• الرئيسية
  • الأخبار
  • رئيس وكالة أنباء الروهينجا في حواره لـ "الفتح": أكثر من مائتي ألف نازح روهينجي يعيشون في مخيمات هي الأسوأ في العالم

رئيس وكالة أنباء الروهينجا في حواره لـ "الفتح": أكثر من مائتي ألف نازح روهينجي يعيشون في مخيمات هي الأسوأ في العالم

  • 164
اعتقال تعسفي لعشرات المسلمين في بورما

مسلمو أراكان حرقوا أحياء وشق البوذيون أطفالهم إلى نصفين أمام أعينهم

الحكومة البورمية أصدرت قوانين تمنع المسلمين من ولادة أكثر من طفلين

الإعلام العربي والإسلامي تخاذل في نصرة المسلمين الروهينجا مأساة حقيقية يعيشها المسلمون في ولاية أراكان الواقعة غرب بورما، تنوعت صورها، إلا أن النتيجة واحدة: آلاف من القتلى، ومئات من المهجرين، "الفتح" كان لها هذا الحوار مع عطا الله نور الإسلام رئيس وكالة أنباء الروهينجا، والمنسق الإعلامي للمجلس الروهينجي الأوروبي لنتعرف أكثر على الحجم الحقيقي لـ "المأساة".

· نود أن نتعرف على البعد الجغرافي والتاريخي لبورما؟ وكم يبلغ عدد المسلمين؟

** تقع بورما في منطقة جنوب شرق آسيا، يحدها من الشمال الصين ومن الشرق لاوس وتايلاند، ومن الغرب الهند وبنجلاديش، ومن الجنوب تايلاند وخليج البنغال. وقد دخل الإسلام في بورما من بوابة ولاية أراكان في القرن الثاني من الهجرة النبوية في عهد هارون الرشيد رحمه الله، عن طريق التجار العرب عام 788م، فكان هؤلاء التجار يتعاملون مع الناس بالصدق والوفاء والأمانة، إلى جانب أنهم كانوا يدعون الناس إلى الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة مع تطبيقهم آداب الإسلام في معاملاتهم. ويبلغ عدد سكان بورما عامة نحو60 مليون نسمة، 90% منهم بوذيون، و6% مسلمون، و4% هندوس ونصارى ولا دينيون.

أما السكان في ولاية أراكان فيبلغون عشرة ملايين نسمة، 60% بوذيون، و40% مسلمون يسمون "روهينجا"، وكان مسلمو الروهينجا قبل أقل من خمسين عاما يبلغون 70%، إلا أنهم تناقصوا بفعل الهجرات والتهجير القسري والقتل والإبادة حتى انخفضوا إلى أقل 40% من إجمالي سكان الولاية.

· ملايين من المسلمين يُسحقون في كثير من بقاع الأرض، ولا يَعرف إخوانهم في الدِّين عن معاناتهم إلا النَّزر اليسير، كما هو الحال في أراكان المحتلة من قبل دولة ميانمار (بورما)، فما ملامح مأساة المسلمين في بورما؟

** المسلمون في ولاية أراكان الواقعة غرب بورما يتعرضون لأبشع أنواع الظلم والاضطهاد؛ حيث يلقى الشخص في النار وهو حي، وتحرق البيوت والقرى بمن فيها من الناس، ويرمى الطفل إلى أعلى ثم يوضع له سيف حاد لينفلق نصفين، وتغتصب النساء والفتيات؛ كل هذا لأنهم قوم تمسكوا بدين الله – تعالى- في بلد يبلغ أكثر من 90% من شعبه بوذيين يكنون للإسلام والمسلمين عداءً قديما. وتتركز ملامح مأساة مسلمي بورما في حرمانهم من الحقوق المدينة كالمواطنة والتعليم والعلاج، ومضايقتهم في أداء شعائرهم الدينية، ومنع الزواج إلا بعد دفاع رشاوى باهظة، وحرمانهم من ممارسة السياسة والتوظيف في الوظائف الحكومية، واعتقالهم لأتفه الأسباب، وعدم إطلاق سراحهم إلا بعد دفع رشاوى باهظة.

