الأخ الفيمص famous

  • 215
أرشيفية

الأخ الفيمص famous


الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ﷺ

كلمة رائعة وبشرى صالحة  تلك التي قالها عبدالله بن مسعود لتلميذه الربيع بن خثيم مما رأى من صلاحه واستقامته وعلمه وورعه وزهده وتقواه وأخلاصه

فقال له : ( يَا أَبَا يَزِيدَ لَوْ رَآكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَحَبَّكَ ، وَمَا رَأَيْتُكَ إِلا ذَكَرْتُ الْمُخْبِتِينَ


أخي الحبيب 

تُرى : لو رآك رسول الله ﷺ لآحبك ؟! 

ولماذا يحبك ؟ ومن أنت وماذا تفعل حتى يحبك ؟ 

إن الربيع بن خثيم كان يصلى من الليل ويبكى بكاء من قتل قتيلاً وندم على قتله ولما تراه أمه باكياً وتريد أن تهون عليه يقول لها بل قتلت نفسى ..

يظن أنه قتلها بقلة إخلاصه و كثرة تقصيره وتلوثه بالذنوب والمعاصي وهو ذلك العبد التقى النقى الورع الصادق المخلص الشاب الذى يعجبُ ربهُ منهُ إذ ليس له صبوة . 


أخي الحبيب : 

لو رآك لأحبك لصدقك في قولك وفعلك وصبرك عن المعاصى وعلى الأقدار وعن ماحرم الله 


لو رآك لأحبك : 

فليكن عملك في السر أعظم وأكثر من عملك جهراً فقد كان عمل الربيع كله سراً وإن كان ليجئُ الرجلُ وقد نشر المصحف فيغطيه بثوبه ، لقد كان حرصهم على إخفاء طاعتهم أشد من حرص أحدنا على إخفاء معاصيه 


أخي الحبيب 

كن كرجلٍ تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه واجعل دائماً هدفك مرضاة الله والعمل لله وحده عزوجل ينير الله لك الدرب فإذا أطلع الخبير على الضميرِ فلم يجْد في الضميرِ غيرَ الخبيرِ ، جعل فيه سراجاً منيراً


أخي الحبيب

إذا أطلع الخبيرُعلى ضميرى وضميرك فماذا سيجد ؟! ان أُناساً في عصرنا أصبحوا يهتمون بأرشفة أعمالهم الصالحة والافتخار بها وإظهارها بخلاف ما كان عليه السلف الصالح

( مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَكُونَ لَهُ خَبْءٌ مِنْ عَمَلٍ صَالِحٍ فَلْيَفْعَلْ )


فقد ترى أحدهم وقد وقف أمام الكعبة ليأخذ صورة ( سِيلفي ) معها أو مع المقام أو يطلب منك وأنت تطوف بالبيت أن تلتقط له صورة وقد رفع أكُفَّ الضراعة إلى الله أو صورة له حال سجوده في حجر إسماعيل أو وهو ملتصق بالكعبة

تُرى لو رآه رسول الله ﷺ لآحبه ؟!

أخي : لا تقلق  على حسناتك وأعمالك فهى لن تضيع ( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ) 


قال الفُضيل : 

إذا كان الله يسأل الصادقين عند صدقهم ( لِّيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَن صِدْقِهِمْ ) مثل إسماعيل وعيسى عليهما السلام فكيف بالكذابين من آمثالنا ؟!


وقرأ الفضيل قوله تعالى ( وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ ) فقال : 

اللهم إنك إن بلوت أخبارنا فضحتنا وهتكت أستارنا وأنت أرحَم الراحمين .


وقال يحيي بن كثير : تعلموا النية فإنها أبلغ من العمل .


أحبتي : قولوا لمن لم يكن صادقاً : لا تتعنّى ، فلما سُئل الإمام أحمد عن الصدق والإخلاص ؟ قال بهذا أرتفع القوم .


أخي الحبيب 

باختصار : 

الإخلاص نسيان رؤية الخلق  ، بدوام النظر إلى الخالق 


باختصار : 

حركتك وسكونك فى سرك وعلانيتك لله لا يمازجها شئ ، لا نفس ولا هوى ولا دنيا 


وقال بن عباس : إنما يُحفظ الرجُل على قدر نيته 


الأخ الفيمص EL.famous

قال ابراهيم بن أدهم ما صدق الله عبدٌ أحبَّ الشهره 

وقال بن مُحيريز : اللهم إنى أسالك ذكراً خاملاً . 

وقال بشر الحافى 

اللهم اسُتر واجعل تحت الستر ما تحبُ 

قيل للحسن بن زياد ( احفظ لسانك وأقبل على شأنك واعرف زمانك واخفي مكانك ) 


أخي الحبيب 

احرص على أن تكون ممن إذا رآه النبي ﷺ لأحبه لصدقه وإخلاصه وتقواه وورعه وحسن عبادته.

وصدق الحبيب ﷺ 

(وَكَمَا لا يجتنَى مِنَ الشَّوْكِ الْعِنَبُ , كذَلِكَ لا يَنْزِلُ الأَبْرَارُ مَنَازِلَ الْفُجَّارِ ، فَاسْلُكُوا أَيَّ طَرِيقٍ شِئْتُمْ , فَأَيُّ طَرِيقٍ سَلَكْتُمْ وَرَدْتُمْ عَلَى أَهْلِهِ  ).


اسلك سبيل الهدى ولا يضرك قلة السالكين 

وإياك وسُبل الضلالة ولا يغرك كثرة الهالكين 

وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم