بحضور سفير أذربيجان .. الأهرام يعقد حلقة نقاشية عن قضية كاراباخ

  • 111
عماد المهدي رئيس وحدة الأقليات بمركز الحوار للدراسات السياسية والإعلامية

ألقى الأستاذ بشير عبد الفتاح رئيس تحرير مجلة الديمقراطية، كلمة ترحيبية أكد فيها أهمية قضية الأقليات ومدى ارتباطها بمسألة التحول الديمقراطى ؛ إذ إن معظم الدول التى تعانى من مشكلة الأقليات نصيبها قليل من الديمقراطية.

أعقبها كلمة للأستاذ عجلان إبراهيم مدير مركز الحوار للدراسات السياسية والإعلامية، تحدث فيها عن قضية أذربيجان وأكد فيها أن القضايا العربية والإسلامية لا تجد آذانا صاغية فى المجتمع الدولي، مشيرا إلى أن الباحث قد تناول القضية من جانب واحد فقط وهو الشق القانونى، ثم بدأ الأستاذ عماد المهدى رئيس وحدة الأقليات بمركز الحوار بعرض الورقة البحثية التى أعدها ، مؤكدا فيها حق تقرير المصير فى القانون الدولى، وشرعية الموقف الأذرى ومشروعية حق أذربيجان فى المطالبة بالحفاظ على وحدة أراضيها من خلال القرارات الدولية التى أصدرتها الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات المعنية.

وتحدث الخبير القانونى السيد أبو الخير، عن ملاحظاته على الورقة البحثية التى قدمها المهدى، وتحدث عن أن التضليل السياسي لمعظم الأزمات الدولية أفسد التكييف القانونى، مضيفا الصفة الرسمية لا تمنع من المحاكمة؛ فهناك آليات لمحاكمة زعماء الدول وقادة الجيوش المتهمين بجرائم حرب .
من جانبه، علق بشير عبد الفتاح رئيس تحرير مجلة الديمقراطية، قائلا إن الدول الاستعمارية تركت لنا ألغاما قابلة للانفجار كمشكلة كاراباخ وكشمير وفلسطين وغيرها، وعلى هذه الدول أن تكفر عن أخطائها وتعتذر عما فعلته، وتساهم في إصلاح ما أفسدته بوقف النزيف فى هذه المناطق؛ فقد أدى تسييس ملف الأقليات إلى تعقيد حل المشاكل بدلا من حلها، ومشاكل الأقليات دليل على عجز منظومة القوانين الدولية عن حل هذه المشكلات.

وتحدث السفير لأذرى شاهين عبد اللايف قائلا: "موضوع كاراباخ قضية مصيرية بالنسبة لنا؛ فأرضنا محتلة والقانون الدولى لا ينص فقط على تقرير مصير الأقليات، لكنه ينص على الحفاظ على سيادة الدول ويعطى أولوية لوحدة الأراضى".

وأرمينيا تأسست على أراضينا وكانت ولاية أذرية، وتم تهجير الأرمن بكمية كبيرة من إيران لإقليم كاراباخ، وتم اقتطاع مناطق من أذربيجان لتأسيس أرمينيا، ورفض الاتحاد السوفيتى إعطاء الحكم الذاتى للأذريين بأرمينيا، بينما أعطاه للأرمن داخل أذربيجان، ولما نشبت الحرب بيننا وبين أرمينيا عام 1992 أصدر مجلس الأمن أربعة قرارات لم ينفذ أى منها حتى الآن، وتم تشكيل مجموعة من 11 دولة 1995 برئاسة روسيا وأمريكا وفرنسا .

وأضاف، كل الأطراف تطالب بحل الأزمة سلميا، وأنا أتساءل إذا كانت أرمينيا لا تريد تنفيذ أي من هذه القرارات ورد الأراضى فماذا نفعل؟ نحن مستعدون لتقديم أعلى مستوى للحكم الذتى للأرمن داخل بلادنا، ونضمن لهم كل حقوقهم داخل بلادنا؛ فميزانية وزارة الدفاع الأذرية وحدها أكثر مرتين من ميزانية أرمينيا، وهذا لا يروقنا، لكنا مضطرين للتسلح ، فقد حاربنا هتلر بالحرب العالمية الثانية وكنا نوفر 80% من البترول للاتحاد السوفيتى أثناء الحرب، ولكن لم نر وحشية كما رأيناها من جانب الأرمن .

ورد عليه بيرج تريزيان من سفارة أرمينيا مؤكدا أن كاراباخ أرض أرمينية تاريخيا، ولما دخلت تحت السيطرة الروسية أجرى الروس مسحا للسكان أظهر أن 97.5% منهم كانوا من الأرمن، وأذربيجان وقتها أعلنت تنازلها عن الإقليم، ولغة كاراباخ هى نفس لغة أرمينيا.

وأضاف، الصراع قومى بحت لا علاقة له بالدين.

وتحدث الكاتب نبيل ذكى مؤكدا عدم صلة الصراع بالدين، بل هناك جهات دولية تستثمر فى الصراعات الإقليمية، وهناك جهات داخل الدولتين تستفيد من صفقات التسليح و تسعى لإفشال أى مصالحة بينهما.
بينما برر فدوكيس هوفسيبيان الملحق البدلوماسى بسفارة أرمينيا المذبحة التى ارتكبتها القوات الأرمينية ضد السكان الأذريين، بأنها كانت دفاعا عن النفس، والقوات الأرمينية كانت قد حذرت السكان وقتئذ قبل المذبحة، إلا أنهم لم يستجيبوا للتحذيرات بمغادرة مساكنهم.

فى حين أكد محمد سلامة مدير تحرير جريدة الأخبار، أن أذربيجان هى صاحبة الحق فى الإقليم المتنازع عليه، وأنها الأقدم تاريخيا؛ مستشهدا بالآية الكريمة"زرابي مبثوثة" (الغاشية: 16)، موضحا أن كلمة "الزرابى" هى السجاجيد المصنوعة بأذربيجان، مؤكدا أن مذبحة كوجلى التى تعرض لها مسلمو كاراباخ هى جريمة بكل المقاييس، مضيفا أنه ذهب بنفسه إلى هناك بعد الأحداث وشاهد اللاجئين الأذريين، وكان عددهم أكثر من مليون لاجئ .

وأضاف، المفاوضات السلمية منذ أكثر من 20 سنة لم تفعل شيئا، وأنبه أن أذربيجان لن تستمر على هذا الوضع طويلا، والحرب سوف تهدد تدفقات الطاقة من أذربيجان لأوروبا، وروسيا تريد هذا ليحل البترول الروسى محل البترول الأذرى .

بينما أكد محمد إسماعيل نائب رئيس تحرير جريدة الجمهورية، أن قرارات مجلس الأمن تنص على انسحاب فورى للقوات الأرمنية، ولا بد من احترام قرارات مجلس الأمن، مضيفا أن أذربيجان تؤيد قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.

من جانبه، علق الخبير القانونى السيد أبو الخير قائلا، إن القانون الدولى يعطى حق الدفاع الشرعى لأذربيجان، وليس لأرمينيا؛ لحيث إن أرمينيا هى المعتدية وليس لها حق الدفاع الشرعى؛ فالقاعدة تقول أنه لا دفاع شرعى ضد دفاع شرعى .