وقد تحدث عن هذه المأساة جميع المنظمات الحقوقية في العالم، ومعظم الدول والحكومات، ووصفت بأنهم أكثر الأقليات اضطهادا في العالم؛ ومع ذلك لم يتحرك المجتمع الدولي بالطريق الأمثل الذي ينقذ به هذا الشعب من براثن البوذية الحاقدة. وإن المأساة تجددت مرة أخرى من شهر يونيو عام 2012م؛ حيث قتل عشرات الآلاف من مسلمي بورما، وحرقت عشرات الآلاف من المنازل، وأبيدت مئات القرى، وأصبح أكثر من مائتي ألف منهم نازحين فقدوا بيوتهم وممتلكاتهم، ويعيشون في مخيمات وصفتها بعثات الأمم المتحدة ومفوضية اللاجئين والصليب الأحمر؛ بأنها الأسوأ في العالم.

الرهبان البوذيون قادوا عمليات الإبادة الجماعية ضد المسلمين

· لماذا يقود الرهبان البوذيون تلك الحرب تجاه مسلمي الروهينجا، وما الهدف منها؟

** تكمن أسباب قيام الرهبان البوذيين بالاعتداء على مسلمي بورما وقتلهم وتصفيتهم، والقيام بالأعمال الوحشية والتمييز العنصري ضدهم؛ لعدة أسباب من أهمها: كون بورما قبلة للديانة البوذية، فالبوذيون يحجون في كل عام إليها، ويزورن معابدها وآلهتهم هناك، ووجود التباين والتنافر بين البوذيين والمسلمين، فالغالبية الطاغية من سكان ميانمار هم من ‏البوذيين، وأيضا شدة عداء البوذيين للمسلمين منذ القدم، وخوف الرهبان من انتشار الإسلام في بورما والمنطقة التي تدين بالديانة البوذية، وتخوف حكومة بورما من مطالبة المسلمين بمملكتهم وحقوقهم ووطنهم المسلوب. وقد مارست المدرسة الدينية في بورما بقيادة الرهبان ممارسات شنيعة في أعمال العنف الأخيرة التي اندلعت من يونيو حزيران عام 2012، حيث عملوا على زيادة التوتر في ولاية أراكان التي يتمركز فيها مسلمو الروهينجا، وحرضوا الشعب للقيام بالمظاهرات بإلقاء الخطب الحماسية، والمشاركة في الاعتداءات والقتل وحرق القرى والمنازل، ودربوا الشباب البوذيين على قتال المسلمين، وأنشأوا معسكرات ومنظمات إرهابية عنصرية، كحركة (969)، وعملوا على سن قوانين عنصرية طائفية ضد المسلمين، منها: عدم البيع والشراء من متاجر المسلمين، وعدم السماح بزواج الشاب المسلم من الفتاة البوذية، وعدم السماح بالإنجاب للأسرة المسلمة لأكثر من طفلين، وغيرها من الممارسات العنصرية.

· بصفتك المنسق الإعلامي للمجلس الروهينجي الأوروبي، ما الدور المنوط به؟وما المسارات التي يتبعها من أجل نصرة قضية المسلمين في بورما؟

** الدور المنوط بالمجلس الروهينجي الأوروبي وبقية المنظمات السياسية والحقوقية الروهينجية؛ دور كبير وعظيم، حيث تعمقت الأزمة كثيرا، وطال أمدها، واستحكمت حكومة بورما على أبعاد القضية، ومارست تكتيما إعلاميا على قضية مسلمي بورما.

ونحن في المجلس نعمل على كسر الحصار الإعلامي المفروض على قضية المسلمين في بورما، وفضح الانتهاكات الممنهجة ضد عرقية الروهينجا من خلال رصد الجرائم وتوثيقها ورفعها للمنظمات الدولية ذات الاختصاص، ورفع دعاوى في المحكمة الدولية ضد مجرمي الحرب في بورما، وإيجاد التعاون والتنسيق مع المجموعات الروهنجية وغير الروهنجية من مواطني بورما حول العالم لخدمة قضية الشعب الروهينجي، والاتصال مع الدول والحكومات والهيئات الدولية لشرح معاناة الشعب الروهينجي، وإقامة شراكة وتعاون مع المنظمات الإنسانية والإغاثية الدولية على تنفيذ البرامج الإغاثية لصالح أبناء الروهينجا في الداخل والشتات.

