مصر تسلم ليبيا رئاسة الدورة الحادية والأربعين لمجلس وزراء الصحة العرب

  • 94
صورة أرشيفية

أكد الدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية أن الأوضاع الكارثية الخطيرة في سوريا جراء اندلاع أعمال العنف منذ ثلاث سنوات تحتاج إلى دعم للأوضاع الصحية والإنسانية سواء للنازحين في سوريا الذين بلغ عددهم في داخل سوريا 6 ملايين نازح، وملايين اللاجئين في دول الجوار الذين يعانون من سوء الخدمات الصحية في الداخل السوري.


وطالب العربي في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية للدورة الحادية والأربعين لمجلس وزراء الصحة العرب، صباح اليوم "الخميس" ببذل كل الجهود الصحية والإنسانية للتخفيف من معاناة أبناء الشعب السوري، وكذلك تقديم العون الصحي لأبناء الشعب الفلسطيني وفي الصومال واليمن وجزر القمر.


ترأس وفد مصر بالاجتماع وزير الصحة عادل العدوي.


وقال العربي، أن هذه الدورة تعقد في مرحلة دقيقية من تاريخ المنطقة العربية تشهد تغيرات غير مسبوقة ومعاناة غير عادية على الصعيد الإنساني والصحي جراء المشكلات العديدة التي تواجه القطاع الصحي، الأمر الذي يتطلب أفكارًا وأساليبًا جديدة لمواجهة مشكلات القطاع الصحي، مشيرًا إلى جهود المجلس في إنجاز المسودة النهائية للاستراتيجية العربية لمكافحة الإيدز للأعوام 2014-2020، وضرورة التعاون مع برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بالإيدز لوضع خارطة طريق لمتابعة تنفيذ هذه الاستراتيجية.


كما أشاد بالدراسة التقييمية التي أعدها المجلس الخاصة بتحسين صحة الأمهات في البلدان العربية.


وأكد الأمين العام على أهمية إنشاء آلية عربية للإغاثة الإنسانية في البلدان العربية وهي الآلية التي ستعرض ضمن الملف الاجتماعي المعروض على قمة الكويت المقبلة.


وطالب العربي وزراء الصحة العرب، بالمشاركة المكثفة في الاجتماع الأول المشترك لهم مع نظرائهم في دول أميركا الجنوبية المقرر من 2وحتى 4 أبريل المقبل في ليما، مشددًا على أهمية توفير جودة الخدمات الصحية للمواطن العربي باعتباره أحد متطلبات الحياة الكريمة في ظل التغيرات التي تشهدها المنطقة.


من جانبه أكد وزير الصحة الليبي نور الدين دهمان "رئيس الدورة الحالية" أهمية التنسيق والتشاور بين وزراء الصحة العرب لتوفير الاحتياجات الصحية اللازمة للنازحين السوريين وكذلك تقديم الدعم لتحسين الأوضاع الصحية في فلسطين ودعم احتياجات وزارة الصحة.


وأكد أهمية التحضير الجيد للقمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية المقررة في تونس بداية العام المقبل من خلال دراسة المقترحات المقدمة من عدد من الدول والهيئات الصحية العربية.


من جانبه دعا الدكتور عادل العدوي وزير الصحة والسكان المصري " رئيس الدورة المنصرمة" إلى ضرورة إنشاء آلية عربية للتنسيق والتعاون فى المجال الإنساني والإغاثي وإشراك منظمات المجتمع المدني كشريك هام داعم وفعال .


وقال العدوي - رئيس الدورة السابقة لمجلس وزراء الصحة العرب – في كلمته أمام الاجتماع إننا بحاجة إلى إيجاد سبل جديدة لتمويل الرعاية الصحية سواء بزيادة الميزانيات المخصصة للصحة أو أن تعمل كل دولة داخليًا على بناء نظم صحية قادرة على أن تفعل الكثير بأقل التكاليف والإمكانيات وباستخدام القوى البشرية المتاحة والتي تمثل أهم مورد لدينا.


وأضاف أنه بالرغم من التحديات التي تواجهنا في الوقت الراهن في مصر ومع وجود أكثر من 300 ألف من السوريين في مصر، إلا أن مصر حريصة على استمرار تفعيل القرار الوزاري الصادر بشأن معاملة السوريين أسوة بالمصريين في جميع المستشفيات التابعة لوزارة الصحة المصرية من حيث أسعار العلاج إلى جانب تقديم كافة الخدمات الطبية العاجلة والطارئة، وخدمات الرعاية الأساسية في مجال طب الأسرة وعلاج الأمراض المزمنة وخدمات التطعيم بالمجان ..قائلا " لا يخفى ما تمثله من أعباء مالية مترتبة على ذلك مع تصاعد الأزمة السورية وما نحتاجه من دعم لضمان استمرار تقديم الخدمات وتخفيف المعاناة عن السوريين" .


