نصر فريد واصل في حواره مع "الفتح": الإسلام جاء لتحقيق السلام للعالم كله

  • 179
محرر الفتح مع الدكتور نصر فريد واصل

د. نصر فريد واصل لـ "الفتح":

الإسلام والسلام وجهان لعملة واحدة

العمليات الإرهابية تنم عن قلوب حاقدة على مصر واستقرارها

بيانات "الأزهر" و "الأوقاف" و "الإفتاء" واضحة وتتصل مباشرة بديننا الحنيف

غير المسلمين مواطنون لهم حقوق كاملة.. ولا يُتعامل معهم على أنهم أقلية

 


استنكر الدكتور نصر فريد واصل، عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية الأسبق، العمليات الإرهابية التي تستهدف استقرار الدولة، مشيرًا إلى أنها أعمال إجرامية تتنافي مع جميع الشرائع.

وأضاف واصل، أن دار الإفتاء ووزارة الأوقاف والأزهر الشريف بوتقة واحدة، وأن الأزهر يعتقد أن الإسلام "منهج حياة" صالح لكل زمان ومكان، مضيفًا أن العالم الغربي ينادي بحقوق الإنسان لكنه في نفس الوقت يحرم الأقليات المسلمة من حقوقها الإنسانية.. وإلى نص الحوار:

- في البداية.. ما تعليقك على العمليات الإرهابية المتتالية التي تستهدف استقرار مصر والمنطقة كلها؟

هذه عمليات إجرامية، تنم عن قلوب مليئة بالحقد تجاه مصر والبلاد العربية والإسلامية؛ إذ يزهقون أرواحًا بريئة بغير جُرم ارتكبوه، وقد عظّم الله -سبحانه وتعالى- من شأن الدماء فقال: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيما}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يَزَال المُؤْمِنُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ، مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا"، والنصوص القرآنية والنبوية في ذلك كثيرة.

- ماذا عن جهود "الأزهر الشريف" لنبذ هذا التطرف والإرهاب؟

بيانات "الأزهر الشريف" ومواقفه ومواقف علمائه واضحة، ورسالة الأزهر ودار الإفتاء ووزارة الأوقاف تتصل اتصالًا مباشرًا بالإسلام عقيدة وشريعة، ودعوة النبي صلى الله عليه وسلم، قال الله سبحانه وتعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}، فالإسلام والسلام وجهان لعملة واحدة، فكل حروف السلام هي حروف الإسلام، فهي حروف واحدة مع التقديم والتأخير، والإسلام جاء لتحقيق السلام للعالم كله بلا استثناء، والمسلمون عندما حاربوا كان ذلك دفاعًا عن الإسلام، وخاطبهم الله -سبحانه وتعالى- بقوله: {وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلۡمِ فاجنح لَهَا وَتَوَكَّلۡ عَلَى اللَّهِ}؛ لذلك فالأزهر في إطار هذا المفهوم، وتلك التكاليف الشرعية، مأمور بالتمسك بالكتاب والسنة بعيدًا عن الغلو والتطرف، وتحقيق التيسير الذي يؤدي لوصول هذا الدين العظيم ورسالته العالمية.

- البعض يُحمّل الأزهر الشريف ومناهجه الدراسية وعلماءه قدرًا من المسئولية.. فما تعليقك؟

هذا الكلام لا يصدر إلا ممن يجهلون قدر الأزهر الشريف، ومكانته المحلية والعالمية؛ فمناهج الأزهر التعليمية واضحة، والأزهر يقوم  بأداء دوره على أكمل وجه، من تدريس ورسائل أبحاث علمية، وإرسال بعثات دعوية في العالم لنشر الإسلام في كل دول العالم، والمنح التعليمية الأزهرية يأتي إليها أكثر من 150 دولة في العالم، فالأزهر يحارب التطرف والتكفير والإفساد في الأرض، ويعتبر الإسلام "منهج حياة" للعالم كله ينظم للناس جميعًا حياتهم، ويحقق لهم الأمن والأمان، والإسلام بعقيدته وشريعته لا ينفصلان عن بعضهما البعض باعتبار الإسلام كروح وجسد لا يصح فصلهما، كما أن دار الإفتاء تحاول بقدر الإمكان أن تقوم بدور مشابه، بتقديم الفتوى الصحيحة وتقديم المؤتمرات العالمية.

ودار الإفتاء ووزارة الأوقاف يخضعان للأزهر الشريف، ولرسالة الأزهر، وهم جميعًا بوتقة واحدة لتؤدي الغرض من تحقيق الدعوة الإسلامية بالحكمة والموعظة الحسنة.

- ماذا عن الإرهاب الذي يُرتكب ليل نهار تجاه الأقليات المسلمة في العالم.. "الروهينجا" مثالًا؟

هذا ضد حقوق الإنسان العالمية التي يعترف بها العالم لكنه لا يطبقها، أمّا الإسلام فلا يتعامل بمبدأ الأقلية، ويعتبر غير المسلمين المقيمين في بلاد الإسلام "مواطنون لهم حقوق كاملة"، ولا يتم التعامل معهم على كونهم أقلية، بل يأخذون كافة حقوقهم الكاملة كالمسلمين تمامًا؛ وذلك باعتبار الجنسية العصرية "القانون المدني"، أما غير المسلمين في بلد الغرب والذين يدّعون الحضارة فلا زال عندهم مسمى الأقلية؛ فهم يحرمون الأقليات المسلمة من أقل حقوقهم الإنسانية، مثلما يحدث في بورما لأقلية الروهينجا، وما يتعرضون له من قتل وتهجير وإبادة جماعية بدون وجه حق.

والإسلام ضد التطرف والعنصرية في أي مكان في العالم، والإسلام عنده مبدأ عظيم وهو متمثل في قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}.

فالإسلام رسالته رسالة إنسانية كاملة، أما الغرب وغير المسلمين فهم يدّعون أنهم يحافظون على حقوق الإنسان لكن الحقيقة خلاف ذلك، فهم أبعد ما يكونون عن مراعاة هذه الحقوق.

 

- ما هي الرسالة التي تريد توجيهها للمنظمات الغربية التي تتشدق بحقوق الإنسان وتغض الطرف عن مجازر المسلمين؟

أقول: {أَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ}، وهذه الانتهاكات هي ضد الأديان والقوانين الدولية والأعراف العالمية وحقوق الإنسان؛ فهم يدّعون أن حقوق الإنسان أو حقوق الأقليات في العالم الإسلامي مهضومة وأنها غير متحققة، وينسون أنفسهم وما يفعلونه في بلادهم مع المسلمين؛ لأننا نشاهد القتل والتدمير والتهجير والإبادة الجماعية للمسلمين في العالم ولا نرى حتى مجرد تنديد أو استنكار من مثل هذه المنظمات.