أنيميا الفول في الأطفال

  • 126

مرض أنيميا الفول هو مرض وراثي (لا يعني هذا أن أحد الأبوين مصاب، فقد يكون الأبوان حاملين للجين الوراثي ولا تظهر عليهم أعراض المرض)، ويتميز بنقص في أحد الإنزيمات المهمة، وهو (G6PD) وهذا الإنزيم مسئولٌ عن التعامل مع بعض المواد التي تؤدي إلى تدمير غلاف خلايا الدم الأحمر، وبالتالي تكسيرها، وحدوث الأعراض التي تتمثل في زيادة نسبة صفراء الدم، ونزول الهيموجلوبين في البول، مما يكسبه لوناً أحمر، وأنيميا حادة تتراوح في نسبتها تبعاً لدرجة نقص الإنزيم، وتستلزم في بعض الأحيان نقل كرات دم حمراء للطفل.

الأعراض إذن متفاوتة من طفل لآخر تبعاً لدرجة نقص الإنزيم، لذا من المهم عمل تحليل لقياس نسبة هذا الإنزيم بالدم (في حالة ما إذا كان قد تم نقل دم للطفل يؤجل التحليل 120 يوماً ما بعد نقل الدم).

بعض المواد تسبب هذا التكسير بالدم، وأشهرها هو الفول، وبالذات الفول الأخضر، لدرجة أن بعض الأطفال يحدث لهم تكسير بالدم إذا مروا بحقل مزروع به فول واستنشقوا حبوب لقاح أزهار الفول، أيضاً ممكن أن يرتبط هذا التكسير مع باقي البقوليات، مثل العدس، وحمص الشام، والبسلة، وهناك أيضاً بعض الأدوية التي يجب تجنبها مع هذا المرض أشهرها السلفا، والنوفالجين، والأسبرين، وأدوية الملاريا.

طرق الوقاية منها :
يكمن في حرص الأمّ بعد اتمام طفلها السنة الأولى من عمره على تقديم حبوب الفول له بشكلٍ تدريجيّ. لا يجوز إطعامه الفول بكمياتٍ كبيرة مباشرة، يجب أولًا أن تجرّب مدى تأثير تناول الفول على طفلها ..اذا لاحظت الأم اصفرار لون طفلها، أو تغيّر لون البول الخاص به إلى اللون البنّي بعد تناوله للفول، فهذا دليل على إصابته بأنيميا الفول، وهنا يجب عليها عرضه على الطبيب المختص
يبقى سؤال يحيرنا هل يبقى هذا المرض أم يختفي؟ فهذا يعتمد كثيراً على نسبة هذا الإنزيم بالدم، فإذا كان النقص كاملاً وشديد الدرجة يبقى مزمناً، وإذا كان بدرجةٍ بسيطة فإن هذه المشكلة تختفي مع الوقت.

اما بخصوص وجود بدائل للفول فتوجد بدائل عديدة للفول الذي يتميز بإحتوائه على نسبة كبيرة من البروتينات والتي لها مصادر أخرى يمكن للطفل أن يحصل على احتياجاته منها مثل اللحوم والأسماك، أيضاً المشروم من البروتينات النباتية الهامة، والألبان والبيض خاصة بياض البيض..

لذا ننصح كل ام ابنها مصاب بهذا المرض ان تعمل له التحاليل اللازمة، ولا تقلق، فقط تتجنب ما ذكرناه من أطعمة وأدوية، ونسأل الله له الشفاء.