والمجلس الروهينجي الأوربي يعمل وفق خمسة مسارات رئيسية، سياسية، وإغاثية، وإعلامية، وحقوقية، وثقافية.

وبحمد الله حقق المجلس العديد من الإنجازات في فترة وجيزة؛ حيث أقامت حملة إغاثية لمسلمي الروهينجا في مخيمات اللاجئين في بنجلاديش في أكتوبر 2012م، وحملة إغاثية لمسلمي الروهينجا في داخل أراكان بالتنسيق مع منظمة أوروبية، وأصدرت أكثر من 20 بيانا صحفيا في مختلف الأحداث التي وقعت في أراكان وبورما، والقيام بعدد من المظاهرات والمسيرات الاحتجاجية في مختلف دول أوروبا، وتأسيس فرعين خارج أوروبا، كالسعودية وبنجلاديش وماليزيا.

· مسلمو بورما قضية تشكل محنة كبيرة، وهي كارثة إنسانية بما تحويه الكلمة من كل المعاني، فما موقف الدول الأوروبية والغربية من الإبادة الجماعية التي يتعرض لها المسلمون في بورما؟

** الدول الأوروبية والغربية تبني علاقاتها وتعاونها بحسب مصالحها، ولذا نجد أن تلك الدول تسارع في إقامة العلاقات مع حكومة بورما في الوقت الذي تمعن فيه في إبادة مسلمي الروهينجا، وأيضا تغض الطرف عن ممارسات الرهبان والبوذيين الغوغائيين. ونحن تواصلنا مع العديد من تلك الدول، كما تواصلنا مع العديد من المنظمات الحقوقية والسياسية والإنسانية فيها، ونقلنا لها التصور الحقيقي للقضية، وشرحنا لهم حقيقة المعاناة ودور الحكومة البورمية والجهات الدينية في تأجيج الفتن، وممارسة القمع، وفي الوقت ذاته نشعر أن المجتمع الدولي خذلنا، ولم تقم الأمم المتحدة ولا المنظمات الحقوقية ولا حتى دول العالم بالدور المطلوب إزاء هذه الانتهاكات والقتل الجماعي المستمر منذ عشرات السنين.

القانون الأركاني يفرض عقوبات على الإعلام تصل إلى السجن مدى الحياة

· أين الدور العربي والإسلامي من قضية المسلمين في بورما؟

** العالم العربي والعالم الإسلامي منشغلان عن قضيتنا بمشكلاتهما الداخلية، فتداعيات الربيع العربي ألقت بظلالها على مذابح مسلمي الروهينجا المستمرة حتى اللحظة، وبالرغم من بعض الوقفات التي رأيناها من بعض الحكومات العربية والإسلامية؛ فإننا نثمن دور المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية في دعم قضية مسلمي الروهينجا في محافل عديدة. كما ينبغي على بقية الدول الإسلامية أن تبذل جهودا كبيرة لإبقاء مسلمي بورما على قيد الحياة، لأن ولاية أراكان جزء من العالم الإسلامي، فلابد من الشعور بالجسد الواحد، والضغط على حكومة بورما عبر المنظمات الدولية، والدول الكبرى لإعادة حقوق أقلية الروهينجية في وطنهم بورما، واعتبارهم مواطنين لهم كامل الحقوق كباقي العرقيات في البلاد.

ومسلمو الروهينجا هم أمانة في أعناق إخوانهم المسلمين، وسيسألهم الله عن هذه الأمانة أحفظوها أم ضيعوها، وفي الوقت ذاته نخاطب الأمتين العربية والإسلامية بضرورة الوقوف مع هذه القضية العادلة، وهذا ليس استجداء منا لهم؛ بل تذكير بواجبهم الديني والإنساني تجاه تلك الفئة من البشر.

· زعيمة المعارضة البورمية أون سان سو تشي تسلمت أرفع جائزة أمريكية ودماء المسلمين تسفك على أرضها... فما دلالة ذلك؟

**أولاً السيدة "أونغ سان سوتشي" كانت تناضل من أجل حقوق جميع البورميين بما فيها حقوق المسلمين، وتحويل البلاد من النظام العسكري الفاشي إلى النظام الديمقراطي، ولقد صرحت مرات كثيرة بضرورة سن القوانين التي تكفل للبورمين بممارسة شعائرهم الدينية بكل حرية، دون أي تمييز أو تفرقة بين دين وعرق.

