التعليم الأساسي المصري يحتل المركز الأخير في تقرير التنافسية العالمية

  • 238
صورة أرشيفية لمدارس مصر

"أقرأ باسم ربك الذى خلق"، "أقرأ وربك الأكرم" ،كانت هذه أيتين مما أنزل الله على عباده أمرا أياهم بالتمسك بزمام العلم وشق غمار الجهل فتمسكت القرون الأولى بهما حتى ركزت لواء الإسلام العالى على رقعة المعمورة فامتدت من الصين شرقا إلى بورما وإندونسيا غربا ، حتى استدار القمر فى زماننا ورجع محاقا فبات أمرنا تمثله ثلاث كلمات لا أكثر " أمة أقرأ لاتقرأ".

جاء تقرير التنافسية العالمية لعام 2013 الذى يصدره المنتدى الاقتصادي العالمي سنويا حول أهمية الابتكار وقوة البيئات المؤسسية، كاشفا لحال التعليم الأساسي في مصر، حيث أورد مجيء مصر في المرتبة الأخيرة بين دول العالم في مجال جودة التعليم الأساسي.

بداية يقول الدكتور محمد المفتى، عضو هيئة تدريس جامعة عين شمس الخبير التعليمى، إن التعليم الأساسى فى مصر يعاني الإهمال منذ القدم، وهذه المعاناة تتلخص فى عدة أسباب أولها ضياع المهنية والتخصص فى المسئولية عن تطويرها، فضلا عن وجود غمامة كبيرة فى أعين كل من يتصدر المشهد التعليمى فى مصر، مشيرا إلى أن الوزارة دائما يأتى إليها أشخاص غير ممتيزون، ليس لهم تطلعات حقيقية أو معرفية بسبل تطوير التعليم الحقيقية.  

وأضاف المفتى أن ضياع الضروريات التى يحتاج إليها التعليم الأساسى من معامل وتجهيزات وأدوات مزاولة الأنشطة العلمية والمعملية المختلفة سبب مباشر فى تردى التعليم الأساسى، معولا ذلك إلى الأزمات الاقتصادية التى لا تكاد تنتهى فى مصر يوما بعد يوم فالتطور الاقتصادى يلزمه فكر، والأخير يلزمه توفير إمكانات وأدوات يعمل بها، أولها بالطبع هو المال الذى ينفق منه، مؤكدا أن التعليم الأساسى هو أهم مرحلة تعليمية نظرا لأن مخرجات التعليم الأساسى هى مدخلات التعليم الثانوى، فإن صلح الأساس صلح البناء والتعليم الأساسى هو الأصل الذى يبنى شخصية الطالب ودرجته التعليمية وشخصيته الذاتية التى ينطبع عليها كل ما يلمسه فى هذه المرحلة التعليمية الخطيرة والتربوية المهمة جدا فى حياة المواطن بشكل أساسى؛ فالتعليم الأساسى بالتالى لا يصب فى مصلحة الفرد فقط، بل يصب فى مصلحة المجتمع من خلال المواطنة والثقافة العامة التى تشكلها هذه المرحلة.  

ويعلق الدكتور على أبو ليلة، أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة القاهرة، قائلا: إن العملية التعليمية عبارة عن مدخلات ومخرجات؛ حيث تتمثل المدخلات في عناصر أساسية هي الإدارة المدرسية والمنهج والمعلم والمبنى، فإذا تم الاهتمام بهذه المدخلات اهتماما متميزا أصبحت هناك فرصة حقيقية للقضاء على التسرب من التعليم، خاصة أن الدراسات العلمية أكدت أن من أهم أسباب التسرب من التعليم هو سوء معاملة المعلمين للأطفال في مرحلة التعليم الأساسي وعدم وجود مردود علمي يفيد اكتسابهم أية مهارات علمية أو ثقافية، فضلا عن أن المناهج الموجودة التي ليس لها أية علاقة بالواقع الحالي، بالإضافة إلى سوء الإدارة المدرسية بما تسببه من سب وقذف وإهانة للطلاب مما يشكل فرصة حقيقية للتسرب أو كراهية الدراسة، وحالة المدرسة والفصول والتكدس ودورات المياه وعدم وجود مراكز للهوايات، وبالتالي فإن المدرسة أصبحت لا تمثل عنصرا جاذبا للطالب، فضلا عن النجاح التلقائي وعدم تقييم أداء العملية التعليمية.