كان العالم على موعد صباح أمس مع افتتاح أكبر سوق عالمية للسياحة والسفر، وهى بورصة برلين 2014 التى تعتبر البورصة الأولى فى العالم والتى تعقد دورتها رقم 48 هذا العام، ويطلق عليها الخبراء قمة العالم السياحية، وهى كذلك بالفعل حيث تشارك كل دول العالم الطامعة فى نصيب من الحركة السياحية العالمية فى هذه البورصة.
وقد بلغ عدد الدول المشاركة فى بورصة برلين هذا العام 188 دولة من بينها مصر، ويمثل كل هذه الدول أكثر من عشرة آلاف شركة تعمل فى مجالات السياحة والفنادق والطيران؛ كما يشارك فى البورصة نحو 100 وزير سياحة ورئيس هيئة من دول العالم المختلفة فضلا عن خبراء وقيادات منظمة السياحة العالمية، وقبل ذلك كله نحو 110 آلاف من المهنيين والمتخصصين فى جميع المجالات السياحية.
وتشارك مصر هذا العام مشاركة قوية بوفد كبير يتقدمه هشام زعزوع وزير السياحة، ويضم لأول مرة خمسة محافظين هم طارق سعد الدين محافظ الأقصر، ومصطفى يسرى محافظ أسوان، وخالد فودة محافظ جنوب سيناء، وأحمد عبد الله محافظ البحر الأحمر، وحازم عطية الله محافظ الفيوم، فضلا عن عشرات من العاملين فى القطاع السياحى فى مصر، والذين جاءوا هذه المرة إلى برلين تحت شعار "لا وقت للراحة" فى ظل ما تمر به السياحة المصرية من تحديات خاصة بعد حادث طابا الأخير؛ فالكل يجمع على أن الاستمرار فى العمل والتحدى هو الوسيلة الوحيدة لمواجهة الأزمة أو الواقع الصعب الذى تعيشه السياحة المصرية منذ اندلاع ثورة 25 يناير 2011 وما تبعها من أحداث وعدم استقرار حتى الآن؛ مما أدى إلى تراجع الطلب السياحى على مصر؛ وبالتالى تراجع أرقام الأعداد والدخل السياحي، لكن رجال السياحة المصرية جاءوا إلى قمة العالم السياحية فى برلين يصرون على عدم اليأس والاستمرار فى الجهود التسويقية والترويجية من إجل ملايين المصريين الذين ترتبط أرزاقهم بهذا القطاع؛ حيث يعمل به أكثر من أربعة ملايين مصرى بشكل مباشر وغير مباشر، علاوة على ارتباط نحو 71 صناعة وخدمة بالحركة السياحية فى مصر تنشط برواجها وينوبها الكساد بانحسارها.
وكان وزير السياحة هشام زعزوع قد بدأ نشاطه فى برلين فى اليوم السابق لافتتاح البورصة؛ حيث توجه فور وصوله إلى وزارة الخارجية الألمانية يرافقه السفير الدكتور محمد حجازى، حيث التقى بنائب وزير الخارجية الألمانى وناقش معه البيان الذى صدر عن الخارجية الألمانية منذ عدة أيام وبه تحذير السفر إلى سيناء، وأطلع الوزير المسئول الألمانى على جهود وزارة الداخلية المصرية والجهات الأمنية الأخرى فى تأمين كل المناطق السياحية فى مصر لطمأنة الجانب الألمانى وإعادة النظر فى هذا التحذير؛ وبعد هذا اللقاء تحدث وزير السياحة فى لقائه مع أعضاء نادى الصحفيين فى برلين والذى عقد فى مقر السفارة المصرية ، وأوضح فيه الوزير أن مصر خلال الثلاث سنوات الأخيرة قد واجهت تراجعا فى الأرقام والدخل السياحى، لكن مصر فى النهاية زارها خلال تلك الفترة أكثر من 30 مليون سائح وهذا يعد مؤشرا إيجابيا على قدرة السياحة المصرية على الاستمرار والتعافى.
وأكد أننا نعيش سنوات التحدى، لكننا نثق فى المستقبل ونثق فى أننا سنعود أقوياء وستعود السياحة المصرية إلى سابق عهدها، وقد افتتح وزير السياحة الجناح المصرى صباح أمس الجمعة، وسط وجود قوى من المصريين، وأجرى عددا من اللقاءات المهنية حيث اجتمع مع رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات توى أكبر مجموعة شركات سياحية فى العالم، والذى أكد للوزير أن الشركة وضعت الأقصر وأسوان فى صدارة برامجها لموسم الصيف المقبل؛ كما التفى الوزير بعدد من أعضاء لجنة السياحة فى البرلمان الألمانى، وعقب ذلك شارك فى الاجتماع الذى نظمته منظمة السياحة العالمية بحضور عدد من وزراء السياحة فى دول «طريق الحرير» لبحث تسهيلات الحصول على تأشيرات السفر للمقاصد السياحية المختلفة.
كما عقد هشام زعزوع وزير السياحة ظهر أمس مؤتمرا صحفيا عالميا فى مقر بورصة برلين، حضره عدد كبير من الصحفيين وأعضاء الوفد المصرى والمحافظين الذين يشاركون فى البورصة، وقدم خلاله شرحا لأوضاع السياحة المصرية وجهود الحكومة فى تأمين المناطق السياحية والحملات التسويقية الجديدة، وقد أجاب الوزير خلال المؤتمر الصحفى عن عدد من الأسئلة حول الأوضاع السياسية والاقتصادية والسياحية فى مصر، مؤكدا أن مصر ماضية فى تحقيق خارطة المستقبل التى ستحقق الاستقرار السياسى والاقتصادى لمصر؛ وذلك من خلال إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية خلال الشهور القليلة المقبلة.
ويواصل وزير السياحة اليوم لقاءاته المهنية والإعلامية بالجناح المصرى فى بورصة برلين، كما سيلتقى بعدد من وزراء السياحة والمسئولين بعدد من الدول العربية والأجنبية المصدرة للحركة السياحية إلى مصر.