أبصِر بِرُوحِكَ لِتَسْعَد

  • 138
بقلم- فاطمة محمد خليفة

أبصِر بِرُوحِكَ لِتَسْعَد 

بقلم:- فاطمة محمد خليفة

رسالةٌ إلى قلبك المُنْهَك؛ لعَلِّي أُعِيدُ له بعْضًا من نَضارَتِه التي أضاعها منذُ زمَنْ :

كلماتُك الضائعة وحروفك التائهة وجُمَلُكَ التي لم تتَشكَّل بعدُ كطفلٍ صغيرٍ تعلم الكلامَ للتوّ !

رُوحُكَ العطشىٰ لمن يروي ظَمَأَها، وإلا فليُلَبِّي لها رغبتها في البكاء ضياعًا حتى الموت علَّها تجد بعضًا من الراحة التي تَنْشُدُها !

تلك الأبواب المُغْلَقَة، والسُبُل الضائعة، والجِراح الغائرة التي أدمت القلب إلا أنَّهُ إلىٰ الآن لا زال يتحَمل!  

السِّرُ يا صديقي يَكْمنُ في قوله تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا}، يَا صَدِيقى أعرضت عن ذكر الله فتركك تَتَخَبَّطُ في ظُلُمَات الألم وحيدًا لعلَّك تعود تائبًا مُنِيبًا خاشعًا، ولكن يا للأسف انحَرفْت عن الطريق كثيرًا، أغمضت عينك وقلبك وعقلك عن طريق الحق فأضَعتَهُ في النهاية ..

ولكن ثم أمَّا ما قبل أن تيأس: يا صديقي الله معك، أنتَ لست وحِيدًا أبدًا، لطَالَما لم تكُن كذلك، انْفُضْ ذاك التُراب عن عقلك، وأزِل ذاك الصدأ من قلبك، وافتح عَينَيْك على وسعهما لتَسْتَطيع الوقوف على قَدَميك مِن جديد ولكن هَذه المرة راغبًا في تغيير دَفَّةِ سفينتك والعودةِ بها إلى بَرِّ الأمانِ حتى لا تغرق في بحر النَّدم قبل أن تتَّخذ قرار العودة ..

رِسالةٌ إلىٰ كُلِّ قلبٍ أنهَكَتْهُ الحُرُوب: أمَا آنَ الوقتُ لتَوقِيعِ اتفاقيةٍ للسَّلامِ لربُّما أزْهَرنَا مِن جديد؟" أَبصِر بِرُوحِكَ يا صديقي لِتَسْعَد