الجيش اللبناني يفتح طريق بلدة عرسال .. والمتضامنون معها ينهون احتجاجاتهم

  • 109
صورة أرشيفية

فتحت قوة من الجيش اللبناني فجر اليوم الطريق الذي يربط بلدة عرسال (سنية ) الواقعة شمال شرق البلاد بباقي الأراضي اللبنانية والذي كان قد أغلقه أهالي بلدة اللبوة (الشيعية) منذ يومين بعد تفجير انتحاري لنفسه في بلدة النبي عثمان بالبقاع مما أودى بحياة إثنين من عناصر حزب الله حاولا إيقاف السيارة التي كان يقودها.

وقال بكر الحجيري مسئول تيار المستقبل في بلدة عرسال البقاعية لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط ، إن أهالي بلدة اللبوة لم يعترضوا على قيام الجيش بفتح الطريق وإزالة السواتر الترابية، كما تعاون معه أهل عرسال.

وأضاف أن الجيش دخل بلدة عرسال وبدأ مع قوى الأمن في الانتشار في جرودها القريبة من الحددود السورية (مناطقها الجرداء الجبلية النائية) ، مشيرا إلى أن الحياة عادة إلى طبيعتها بالبلدة.

وتكررت عمليات قطع طريق عرسال من قبل أهالي بلدة اللبوة بسبب إطلاق الصواريخ والعمليات الانتحارية التي يقولون إن حدود عرسال الطويلة مع سوريا أصبحت ممرا ومآوى للإرهابيين الذي يقومون بهذه العمليات.
ولكن عملية قطع الطريق الأخيرة التي طالت أثارت ردود فعل أمس في مناطق سنية عديدة بالبلاد، بما فيها العاصمة بيروت وقام متضامنون مع عرسال بقطع الطرق وإحراق الإطارات .

وفي هذا السياق وقع اشتباك مع الجيش اللبناني في منطقة قصقص في بيروت مساء أمس أدى إلى وفاة شخص وإصابة آخرين.

وشهد الأزمة انفراجة اليوم بعد أن تم فتح معظم الطرق التي قطعت تضامنا مع عرسال.

وذكرت صحيفة "الأخبار" اللبنانية أن "سعد الحريري رئيس تيار المستقبل أجرى اتصالات بالرئيس اللبناني ية ميشال سليمان وقائد الجيش جان قهوجي وعدد من المسؤولين، طالباً دخول الجيش إلى عرسال".

ولفتت مصادر قريبة من الحريري لـ"الاخبار" إلى أن "الوضع في البلدة لم يعد يُحتمل بعدما باتت ملجأً للمسلحين، وبعضهم ينتمي إلى تنظيمات إرهابية. وهؤلاء باتوا عامل توتير للعلاقات بين عرسال وجيرانها".

من جانبه، أكد وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق أن قوى الأمن والجيش دخلت عرسال للاهتمام بأمن الناس وحاجاتهم، كما ستدخل عرسال منظمات الاغاثة الدولية لتقديم المساعدات".

وكشف المشنوق في تصريح لجريدة النهار عن "اتصالات واسعة النطاق أجراها مع القوى السياسية من أجل انجاز هذه الخطوة بالتزامن مع اجتماع أمني سيعقد في قصر بعبدا برئاسة الرئيس ميشال سليمان لتثبيت هذه الاجراءات، وعن اتصالات أجراها مع كل الفاعليات التي تضامنت مع عرسال في البقاع وبيروت والجنوب لطمأنتها واعادة فتح الطرق التي قطعت احتجاجا".

وأكد المشنوق في تصريح آخر لصحيفة "الاخبار" أنه "لا تواصل حالياً مع حزب الله".

وكشف عن "أنه قرر تعزيز قوة الدرك في بلدة عرسال بـ 40 عنصراً يبدأون عملهم اليوم".

وأوضحت مصادر وزارة الداخلية "أن المشنوق الذي أجرى اتصالين برئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام وبقائد الجيش العماد جان قهوجي، جرى البحث خلالهما في الوضع في عرسال وطرابلس، وطلب من العماد قهوجي أن تقوم الشرطة العسكرية في الجيش بإجراء تحقيق حول حادثة قصقص في بيروت التي ذهب ضحيتها شاب لقى مصرعه، وأن يتحمل الفاعل أياً كان المسؤولية".

من جانبه ، شدد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري على أن "الحل للوضع المستجد في البقاع الشمالي يكمن في إعلان حالة طوارئ أمنية ـ خدماتية في بلدة عرسال ومحيطها"، مشيرا الى أن "المطلوب دخول القوى الأمنية والجيش إلى عمق عرسال لضبط الأمن ومنع أي مسلح من البقاء في داخلها أو في جرودها".

واعتبر بري في تصريح صحفي نشر اليوم أنه " يجب بالتزامن مع المعالجة الميدانية، أن تدخل الجمعيات الأهلية والإغاثية الى عرسال لتقديم المساعدة الى النازحين السوريين من المدنيين، على أن يرافق إطلاق المسارين الأمني والإنمائي إجراء مصالحات بين عرسال وجوارها".

وأكد أن "قلّة جعلت من عرسال رهينة لها، لافتا الانتباه الى أن معظم أهاليها يرفضون استخدام بلدتهم ممراً أو مقراً للاعتداء على محيطها، لكنهم مغلوبون على أمرهم، والمطلوب من الدولة أن تسارع الى احتضانهم".