نبيل فهمي: الجرح العربي عميق والمشاكل لا تحل بالمجاملة

  • 106
نبيل فهمي خلال ترأسه وفد مصر باجتماع وزراء الخارجية

رسالة الكويت: أحمد إسماعيل

نفى وزير الخارجية المصري نبيل فهمي، عقده لقاء ثنائي مع وزير خارجية قطر، على هامش اجتماع وزراء الخارجية التحضيري للقمة العربية في الكويت.

وأضاف نبيل فهمي خلال مؤتمر صحافي عقده مساء اليوم "الأحد" على هامش اجتماعات القمة العربية في الكويت: المشاكل لا تحل بالمجاملة وبمجرد وجود قيادات من هنا وهناك مهما كان المستوى، لكن هناك سياسات يجب أن تصحح وتقوى، مشيرًا إلى أنه إذا تم ذلك سيأخذ وقت، لكن أتمنى أن تكون في الكويت بدايته، قائلا:" النجاح المطلوب يحتاج وقت لإثبات تصريحات ردود الأفعال".

جاء ذلك ردًا على سؤال حول أنه خف الحديث عن المصالحة الخليجية الخليجية أو العربية مع اقتراب اجتماع القادة العرب وهل يعكس تخفيف الإمارات مستوى تمثيلها درجتين أن المشاورات والجهود الدبلوماسية فشلت؟ قال فهيم:" وصف الأمور دقيق ويعكس ما ذكرناه من خمس أشهر مضوا ما نشهده في العالم العربي لا يرتبط بدولة أو دولتين بل وضع غير سوي يؤثر على العالم العربي كله".


وأضاف: لا اتوقع أن نخرج من قمة الكويت وأطراف مقتنعة بأمور لا يمكن تسويتها، قائلا "أن الجرح عميق".


وألمح في ذات الوقت إلى أنه إذا تم التوصل لصيغة ما للمصالحة وهذا مستبعد الآن سنحتاج لكثير من الوقت كي نقيم ترجمة هذه الصيغة إلى التزام حقيقي لخطوات تنفيذية تعكس التغيير في السياسات.


وقال أن التيارات الطائفية تتنازع على حساب التيار الوطني في الدول العربية، مشيرًا إلى أن المنطقة تتعرض لتحديات كبيرة وهذه التحديات تشمل مصر التي تعتبر الدول الأم للعالم العربي.


وحول ملف المصالحة العربية، أكد أنه ليست مطروح بالشكل الرسمي على القمة، مشيرًا إلى أنه لا توجد دولة عربية تريد الخير لدولة أخرى تستثمر في قضية تمس الأمن القومي للطرف الأخر، وهذا التزام من مصر تجاه الدول العربية وننتظر التزام الجميع تجاه مصر.


وأضاف أن مصر مرت بثورتين، بما يعكس رغبة الشعب المصري بناء مستقبل أفضل.


وأكد أن إقرار المواطن المصري الدستور يعكس رغبة شعبية، مشيرًا إلى انه من يقبل بالسلمية في التعامل أيًا كان توجهه بما فيهم الإخوان المسلمين، أما ما يتنافى مع ذلك فإنه يشكل خطرًا على المسيرة المصرية، موضحًا أن الخطر الفكري يواجه بالفكر، أما استخدام العنف فغنه سيواجه بحسم من خلال الأجهزة الأمنية وفقًا للقانون.


وشدد على أن مصر عاقدة العزم بوضوح دون تردد على بناء مصر جديدة ديمقراطية جامعة لكافة أطرافها نموذج للعمل العربي كله، دون أن نفرضه على أي طرف.


وأكد أن الاجتماع كان به مصارحة ونقاش بناء، للحفاظ على الهوية العربية والحفاظ على قامة الدولة في العالم العربي، مشيرًا إلى انه تحاور مع "الكل" من أجل مستقبل المنطقة العربية. واوضح ان المستشار عدلي منصور سوف يطرح موضوعات أخرى لن يتم الإعلان عنها.


وأضاف الوزير ردًا على سؤال حول دور الوساطة الكويتية في حل المشكلات مع قطر: "هناك خلافات واختلافات بين العديد من الدول العربية، ونثمن دور الكويت في تحقيق التوافق، ولكن المسألة بها مشكلات كثيرة تتعدى حدود هذه الجهود، ولكي تعود الأمور لمجاريها يجب العمل، ولا يجب رفع التوقعات بأن هذه الموضوعات سيتم حسمها خلال القمة.


وحول مطالبته الدول العربية اعتبار الإخوان جماعة إرهابية، حذر من أن الإرهاب ليس له حدود واذا ترك سيمتد عبر هذا الوطن مشرقه ومغربه، أما اعتبار الإخوان جماعة إرهابة بموجب القضاء المصري، فهذا قرار مصري يطابق الواقع المصري وقناعتنا لخطورة الموقف، ومن جهتنا طالبنا كافة الدول العربية بالاهتمام بتطبيق الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب، وماذكرناه للبعض اتخاذ خطوات مماثلة له.


وقال أن مستقبل المنطقة مرهون بنجاح التوافق فيما بينها وتوافق الشعوب قبل الحكومات.

وأشار أن اتفاقنا أو اختلافنا أمر طبيعي واختلافنا أمر يجب ألا يفسد العلاقات بيننا طالما لا يوجد تدخل في الشؤون الداخلية للطرف الأخر.

وقال أنه التقى مع وزير الخارجية التونسي ومصر لا تتدخل في الساحة التونسية وتتطلع لعلاقات طيبة مع الكل.

