاج فكر تكفيري خطير لا يعرفه الإسلام، مستدلا بقول الله تعالى: "وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا" (النساء:93)، وبحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يزالُ المؤمنُ في فسحةٍ من دينِه ، ما لم يصبْ دمًا حرامًا" (رواه البخاري).

وناشد الباجوري جميع العقلاء من أبناء الشعب المصري أن يقفوا جميعا متكاتفين متحدين أمام تلك العمليات الإرهابية التي تهز سفينة الوطن وتفرح أعداء الشعب المصري، كما طالب بضرورة تضافر الجهود للوقوف ضد هذه المحاولات الهدامة التي تسعى لزعزعة استقرار أمن البلاد.

انتصار إرادة الشعب على الإرهاب

وأوضح محمد ذكي عبد العزيز رئيس اللجنة العامة لشباب حزب الوفد بالشرقية، أن العمليات الإرهابية لن تخيف الشعب المصري بل ستزيده إصرارا على المضي قدما نحو القضاء على الإرهاب الأسود الغادر من أجل النهوض بالوطن والخروج به إلى بر الأمان، مؤكدا أن إرادة الشعب المصري ستنتصر في النهاية على هذا الإرهاب مهما كاد الكائدون ومكر الماكرون، مشيراً إلى أنه يوجد خلل في المنظومة الأمنية بالشرقية ويجب تداركها من قِبل وزارة الداخلية لوضع استراتيجية جديدة للقضاء على الإرهاب الأسود الذي يغتال خيرة ضباط وأفراد وزارة الداخلية والوطن، وأضاف أن الشعب المصري يقف دائما خلف قواته المسلحة ومؤسسات الدولة وسيقف بالمرصاد لكل من يحاول أن يزعزع أمن واستقرار البلاد.

تغيير منظومة العمل الأمني

وقال محمد الخطيب أحد أمناء الشرطة بالشرقية، إن الحل لمثل هذه الحوادث والاغتيالات يكمن في أن يتم تغيير منظومة العمل بشكل كامل على مستوى وزارة الداخلية، وأن يتم تغيير القيادات الأمنية التي منها من يعمل منذ زمن حبيب العادلي خاصة حيث إنهم يرون أي غضب أو مطالبات من أمناء الشرطة والأفراد مطالب مادية، في حين أنها مطالب مستحقة لكي يتمكنوا من أداء عملهم.

وأكد الخطيب أنه يجب أن تكون الوردية أربع ساعات بدلا من ثماني ساعات حتى يتمكن القائم عليها من أداء عمله بصورة جيدة، وأن يكون يقظا وليس مستهلكا من السهر وطول الوقوف على قدمه أثناء تأدية الخدمة، في حين طالب العشرات من ضباط البحث الجنائي بمديرية أمن الشرقية، خلال وقفة احتجاجية بمقر نادي الشرطة بالزقازيق بالقيام بعمليات استباقية لاستهداف العناصر الإرهابية، مؤكدين أن المنظومة الأمنية التي تنتهجها القيادات تتمثل في الدفاع فقط وليس الهجوم.