رياح التشيع تصل إلى غزة .. علاقة حماس بإيران مهدت للمد الشيعي .. و"الجهاد الإسلامي" تستكمل المسيرة

  • 119
صورة أرشيفية

وعلاء شحتو

وسط الصراعات القائمة بين شعوب الدول العربية وحكامها على السلطة والكراسي، وهبوب رياح ثورات الربيع العربي، متناسين القضية الأم "الأقصى الأسير"، ووسط اتهامات وانقسام بين أبناء الشعب الفلسطيني (حركتي فتح وحماس)، حتى وصلت العلاقة بينهما إلى طريق مسدود، حتى استطاع أصحاب المشروع الصفوي الإيراني، ومطامع الدولة الفارسية في منطقة الشرق الأوسط ودول الخليج العربي، الوصول إلى فلسطين، وبدأت تظهر ملامح المد الشيعي الإيراني إلى داخل الأراضي الفلسطينية، حيث العلاقة القوية التي تربط بيت إيران وحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، فقد قدمت إيران دعما لا متناهي لحركة حماس على جميع الأصعدة من الناحية السياسية والعسكرية.


والعجيب في هذا الأمر أن "حماس" تنظر إلى هذا الدعم على أنه واجب ديني وأخلاقي، مفروض على كل الدول العربية والإسلامية؛ لتقديم المساعدات للشعب الفلسطيني والدفاع عن المسجد الأقصى الأسير، ويرجع هذا الأمر إلى اعتبار حماس الدولة الفارسية "إيران" دولة إسلامية، و في المقابل تحاول إيران لفت أنظار الشعوب العربية تجاهها، واعتبار أنها الداعم الوحيد لحركات المقاومة ضد بلاد الظلم والطغيان.


وفي حقيقة الأمر أن إيران لا تقدم مساعدات ابتغاء مرضات الله، وإنما هي تسعى لتحقيق مشروعها الفارسي "الصفوي" والسيطرة على منطقة الشرق الأوسط ودول الخليج كما أشرنا سالفا، وظهر الوجه الحقيقي لإيران منذ اندلاع ثورات الربيع العربي، خاصة الثورة السورية بعد تأكيدها الدعم الكامل للنظام السوري، وتقديم المساعدات المادية والعسكرية لبشار الأسد.


وقادت تلك العلاقة القوية بين إيران وحماس إلى خسائر فادحة للحركة بين أشقائها العرب.
وكانت التصريحات التي صدرت عن بعض قيادات حركة حماس بشأن الثورة الإيرانية وقائدها الخميني، بمثابة الدعاية المجانية لنشر التعاطف والتقارب مع الدول الفارسية، وكان لها أثر واضح على الرأي العام؛ حيث قال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خلال زيارته لطهران: "حركة حماس هي الابن الروحي للخميني"، كذلك وضعه إكليلا من الزهور على قبر الخميني.


وكانت الثورة السورية هي نقطت التحول الفاصلة في انحدار منحنى العلاقة بين إيران و"حماس"، فحاولت حماس أن تلتزم الصمت في بداية الثورة، حتى وضحت موقفها من مساندة الشعب السوري، وما كان من إيران إلا أن تبحث عن بديل لتنفيذ مشروعها؛ فتغلغلت إلى داخل حركة الجهاد الإسلامي.
وقال منظمون في مركز تعبئة للمواد الغذائية، إن مؤسسة الخميني للإغاثة، وهي جمعية خيرية إيرانية مقرها في بيروت، تتولى تمويل مشروع لتقديم مساعدات غذائية إلى سكان غزة بقيمة مليوني دولار.


ومُنحت حركة الجهاد الإسلامي شرف توزيع 40 ألف رزمة غذائية في حملة من المتوقع أن تُكسبها رصيدا شعبيا في زمن عصيب تواجه فيه حركة حماس تحديات كبيرة بالارتباط مع مشهد إقليمي متغير.


من جانبه، قال المنسق الإعلامى لجمعية ابن باز بقطاع غزة، الغزاوى السني محمد، إن هناك تجمعات شيعية تحت غطاء تنظيمي لحركات كبيرة وأغلبهم خطوط داخل حركة الجهاد الإسلامي.
وأكد الغزاوي أن حماس لا يوجد بها متشيعيين، وإنما تعاملها السياسي مع إيران مهد للتشيع، مضيفا أن حركة الجهاد الإسلامي يوجد بها خطوط متشيعة.