وكانت هذه السيدة توصف بزعيمة المعارضة قبل دخولها البرلمان البورمي، إلا أنها الآن لم تعد زعيمة للمعارضة، بل أصحبت تمارس دور تحسين صورة الحكومة الحالية رغم عنصريتها وقمعها السياسي ضد العديد من العرقيات في البلاد.

والجائزة التي تسلمتها من الكونغرس الأمريكي قبل عام تقريبا التي تزامنت أيضا بسحب الولايات المتحدة اسم رئيس بورما "ثين سين" من اللائحة السوداء؛ تدل على أن الغرب لا يبالي بدماء المسلمين بقدر اهتمامه بمصالحه التي تعتمد على امتصاص خيرات البلدان والأمم، لذا؛ هي لم تنطق ببنت شفة، ولم تتفوه بكلمة واحدة تجاه ما يتعرض له مسلمو البلاد من ظلم واضطهاد، لأن الدفاع عنهم معناه فقدان الأصوات في الانتخابات القادمة عام 2015، فأين الديمقراطية إذاً؟ وأي ديمقراطية تدعي؟

· أين منظمة التعاون الإسلامي مما يحدث في بورما؟

** منظمة التعاون الإسلامي وأمينها العام أكمل الدين أوغلي بذلت جهودا طيبة ومشكورة تجاه قضيتنا، وما زالت تحاول الوصول إلى حل دائم وشامل لمعاناة المسلمين في بورما، ولكن المشكلة تكمن في رفض حكومة بورما التعاون مع المنظمة، وإلغاء الاتفاقيات التي أبرمتها مع المنظمة لفتح مكتب إغاثي في ولاية أراكان، ورفض زيارة الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إلى بورما.

ومع تقدرينا لدور المنظمة وتثميننا لمواقفها تجاه قضية مسلمي بورما؛ فإننا نطالب الدول الأعضاء بالمنظمة وعلى رأسها جمهورية مصر العربية التي ترأس المنظمة في الدورة الحالية تبني مواقف أقوى ضد حكومة بورما، وإنشاء تكتل سياسي لتبني قضية مسلمي بورما، والدفاع عنها، وتدويل القضية عبر علاقاتها ونفوذها في الأمم المتحدة. وفي المقابل؛ يجب علينا نحن مسلمي بورما أن نعمل ونتواصل مع منظمات واتحادات دولية أخرى، كاتحاد دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، والاتحاد الأوروبي، وجامعة الدول العربية ورابطة الكومنولث، لممارسة مزيد من الضغوط على حكومة بورما لإيجاد حل عادل ودائم لقضية المسلمين في البلاد.

· هل صارت لدى مسلمى الروهينجا مطالب سياسية معينة بعد أحداث الإبادة الدامية؟

** في السابق كان الروهينجا لا يريدون سوى حق المواطنة وبقية الحقوق المدنية، كحرية العبادة، والتعليم والصحة والعمل وتملك الأراضي، والمشاركة في الحياة السياسية. وحاليا وبعد وقوع هذه المذابح الخطيرة، وسقوط هذا العدد الكبيرة من الضحايا، واستمرار نهج الحكومة في التطهير والإبادة؛ أرى أنه يجب إعادة التفكير في هذه المطالب، وأرى أنه حان الوقت للمطالبة بتمكين الشعب الروهينجي من تقرير مصيره في وطنه، إذ إن التضحيات التي قدمها شعبنا المكلوم، والأرواح التي أزهقت، والدماء التي أسيلت لا تستحق سوى هذا المطلب الشرعي.

ونحن نريد أن نحصل على حقوقنا كاملة، وعلى رأسها الحكم الذاتي لأراضينا المسلوبة، لنسترد حقوقنا الآدمية المشروعة، من الكرامة والعزة، والعيش بسلام وأمان في أرض أجدادنا وآبائنا.

