• الرئيسية
  • الأخبار
  • بعد تكرار حدواث التسمم .. خبراء يطالبون بـ "هيئة مستقلة" تشرف على مشروع التغذية المدرسية

بعد تكرار حدواث التسمم .. خبراء يطالبون بـ "هيئة مستقلة" تشرف على مشروع التغذية المدرسية

  • 128

"هيبة": إحكام الرقابة هي الخطوة الأولى نحو ضبط منظومة التغذية المدرسية
"عبد العظيم": الفساد هو السبب الرئيسي لفشل المشروع .. ولا بد من استبدال عقود الموردين للمواد الخام بآخرين لهم سمعة طيبة

تؤكد الدراسات الطبية والتربوية أن المدرسة تلعب دورا هاما في تربية الناشئ على نظام غذائي مثالي لنمو الفرد، وذلك خلال الفترة من سن 4 سنوات إلى سن 18 سنة، خاصة وأن تلك الفترة تشهد تغيرات فسيولوجية ونفسية واجتماعية، غير أن الخلل والتدهور الذي تعاني منه المنظومة التعليمية في مصر أثر على نظام التغذية المدرسة كجزء من المنظومة التعليمية والتربوية، وذلك بسبب ما تعاني منه المنظومة من فساد وإهمال يحتاج من الدولة والمجتمع إلى وضع حد لهذه المأساة، ففي مأساة جديدة تسببت وجبات ألبان وبسكويت فاسدة في إصابة 63 تلميذا بالتسمم بمدرسة "نجع الدموكي" الابتدائية بمركز سوهاج، الأسبوع الماضي، وذلك عقب تناولهم وجبة التغذية، كما تسببت وجباة "فطيرة بالخميرة" بإصابة 54 تلميذا بالتسمم بمدرسة الحامول بكفر الشيخ.

فمن جانبه قال المهندس محمود هيبة، وكيل وزارة الزراعة بكفر الشيخ، إن إولى الخطوات نحو ضبط منظومة التغذية المدرسية هي إحكام الرقابة والمتابعة على منظومة التغذية منذ اختيار المواد الخام وإلى وصول وجبة التغذية إلى التلميذ، موضحا أن عملية التصنيع والنقل والتوزيع تتم دون وجود رقابة وعقوبة مناسبة للمخالفين.وأضاف هيبة أنه لا بد من وجود لجنة متابعة لعملية اختيار الخامات وتصنيع ونقل وتوزيع الوجبات، وأنه من الخطأ تعدد جهات الإشراف فإن ذلك يضيع من تحميل المسئولية، مشيرا إلى ضرورة تذكير القائمين على منظومة التغذية المدرسية بمراقبة الله عز وجل، وضرورة تقنين عقوبة رادعة للفاسدين وللمخالفين وللمهملين؛ فكما قال عثمان رضي الله عنه إن الله ليصلح بالسلطان ما لا يصلح بالقرآن.

ويطالب بعض الخبراء بإقامة هيئة تضم المسئولين عن المشروع الخدمي للتغذية المدرسية بوزارات التعليم والزراعة والتموين والصحة، وذلك لمراقبة المشروع والإشراف عليه منذ اختيار خامات الإنتاج مرورا بعملية الإنتاج ونقل وتوزيع الوجبات وانتهاءا بتسليم الوجبة للطالب. وفي ذات السياق أكد الدكتور أحمد رشوان، سكرتير الهيئة العليا لحزب النور، أنه لو تم تفعيل دور الطبيب الخاص بالتغذية الموجود بالمدرسة أو المستشفى وذلك بأن يقوم بفحص الوجبات قبل تقديمها للتلاميذ والطلاب، فإنه يمكننا مواجهة هذه المأساة أولا بأول، موضحا أن الخطوة الأولى نحو مواجهة مأساة التسمم الغذائي للوجبة المدرسية هو تفعيل الآليات الموجودة بالفعل.

وأضاف رشوان أنه على المسئولين أن يدركوا حجم المشكلة التي يتعاملون معها، مشيرا إلى أنهم يتعاملون مع أرواح أطفال مصر الذين هم الأساس لمستقبل مصر، ومضيفا أنه لا بد من تكاتف المجتمع والدولة لمواجهة الفساد والإهمال الذي تعج به منظومة التغذية المدرسية.

وفي حين تقول وزارة الزراعة إن المشروع الخدمي للتغذية المدرسية وتؤكد إدارة المشروع أن المشروع يوفر للطلاب سنويا حوالي 2 مليون وجبة، تراجعت فى السنة الماضية إلى 1.5 مليون وجبة، وتقول بأنها تسعى نحو زيادة الإنتاج وتطبيق المعايير الصحية في الإنتاج، وأن المشروع يشمل 13 محافظة تغطي نحو 15 محافظة على مستوى الجمهورية، طالبت نقابة المعلمين المستقلة بالقاهرة وزارة التربية والتعليم بوقف توزيع وجبات التغذية على الطلاب، خلال اليوم الدراسى، وذلك نتيجة لتكرار حالات التسمم بين كافة طلاب المدارس بعدة محافظات.

من جانبه قال الدكتور حمدي عبد العظيم، أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة، إن السبب الأساسي لما آل إليه مشروع التغذية المدرسية هو الفساد داخل منظومة التغذية المدرسية، مشيرا إلى أن هناك متعهد هو من يضطلع باختيار الخامات الأساسية لتصنيع الوجبة ولكن للأسف فإنه إن كان فاسدا فبالتالي سيبحث عن موارد فاسدة ليستغل عمله ويتربح من خلاله فيقوم بدفع رشوة للمسئولين عن توريد هذه المشتريات، فيتم توريد هذه الخامات دون أن تمر بالفحص اللازم بلا مبالاة معتقدين أن الأمر لن يكتشف لأن من يأكله هم أطفال ولن يدركوا ما إذا كانت الوجبة أم لا، موضحا أن علاج ذلك يكون أولا عن طريق إلغاء عقود التوريد والتي بموجبها يتم توريد خامات تصنيع الوجبة، ويتم استبدالهم بموردين لهم سمعة طيبة في الغرف التجارية واتحادات الصناعات وغيرها من الهيئات المسئولة عن المنظمات التجارية.

وتابع أنه لا بد من توقيع العقوبة المناسبة على الفاسدين والمسئولين عن جريمة تسمم غذاء تلاميذ المدارس، وذلك حتى يكونوا عبرة لغيرهم وليدرك المسئولون عن منظومة التغذية المدرسية حجة المسئولية وخطرها، وليكن ذلك رادع قوي لمن يفكر أن يتربح من عمله أو يأخذ رشوة، على حساب الشعب وصحته ومقدراته.