مجالس النساء

  • 138
مجالس النساء


مجالس النساء

بقلم- ناهد طليمات

يمضي الوقت سريعًا في الزيارات النسائية ما بين أحاديث متبادلة وضحك ومزاح أو ربما نقاشات  وجدال وانشغال بالمظاهر والرسميات دون فائدة تذكر.

وحبذا أن نستثمر جزءًا من الوقت بما يفيد ويمتع لتعود المجالس النسائية بالنفع على الحاضرات في المجلس، ويكون ذلك بالاتفاق على قراءة كتاب مفيد أو مناقشة المشاكل الأسرية، وقضايا المرأة المستجدة. 

وهذا يحتاج نساء ذوات خلق ودين، مثقفات ماهرات بالكلام وفنون الحوار مع الحاضرات مهما اختلفت أعمارهن وثقافتهن أو حتى طبائعهن، فبعض النساء سهلة يسيرة والبعض على العكس كثيرات النقاش  حبًا بالجدال وليس بهدف التعلم والاستفادة .

هذه الفئة الواعية التي نحتاجها قليلة في الواقع ولن يدعمها ويكثر سوادها إلا أهل العلم والاختصاص الغيورين على صلاح مجتمعاتنا، وحفظها من الضياع في الفتن الحادثة والانجراف خلف الأفكار الجديدة التي غزت بلادنا وانتشرت فيها بكثرة.

من الممكن تأهيل  النساء بإجراء دورات تدريبية تثقيفية تقوم  بتدريب النساء على كيفية التأثير بالحاضرات، وكذلك تقوم بالتثقيف بالأفكار الهدامة للدين والمجتمع وفهم حقيقتها والرد عليها وكيفية التحذير منها والتوعية بمخاطرها، وتتم تلك الدورات عبر  قنوات التواصل الاجتماعي كـ "التليجرام" ومجموعات الـ "واتس آب" التي تخضع لإشراف هيئات وجمعيات متخصصة.

ومن أهم ما يجب التركيز عليه هو الإلحاد الذي انتشر بكثرة في الآونة الأخيرة بين الشباب والبنات بأساليب ملتوية تنقض أسس الدين، وحجج  تبدو في البداية وكأنها تدافع عن الدين وتريد حفظه ولكنها في الواقع تهدمه وتزعزع يقين المسلمين به .

والأمثلة على ذلك كثيرة فالبعض طعن بالسنة النبوية كاملة وادعى أن الإيمان الصحيح يكون بالقرآن الكريم فقط، وآخرون طعنوا في صحيحي البخاري ومسلم، وآخرون شككوا بالإيمان باليوم الآخر عبر رسائل وقصص ينساق خلفها حتى أشد الناس إيمانًا بالله كمثل تلك الرسالة التي ملأت وسائل التواصل الاجتماعي وهي تسرد  حوارًا  بين محافظ على الصلاة وبين مقصر بها، حيث كان الحوار قائمًا على التساؤلات بينهما، حيث بدأ الحوار بسؤال المقصر بصلاته للمحافظ عليها ماذا لو حافظت على صلاتك ثم تبين لك أنه لا وجود للجنة والنار؟ فيجيبه أن الصلاة رياضة نافعة للجسم ولا يضرني إن صليت ثم لم يكن هناك حساب ولا عذاب.  

 ويأتي السؤال الثاني ماذا لو صمت وتحملت الجوع والعطش ثم علمت أنه لا وجود لليوم الآخر؟ فيجيبه بثقة  أكون قد حافظت على صحتي فالصوم صحة وشفاء، وهكذا يتم التشكيك باليوم الآخر وتحويل العبادات إلى مجرد رياضات و منافع دنيوية. 

وقد أتت حركة العصر الجديد بالديانات البوذية والهندوسية من خلال دورات ومسميات جديدة مثل: التأمل التجاوزي والعلاج بالطاقة والريكي، وأدخلوا المتدربين  في متاهات الشركيات وربما الدجل والكهانة أيضًا. 

وانتشر قانون الجذب والتركيز المخالف تمامًا للإيمان بالقضاء والقدر، وتفرد الله وحده بالتصرف بالكون فأقحموه في أفكار شبابنا وفتياتنا وكأنه حقيقة قادرة على جذب الأمنيات وتحقيق الأحلام. 

وكثرت الدعوات للإلحاد الصريح وكذلك التمرد على الحجاب بحجة أّسره للمرأة ومنعها من ممارسة حياتها بحرية، وقد تأثرت الفتيات في كثير من المجتمعات الإسلامية بهذه الصيحات فابتعدت عن الصلاة وخلعت الحجاب، وحتى من حافظت على حجابها في البلاد المحافظة خلعته في "السناب شات" و "الانستغرام" ونشرت صورها وهي  سافرة بكامل زينتها وتبرجها. 

وما يؤلم أكثر تربية الصغيرات على الرقص والغناء في "الانستغرام" وقنوات الـ "يوتيوب" من أجل الشهرة والمال.

وهذا غيضٌ من فيض الفكر السيئ والأخلاق المتردية التي أصبحت تقض مضاجع الأمهات اللواتي بدأن يفقدن السلطة والسيطرة على البنات وخاصة المراهقات، فكان لابد من مد يد العون لهن من خلال تأهيل تلك الفئة التي ذكرتها في البداية والقادرة على التأثير من خلال الحديث الممتع والحوار الهادف وذكر القصص القصيرة  التي ترسخ في الأذهان وتستقر في القلوب، عسى أن نصلح من حال فتياتنا ومجتمعاتنا وننقذها من السير خلف  صيحات الضلال والفساد والله المستعان.