• الرئيسية
  • منوعات
  • آراء حرة
  • "برهامي": الشعب السوري تعرض لإبادة ليس لها نظير.. ومؤتمر "الأستانة" ضرورة للفصائل السورية بعد اتفاق العالم على وقف تسليحهم

"برهامي": الشعب السوري تعرض لإبادة ليس لها نظير.. ومؤتمر "الأستانة" ضرورة للفصائل السورية بعد اتفاق العالم على وقف تسليحهم

  • 247
د. ياسر برهامي - نائب رئيس الدعوة السلفية

قال الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، إن مؤتمر الآستانة ضرورة للفصائل السورية، و"الضرورات تبيح المحظورات"، وقد تفاوض النبي -صلى الله عليه وسلم- مع كفار قريش على الصلح، رغم أنهم قتلوا المسلمين وعذبوهم، بل قتلوا حمزة عم النبي -صلى الله عليه وسلم- ومصعب وشهداء أحد جميعًا خيرة الشهداء رضي الله عنهم، وآذوا النبي -صلى الله عليه وسلم- وهمّوا بقتله، واضطروه للخروج من مكة، ومع كل ذلك قَبِلَ أن يتفاوض للصلح معهم، فهذه القضية لابد أن يستوعبها الجميع، فهي "مسألة موازنات قوى مع مصالح ومفاسد".


وأضاف برهامي في حوار له مع جريدة الفتح، أن الشعب السوري تعرض لإبادة ليس لها نظير، عدد المهاجرين السوريين الذين في البلاد الأخرى زاد تقريبًا 3 أضعاف اللاجئين الفلسطينيين جراء 3 حروب، هل نتصور العذاب الذي عاناه الشعب حتى يفر من بلده -التي كان آمنًا فيها- إلى بلاد العالم الأخرى التي يتعرض فيها إلى الذوبان الثقافي وضياع الهوية، ويترتب عليها من المفاسد على الأجيال القادمة ما لا يعلمه إلا الله؟، هل نتصور عدد القتلى والجرحى الذين لابد لهم من فرصة للعلاج لاستئناف الحياة الطبيعية؟، هل تدرك الفصائل أن العالم اتفق على منعهم من السلاح الاستراتيجي الذي يُغير ميزان الحرب ويحسمها –أعني السلاح المضاد للطائرات- وأنه لن يصل إليهم ذلك؟، فلا يمكن أن يظلوا في الحرب بهذه الموازنات العسكرية.



وأكد نائب رئيس الدعوة السلفية أن الشرع يأمر بمراعاة هذه الموازنات، والذين ينكرون على المعارضة السورية وفصائل المقاومة السورية التي شاركت في مؤتمر الآستانة بزعم أنهم خانوا الجهاد لا يفقهون سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا ما جاء به الشرع من إمكان المعاهدات مع الكفار بجميع أنواعهم، وما أُمرنا به من مراعاة الموازنات، موازنات القوى وموازنات الأوضاع السياسية والاقتصادية وما يمكن تحقيقه من المرجو وليس كل المرجو، الرسول -صلى الله عليه وسلم- حين عقد صلح الحديبية لم يخُن شهداء أحد، ولم يضيع الجهاد الذي سبق، ولم يحكم على ما سبق من الجهاد أنه كان غير مشروع؛ بل الجهاد مشروع والمفاوضات مشروعة، والصلح الذي يحقق المصالح مشروع، ونسأل الله أن يوفقهم لذلك.