وإذا تعلّم القرآن تعلّم كلَّ شيء، فالقرآن يغرس في قلبه المعاني الإيمانية ويَقيه الأمراض النفسية، كما أن حفظ القرآن الكريم في الصغر يقوِّي الذاكرة ويمرِّنُها على التحصيل؛ مما يؤدي إلى التفوق في كافة العلوم الأخرى بإذن الله.
أمّا في سن الخامسة -وكلما زاد وعيُه وإدراكُه- أخبريه أن الله هو الذي خَلقنا، ورزقنا الطعام، ووهبنا النعم، أعطانا الصحة والمال والمنزل، والألعاب..، فعلينا أن نشكره، أن نحبه ولانغضبه، ذكِّريه أن الله هو الذي أعطاه أبوين يهتمان به ويعطفان عليه، أعطاه العينين والأذنين واليدين والرجلين، وأن الله –تعالى- يُحبُ له الخيرَ ويرفق به، ولا يُكلّفه حتى يصل إلى سنّ الإدراك، وأنه يسامحه على أخطائه ما دام صغيرًا، فعليه أن يستحي من الله وألّا يعصيه.
وعند بلوغه السادسة؛ سيكون شغوفًا بالاستماع للقصص، احكي له كل ليلة قصة يتعرف من خلالها على أسماء الله وصفاته؛ وأنه رحيم، لطيف بعباده، قريب مجيب.
وفي سنّ السابعة؛ تبدأ مَلكاته العقلية والفكرية في التفتح بشكل جيد، فاغرسي في نفسه فكرة العبودية لله، عوّديه على الصلاة والصيام والأذكار.
وعند سن العاشرة؛ حاولي جاهدة إحاطة ولدك برفقة صالحة؛ لعلك تجدين ذلك في حِلق القرآن وفي أكناف المساجد، وأكثري من الدعاء له «رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء»، وليكن أول إصلاحكِ لولدك إصلاحك لنفسك؛ فإن عيونهم معقودة بكِ؛ فالحسَن عندهم ما صنعتِ، والقبيح عندهم ما تركتِ.