ولفت إلى أنه لا يوجد أي حسينية رسمية هناك، بل تجمعات شيعية صغيرة بغزة، وتجمعات سرية ببعض المنازل، لكنها قليلة ومنبوذة بين الفلسطينيين، مضيفا أنه من بين التجمعات الشيعية الصغيرة وغير التابعة لحركة الجهاد "جماعة أيمن جودة" في رفح, والذي يحمل تاريخا أسود، حيث كان ينتمي لجماعة التكفير والهجرة قبل التشيع.


بينما قال عصام يوسف الباحث فى الشأن الشيعي، إن المد الشيعى ليس له وقت محدد لدخول فلسطين، بل هو موجود منذ سنوات طويلة، وكانت بدايتهم فى الضفة الغربية ولم يكن لهم أى وجود داخل غزة، وبعد هذه السنوات الطوال لم يتغلغل التشيع داخل فلسطين بالطريقة المخيفة، وإن كانت هناك معلومات تفيد بأنه يوجد بعض العائلات التي تشيعت وهم موجودون فى الضفة الغربية وعلى حدود الأردن، وبعض العائلات التى تعرف بالاسم فى غزة .
ويضيف يوسف، أن الشيعة كانوا منحصرين بالضفة الغربية فقط، وكانت الأمور تحت السيطرة التامة، ولكن بعد فرض السيطرة الحمساوية على قطاع غزة خرج التشيع من الضفة لينتشر فى غزة وباقى فلسطين.


وأوضح يوسف أن الطريق الذي دخل منه التشيع فلسطين كان عن طريق حركة حماس بدعوة محاربة الاحتلال الصهيونى، وإذا نظرنا فى التاريخ لن نجد شخصا واحدا شيعيا أو إيرانيا مات فى الدفاع عن القضية الفلسطينية، وهل يعقل أن يضحى شيعى واحد بروحه ويقاتل أحفاد عبد الله بن سبأ اليهودى الحقير مؤسس التشيع، ولكن هم يدفعون الأموال ويرسلون السلاح لحماس وحركة الجهاد لإتاحة الفرصة لهم كي ينشروا فكرهم مستغلين ضعف العقيدة عند أعضاء حركة حماس.
ويشير يوسف إلى قول رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل: "إن الخميني هو الأب الروحى للحركة"، مبينا علاقة المنفعة بين الشيعة في إيران وحركة حماس المبنية على أعطاء التمويل والسلاح للحركة وترك الشيعة يزاولون نشاطهم فى غزة، موضحا أنه حتى الآن لم يحققوا أى نجاح يذكر فى غزة بفضل الجماعات السلفية التى تحارب الفكر الشعيى الرافضى الذى يريد النيل من عرض وشخص النبى صلى الله عليه وسلم، بل هم يريدون هدم الدين الإسلامى من أصله.


وتحدث يوسف عن الحادث الأخير الذى نال من شيخ سلفى، وهو الداعية مجدي المغربي، حيث تمكن مسلحون مجهولون من اختطافه، وهو أحد دعاة السلفية في رفح من أمام منزله واقتادوه إلى جهة مجهولة، واعتدوا عليه بالضرب المبرح، ثم عثر عليه بعد ساعات من اختطافه مقيدا وملقى قرب الحدود المصرية وعليه آثار تعذيب، وذلك بعد إلقاء الشيخ عدة دروس تحذر من خطر المد الشيعى ونجاسة الشيعة الروافض الاثنى عشرية وضلال مذهبهم، والحديث عن تورط حركة الجهاد الإسلامى فى فلسطين فى هذا الاعتداء.

وربط يوسف علاقة حركة الجهاد بإيران ومدى التواصل الدائم بينهم بدليل سفينة الأسلحة التى أرسلت إليهم منذ عدة أيام، وتمكن الاحتلال الصهيوني من السيطرة عليها ومنع وصولها إلى فلسطين، موضحا أن كل السلاح الموجود مع الحركة هو مرسل لهم من إيران، مقابل دعمهم للمد الشيعى في غزة.