"الفتح" تحذر من وصول الأقماح المصابة بزهرة الخشخاش إلى المواطنين

  • 186
أرشيفية

ما زالت قضية "الإرجوت" تُلقي بظلالها على الأقماح المستوردة من الخارج، فلم يكد يُغلق ملف القمح المصاب بفطر "الإرجوت" إلا وظهرت على السطح واقعة أخرى جديدة، هي القمح المصاب بزهرة "الخشخاش" المخدر، والقادم من فرنسا في شحنة تصل لـ 63 ألف طن، لم تتضح معالمها حتى كتابة هذه السطور.


يأتي ذلك بالرغم من بدء انعقاد مجلس النواب، حيث ظن أغلب المتابعين لتلك القضية أن يتم فتحها وإبداء الرأي القاطع فيها داخل المجلس، لكن أجهزة الإعلام التزمت الصمت، ولم نسمع تعلقيًا واحدًا من السادة المسئولين، ليشفي صدور شعب أنهكه المرض وقضت عليه عشوائية القرارات، فالتجربة سيناريو متكرر.


وأكد الدكتور سعد زكريا، الأستاذ بكلية الزراعة جامعة كفر الشيخ، أن الأقماح المستوردة من الخارج غالبًا ما تأتي مصابة بالحشائش والأمراض السامة مثل حشيشة الإمبروزيا، والخشخاش التي تم ضبطها مؤخرًا داخل شحنات القمح الفرنسي، مضيفًا أن حشيشة الإمبروزيا سامة وتؤثر على الإنسان والحيوان، وممنوع تداولها في المحاصيل الزراعية.


وأضاف زكريا أن محصول الخشخاش سام على الإنسان والحيوان، وقد يصعب التخلص منه خاصة وأن الحشائش السامة تتسرب أثناء عمليات النقل والتفريغ إلى المطاحن المنتشرة في المحافظات والمراكز، مما يساعد على ذوبان تلك الحشائش مع المحاصيل الحقلية الأخرى، كما حدث من قبل في نبات "الهالوك" العائل على محصولي البرسيم والفول البلدي.


وطالب بتفعيل اللجان العلمية والمتخصصة قبل عمليات الاستيراد لتلك الحبوب سواء القمح أو الفول أو المحاصيل الأخرى للحفاظ على الشعب من تناول الحبوب والدقيق الملوث.


وبيّن الأستاذ بكلية الزراعة جامعة كفر الشيخ، أن المصريين أصبحوا حقل تجارب لكثير من السلع الغذائية وغيرها، مطالبًا بوقف استيراد الحبوب المصابة بالحشائش أو الأمراض النباتية حتى لا تحدث عمليات مشابهة لدخول فطر"الإرجوت".


ومن جانبه طالب الدكتور محمد علي رزق، أستاذ ورئيس قسم المحاصيل الأسبق بجامعة الأزهر، بمحاسبة المقصرين  في الحجر الزراعي  وهيئة الموانئ وكذلك وزارة الزراعة، مطالبًا بوقف الاستيراد عن طريق تلك الشركات التي تحوم حولها الشبهات، مشددًا على أن صحة الشعب "تعبت" من كثرة الأمراض التي هاجمتها.


وأوضح رزق، أن تلك البذورالمخدرة قد تُغير من "المود العام" لدى الشعب، وتؤثر على الأطفال وصغار السن، مشيرًا إلى أن الفلاح على ظل سنوات طويلة يعاني من التهميش والفقر، ما تسبب في تراجع الحاصلات الزراعية على المستوى العام، مبينًا أن الأقماح بصفة عامة تتعرض لكثير من الأمراض الناتجة إما عن الإصابة المباشرة كصدأ القمح أو فطر "الإرجوت" و "الإمبروزيا" أو "الخشخاش" كما حدث مؤخرًا، مشددًا أن سوء التخزين يؤدي إلى الإصابة بالعفن أو البياض الدقيقي ما يؤدي إلى إصابة الأقماح بالحشرات وقد يتم التغاضي عنها إذا كانت ضمن المحددات المسموح بها في الشكل القانوني.


وقال رئيس قسم المحاصيل الأسبق بجامعة الأزهر: إن الحكومة قد تحفظت على الشحنة الأوكرانية والفرنسية 63 و59 ألف طن بعد ثبوت إصابتهم بزهرة الخشخاش المخدرة.