المرأة المحجبة حرة أم أسيرة؟!

  • 211
الحجاب حرية من أسر الشهوات

كثيرا ما يتهم الإسلام بأنه عبَّد المرأة وسلب حريتها؛ فهو في نظر الغرب وكثير من المستغربين ممن اتخذوا من الغرب نموذجا وقدوة، قيدها بقيود الحجاب والتستر.

وللرد على هذا الاتهام هناك سؤال يطرح نفسه: ماذا جنت المرأة الغربية أو المستغربة من خلع هذة القيود كما وصفوها ؟!

هل استطاعت أن تجني حريتها؟! أن تحصل على السعادة؟!

بكل أسف الإجابة الصحيحة هي أنها بالفعل استطاعت أن تحرر جسدها من قيد الحجاب، ولكن كان عليها بالمقابل أن توقع صكا أخر بعبودية من نوع أخر وأسر من نوع جديد؛ فوقعت روحها أسيرة لكل ما هو جديد فى الأزياء وأدوات الزينة، وأصبحت أمَة لمن يحدد ماهي أحدث صيحات الملابس، وبدلا من تكون على هوى خالقها وصانعها اتبعت هوى من أرادوا لها التعري والسفور، أصبحت دمية تحركها أصابعهم، وتعبث بها أيديهم لتصنع منها سلاحا يحاربون به الله؛ خرجت بجسدها من أمارة العقل لتسجن روحها فى سجون الجسد، تموت روحها مع كل خليه تموت في الجسد الفاني، وبدلا من أن تسعى لخلود الروح استماتت لإحياء ما قدر له الموت، وكأنها دار تزينت بكل زينة من خارجها وتركت مظلمة باردة، سكانها بداخلها كسكان القبور، نفوس مشوهة خربة بحثت عن السعادة فى كل طريق لكنها لم تجدها في دار الفناء، وكل ما فيها يزول.

فالسعادة لا تتحق إلا إذا استطعنا امتلاكها امتلاكا حقيقيا، وتأكدنا من قدرتنا على الاحتفاظ بها طويلا، ولا يكون هذا إلا بوعد حقيقي من الوحيد الذي لديه القدرة على منحها.

أختى المسلمة، تمسكي بحجابك، تمسكي بعبودية من يستحق العبادة، ودعي عنك اتباع من طلبوا لكى الحرية، ولكنها ليست حريتك أنت، بل حرية الوصول إليكي. قوليها بملئ فيكِ: "أنا أمة لخالقي، تحررت من أسر الجسد إلى حرية الروح والعقل، غطيت رأسى ولكني لم أحجب عقلي عن إدراك سر وجودي؛ أغمضت عيني عن دنياكم، ولكني أبصرت ما لا تبصرون؛ رضيت باالله ربا، أطيعه ولا أعصيه، رضيت بنبيه رسولا أتبعه، وطريقه أقتفيه؛ رضيت بالإسلام دينا أحيا وأموت عليه.