· المواد الفيلمية والمصورة عن المسلمين في بورما تكاد تكون منعدمة، فهل تطلعنا على بعض صور الإبادة التي يتعرض لها المسلمون في بورما؟

** كما ذكرت آنفًا، حكومة بورما تفرض تكتيما إعلاميا على قضية المسلمين في بورما، وأيضا تفرض حصارا كاملا على ولاية أراكان التي يتمركز فيها مسلمو الروهينجا، فلا تسمح بدخول أية وسيلة إعلامية محلية أو أجنبية، كما لا تسمح لسكانها باقتناء أجهزة التصوير من الكاميرات وأجهزة الموبايلات الحديثة، إضافة إلى أن الولاية مهملة من ناحية التطور التحدث، من كهرباء ووسائل اتصال إنترنت وطرق ووسائل مواصلات وغيرها، فسكانها لا يشاهدون تلفازا، ولا يستمعون إلى مذياع، ولا يقرأون أية صحيفة، ولا يطلعون على مواقع الإنترنت.

وأيضاً القانون المحلي في ولاية أراكان يجرم التصوير في الأماكن العامة، حتى ولو بأجهزة الجوالات البدائية، ويعاقب مرتكبها إلى أشد العقوبات من قتل أو السجن مدى الحياة، ولكن في الآونة الأخيرة وجد بعض النشطاء الروهينجيين وسائل لتوثيق بعض الجرائم المرتكبة هناك، وإظهارها للعالم، ونحن نسعى بقوة لكسر ذلك الحصار، ونطالب العالم بالضغط على بورما لتمكين وسائل الإعلام العالمية بالدخول إلى أراكان ونقل حقيقة ما يجري هناك للعالم.

· بصفتك رئيس وكالة أنباء الروهينجا، كيف ترى موقف الإعلام من القضية البورمية؟

** وكالة أنباء الروهينجا هي مؤسسة إعلامية غير ربحية، وهي أول وكالة إخبارية تعنى برصد أخبار الروهينجا في العالم، وتهدف إلى أن توفر خدماتها لمختلف المؤسسات الإعلامية العالمية، كما تهدف إلى كسر التكتيم الإعلامي المفروض على ولاية أراكان من قبل حكومة بورما.

وأما موقف الإعلام عامة فهو موقف المتخاذل، وحتى الإعلام العربي والإسلامي فإنه لا يكاد يتحدث عن القضية إلا فيما ندر، ونحن نريد التركيز على هذه القضية تركيزا كبيرا، وتخصيص برامج للتحدث عن القضية.

لأننا نؤمن أن ما يحدثه الإعلام من تأثير فى المجتمع الدولي والشعوب العربية والإسلامية لهو تأثير كبير جدا، بل نعتبر أن الإعلام هو سلاحنا القوي بعد عون الله تعالى ومدده.

· مسلمو بورما يواجهون جحيما من الأحقاد البوذية في تعليمهم وأعمالهم وكل مناحي حياتهم اليومية، فما دورنا تجاه مسلمي بورما؟

** إخواننا المسلمون والعرب حول العالم يمكنهم أن ينصروا قضيتنا بوسائل عديدة، ولا يكتفى بطلب الدعاء فقط ما دامت هناك وسائل مقدور عليها، فالمشاركة بالقضية في إعلامهم وحث وسائل الإعلام على تفعيل القضية أمر مهم جدا، وكذلك يجب على أهل الحل والعقل والرأي ممارسة الضغط على حكوماتهم للوقوف مع هذه القضية العادلة، كما نحث المنظمات الحقوقية ونقابات المحامين على تبني الدفاع عن هذه القضية في المحاكم الدولية، وكذلك نطالب المؤسسات والجمعيات واللجان الإغاثية للمسارعة في تقديم الإغاثة والعلاج للمتضررين في بورما وفي مخيمات اللاجئين في بنجلاديش وتايلاند والهند وإندونيسيا.

وكما نريد من كل إنسان المشاركة الفاعلة في نشر القضية عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، بنشر الصور والأخبار الموثوقة، ونشر القضية في الوسط الأكاديمي في الجامعات والمدارس والأندية العلمية، كما نحث علماء الأمة لإظهار مواقف شجاعة وقوية لنصرة هذه القضية، ودعوة المجامع العلمية والفقهية للانعقاد للنظر في هذه النازلة على إخوانهم من مسلمي بورما.