وأشاد وزير الصحة المصري بما قام به مجلس التعاون الخليجي فى إطار تأكيد ما جاء في الإعلان السياسي لاجتماع الجمعية العامة الرفيع المستوى بشأن الوقاية من الأمراض غير المعدية ومتابعة تنفيذ إعلان الرياض الخاص بالأمراض غير السارية وذلك بصدور "وثيقة الكويت " في يناير 2014 "معًا لمكافحة الأمراض غير السارية "، وذلك إعلانا لتوحيد كافة الجهود لتحقيق الهدف الاستراتيجي بعيد المدى لخفض الوفيات بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة ومرض السكر وحماية شبابنا وأولادنا لعدم اتباعهم أنماط الحياة الصحية السليمة.


وأضاف قائلا " انه التزامًا منا بما جاء في إعلان دبي يناير 2013 "إنقاذ حياة الأمهات والأطفال بقيام كل دولة بوضع خطة للإسراع بوتيرة خفض وفيات الأمهات والأطفال بنهاية عام 2015 فقد قامت مصر بتدشين خطتها التي تقوم على عمل تداخلات في المناطق الأكثر احتياجًا لخفض الوفيات في الريف على أن تقوم المنظمات بتمول هذه الخطة مع الوزارة ومجابهة التحديات التي تحول دون تقديم خدمات الرعاية الصحية الأساسية المنقذة للحياة خاصة في الريف مثل نقص القوى البشرية المتميزة والمعوقات التي تدفع بهؤلاء المهنيين بعيدًا عن تلك الأماكن طلبًا لفرص أفضل داخل بلدانهم أو في بلدان أخرى.


وأكد أهمية تطوير خدمات التمريض وتعزيز مفهوم القابلات المدربات ودعم برامج التدريب المستمر خاصة في المجال الطوارئ والرعاية المركزة والكلى الصناعية مع تحفيز التحاقهم ببرامج الدراسات العليا المتخصصة، منوهًا بضرورة إيجاد سبل جديدة لتمويل الرعاية الصحية في الدول العربية.


كما أكد الدكتور علي العبيدي وزير الصحة بدولة الكويت"رئيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة العرب"أن هذا الاجتماع يكتسب أهمية خاصة نظرًا لانعكاسات ما يحدث بالمنطقة من اضطرابات وإحداث على حياة وصحة المواطنين بدول المنطقة خاصة معاناة الأطفال والنساء وكبار السن، فضلا عن الظروف الصعبة للنازحين من أوطانهم والتحديات المتعلقة بالخدمات الإنسانية والصحية للنازحين، مشيرًا إلى أننا أمام لحظات صعبة وتاريخية لمواجهة شلل الأطفال والأمراض التي تعاود الظهور بسبب الظروف الإنسانية والطواريء وتراجع أداء النظم الصحية والضغوط على الخدمات بالدول المضيفة للنازحين، مشددًا على إننا نحتاج إلى قرارات تتفق مع حجم تلك التحديات.


وقال العبيدي –في كلمته أمام الاجتماع-أن العلاقة الوثيقة بين الصحة والتنمية تتطلب منا وضع رؤية واضحة لدور الصحة بالخطط والبرامج الإنمائية بالعالم العربي وبما يتفق مع تطلعات وآمال المواطن العربي وما يتطلع اليه نحو الحصول على الحق المشروع بالصحة والتنمية طوال مراحل العمر.


وشدد العبيدي على أن المحافظة على صحة وحياة المواطن العربي تحتاج إلى دمج الصحة بجميع السياسات الإنمائية والعمل المشترك مع القطاعات الأخرى خارج القطاع الصحي لحماية المواطن العربي من عوامل الخطورة المرتبطة بأنماط الحياة الحديثة وفي مقدمتها التدخين وزيادة الوزن والسمنة والخمول الجسماني والتغذية غير الصحية والتي تؤدي الى الامراض المزمنة التي تعرقل تقدم مسيرة التنمية وتعرقل الوصول إلى الأهداف والغايات الإنمائية .


وأشار العبيدي إلى أن بلاده سوف تستقبل بعد أيام القمة العربية في دورتها الخامسة والعشرين، مشددًا على أن بلاده تعتبر رائدة في الاهتمام بالقضايا العربية ومن بينها المجال الصحي والإنساني كما أنها شهدت زخمًا من الفعاليات والمؤتمرات طوال الفترة الماضية في المجال الصحي الإنساني وغيرها من المجالات.


كما أشار إلى استضافة دولة الكويت وللمرة الثانية المؤتمر الدولي للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سوريا 15 يناير الماضي.


وفي المجال الصحي اعتبر العبيدي وثيقة الكويت للتصدي للأمراض غير السارية من أبرز الانجازات والتي جاءت خلال المؤتمر السادس والسبعين لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون، وكذلك مؤتمر مكافحة التزوير والتزييف الدوائي الذي عقد 2 و28 نوفمبر 2013 بالكويت.