وعن تسليم المطلوبين في قطر، قال بالفعل طلبنا تسليم بعض المتهمين تطبيقا للاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب والقانون الدولي، لكن لم يتم تسليم أحد حتى الآن، لكني لم التقي مع وزير خارجية قطر والتقينا في صالة الاجتماع ولم يكن هناك اجتماع ثنائي .


وعن وضع المصريين في ليبيا قال الخارجية المصرية مرتبطة بتوفر الأمن للمواطن المصري في ليبيا وتتحمل مسؤولية حماية المواطنين وتوعيتهم، أيضًا لمواطن الليبي يجب أن يعيش بأمان في مصر وكذلك المصري في ليبيا، مؤكدًا احترام القوانين مفي مصر وليبيا.

وعن اللاجئين السوريين قال ندعم اللاجئين السوريين في مصر وندعمه ونعملهم كالمواطن المصري، لكن هذا في نفس الوقت يضع ضغوط علينا.
وأضاف: أن ما أعلن في الوزاري العربي التحضيري هو تقديم الدعم السياسي والإنساني لكنها تعبر فقط عن النية في الدعم ولا توجد أرقام معينة، ونأمل ترجمة عملية دعم للائجين العرب في دول عربية ويعاملوا معاملة حسنة ومحترمة.

وعن التقارب الغربي مع إيران، نرحب به إذا كان لا يؤثر على علاقات حسن الجوار خاصة مع الدول الخليجية، أما إذا كان التقارب بتوجه مخالف، فدون شك أي مساس للأمن القومي والمصالح العربية في الخليج العربي ينعكس على مصالح ومكونات مصر.

وأوضح قائلا: علاقتنا بين الدول العربية علاقات هوية وليس مصلحة ولا أبالغ عندنا أقول أن ما يمس الأمن القومي الخليجي يمس الأمن القومي المصري وليس ذلك شعارات.

وعن مد المفاوضات بين فلسطين وإسرائيل، قال سنستمع من الرئيس أبو مازن وسنستمع منه خلال الجلسة ما تم في واشنطن وسنعلق على مضمون المفاوضات.

وأكد أنه لا يمكن أن يكون هناك سلام شامل في الشرق الأوسط والاحتلال قائم ودون دولة فلسطينية ذات سيادة وبل وعاصمتها القدس الشرقية وليس أرض وإدارتها فقط، ونرفض التفاضو من أجل التفاوض.


وعن مقعد سوريا قال أن وزراء الخاريجة العرب حددوا موقفهم من مقعد سوريا واكدوا على قرارات القمة السابقة من ناحية وفي القرار الصادر الوزاري العربي 9 مارس، ولم يناقش مرة أخرى ولا يوجد ما هو جديد بين الوزراء.

وعن الدعم العربي لقضية مصر في مشكلة سد النهضة الأثيوبي قال أن كل دول حوض النيل تحتاج المزيد عن ما لديها من المياه سواء في المياه او التنمية ولا يمكن تحقيق المزيد إلا بالتعاون والاستثمار الوطني والأجنبي.

وشدد على أن مصر ليس لديها رفاهية لإضاعة الوقت أو التفاوض من اجل التفاوض مع أثيوبيا.

وأشاد بالدعم السخي العربي لمصر، مشيرا إلى أنه دعم مشكور ورغم أن الدعم سخي توقعناه لأن مصر قدمت الكثير للعرب ونجاح مصر هو نجاح العرب.

وتطرق إلى عملية التغيير في العالم العربي قائلا بصراحة التغيير قادم على الكل وفي كل المنطقة العربية بأشكال مختلفة وكل دولة لها صيغتها في المغرب ليس كما في المشرق أو الخليج، وكل دولة لها صيغتها وسمة الحياة التفاعل، لكن نأمل أن يكون التغيير إيجابيًا وتدريجي وبناء .

من ناحية أخرى قال أن الرئيس المصري المستشار عدلي منصور، سيتحدث أمام القمة عن التغيير والاستقرار والبناء الأمني والفكري والتعليم والتنمية والربيع في العالم العربي.

وأضاف أن قضايا وزراء الخارجية اليوم تتطرقت إلى موضوعات الطاقة المتجددة واستفسرنا عن الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب، ونريد تنفيذ كامل للاتفاقية ومنع تمويل الإرهابيين وتسليم ومواجهة الفكر التكفيري وتبادل المعلومات والدعوة إلى اجتماع مشترك بين وزراء الداخلية والعدل العرب.

وعن اعتبار حماس جماعة إرهابية وتأثيره على القضية الفلسطينة قال القضية الفلسطينية قضية مصرية ونريد اقامة الدولةالفسلطينية.

لكنه أكد أن التدخل في السياق المصري ايا ممن كان ولا اوجه اتهامات وينطبق على الجميع له حساب أخر.

وعن حجم المساعدات الكويتية لمصر رفض الافصاح عن رقم مشيرا انه يترك ذلك للخوة الكويتيين ودعمهم مشكور.

وعن تسليم القيادات المطلوب على لوئاح الإرهاب في مصر، قال ذلك يأتى في إطار قانوني وليس سياسي للاتهام.

قائلا من يتواجد خارج الحدود المصرية وطلوب قضائيًا موقفنا منه بموجب تفعيل الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب، والملاحقة وفقا للقانون المصري والاتفاقيات الإقليمية والدولية.

وفي السياق المصري أكد فهمي أنه بعد أن خاضت مصر ثورتين هناك ضرورة لوجود توازن سلمي بين الاستجابة لقوة القانون بما يترجم إلى أفعال من خلال ممارسة قضائية تصل إلى العدالة الناجزة دون ظلم، لذا يجب ان نحترم القانون واستقلاليته.