ننشر نص كلمة وزير الخارجية الأردني في اجتماعات القمة العربية

  • 143
نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني ناصر جودة

قال وزير الخارجية وشئون المغتربين الأردنى ناصر جودة، اليوم الاثنين، إن النظام الإقليمي العربي لم يستطع حلِّ الأزمات ووقف الانهيار ... فتراجعت ثقةُ المواطنِ العربيِ بمؤسسات العمل العربي المشترك أكثر، مضيفًا: "غاب التنسيقُ والفعل العربي المؤثران، فتسلّل الغير عبر الفراغ ليتدخّلوا في شؤوننا، وليحيلوا عديدَ حواضر عربيةً ساحاتِ صراع نفوذٍ وتحاربِ أجندات".


 

وتابع: "نمتلك اليوم، ونحن نجتمع لنعدّ لاجتماع القادة في قمتهم الثامنة والعشرين، فرصةً لاستعادة المبادرة، والتوافق على سياسات، يمكن أن تضعنا على الطريق نحو حل الأزمات، وتجاوز التحديات".


 

وإلى نص الكلمة:


كلمة معالي وزير الخارجية وشؤون المغتربين في اجتماع اليوم الاثنين


 


بسم الله الرحمن الرحيم


 


والصلاة والسلام على سيدنا محمد، النبي العربي الهاشمي الأمين،


 


أصحاب السمو والمعالي، وزراء الخارجية العرب،


 


معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية


 


السيدات والسادة،


 


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،


 


يسرّني أن أرحبَّ بكم في المملكةِ الأردنيةِ الهاشميةْ، حيث الإيمانُ بالتعاضدِ العربي إرثٌ راسخٌ لا يتغيّر، وحيث التزامُ العمل العربي المشترك، لتعزيزِ قدراتِنا تجاوز التحديات، وبناءِ المستقبل الأفضل، الذي يوفر الحياةَ الحرةَ الكريمةَ المنجزةَ لشعوبنا،فأهلا وسهلا بكم في الأردن ... في وطنِ الوفاق والاتفاق العربي.


 


وفي البدء أتوجّه بالشكر لمعالي الأخ الدكتور أسلكو ولد أحمد أزيد بيه، وزير الشؤون الخارجية في الجمهورية الإسلامية الموريتانية الشقيقة، على الجهود الطيبة التي بذلتها بلاده خلال ترأسها للقمة العربية في دورتها العادية السابعة والعشرين. معالي الأخ لك منا كل الشكر والتقدير.


 


ولمعالي أمين عام جامعتنا العربية، الأخ أحمد أبو الغيط، ولكل كوادر الجامعة، الشكرُ الجزيل أيضا، على ما يبذلون من جهودٍ حثيثة لتوفير أسباب النجاح لدورتنا هذه.


 


الزملاء الأعزاء،


 


نجتمع في زمن عربي صعب ... تسوده أزمات وصراعات تحرم منطقتنا الأمن والاستقرار اللذين نحتاجهما لنلبي حقوقِ شعوبنا في التنمية، وفي التعليم، وفي العمل، وفي الأمل.


 


فلسنواتٍ طويلة، لم يستطع النظام الإقليمي العربي حلِّ الأزمات ووقف الانهيار ... فتراجعت ثقةُ المواطنِ العربيِ بمؤسسات العمل العربي المشترك أكثر. وغاب التنسيقُ والفعل العربي المؤثران، فتسلّل الغير عبر الفراغ ليتدخّلوا في شؤوننا، وليحيلوا عديدَ حواضر عربيةً ساحاتِ صراع نفوذٍ وتحاربِ أجندات.


 


ونمتلك اليوم، ونحن نجتمع لنعدّ لاجتماع القادة في قمتهم الثامنة والعشرين، فرصةً لاستعادة المبادرة، والتوافق على سياسات، يمكن أن تضعنا على الطريق نحو حل الأزمات، وتجاوز التحديات.


 


صحيح أن بيننا اختلافاتٌ في الرؤى والسياسات. لكن تجمعنا أيضا توافقاتٌ ومصالحٌ وأهدافٌ تجعل من اعتماد مواقف منسّقة لمعالجة الأزمات، وتحقيق الإنجازات، خياراً متاحا.


 


· فنحن نتّفق على مركزية القضية الفلسطينية، وعلى أن رفع الظلم والاحتلال عن الأشقاء الفلسطينيين، على أساس حل الدولتين. متطلب ٌ لتحقيق الأمن والاستقرار الإقليميين.


 


· نتفق أن الكارثة السورية جرحٌ يجب أن يتوقف نزيفُه عبر حلٍّ يلبي طموحات الشعب السوري، ويحمي وحدة سورية وتماسكَها واستقلالَها وسيادتها.


 


· ونقف مع العراق في حربه لتحرير كل أراضيه من العصابات الداعشية، وندعم سعي تحقيق مصالحةٍ وطنيةٍ عبر عملية سياسية، تكرس الهوية الوطنية الجامعة، وتضمن حقوق كل مكونات الشعب العراقي.


 


· نريد حلا في اليمن وفق قرارات الشرعية الدولية، ومخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية، ونسعى لاستعادة السلام في ليبيا، من خلال حلّ سياسيٍّ يستند إلى اتفاق الصخيرات، ويحقق المصالحة الوطنية.


 


· نُجمِع أن الإرهاب مسخٌ يجب استئصالُه حمايةً لشعوبنا، ودفاعا عن قيمنا، وندرك أنّ هزيمة الضلالية الإرهابية تستوجب الانتصار على الجهل واليأس، وتعميم الفكر المستنير، وتكريس المواطنة والعدالة والمساواة.


 


· ونتفق أن حرمان ما يزيد عن 12 مليون طفل عربي في سن الدراسة من حقهم في التعليم كارثةٌ تنذر بفشل مستقبلي، لا يستطيع عالمنا العرب العيش معه.


 


· ونتفق على ضرورة تمكين الشباب وتزويدهم التعليم والمهارات، وتوفير فرص العمل والإبداع والتميز لهم.


 


أصحاب السمو والمعالي،


 


ذاك بعضٌ يسير مما نتفق عليه ... ما يجمعنا أكثرُ مما يفرقنا. وتفرض التحديات المشتركة عملاً مشتركا لمواجهتها وتجاوزها. نظامنا العربي الإقليمي ليس كاملا. لكنه أفضلُ ما نملك، ونستطيع أن نطوره ونفعّله توافقاتٍ على برامجَ عملٍ عملية موضوعية واقعية، تضعنا على الطريق نحو معالجات أكثر فاعلية للمشاكل والأزمات، وتعيد ضخ الأمل في مجتمعاتنا أنّ بعد هذا الراهن القاسي أفقٌ للتنمية وللإنجاز.


 


الزملاء الأعزاء،


 


أتمنى لكم التوفيقَ في سعيكم الخيّر اليوم، وأكرر الترحيب بكم ضيوفاً أعزاء في المملكة الأردنية الهاشمية، التي ستظل تتبنى العمل العربي المشترك، وتنشد التضامن العربي، خيارا تفرضه مصالحنا العربية.