الندم

  • 786
ارشيفية

الندم

بقلم- مريم عباس

الندم شعور طبيعي عند الإنسان وهو الشعور بالخزي والحسرة والأسف على فعل فعلة، ففي بعض الأحيان يندم الإنسان على أفعاله، ويتمنى أن لم يفعلها، ويلوم نفسه على قرار اتخذه، ويندم على ضياع فرصة عمل أو وظيفة بعد بذل الأسباب وغيرها من أمور الدنيا. 

ولكنه يغفل عن ضياع أثمن ما يملك وهو الوقت، فالوقت أهم ما في حياة الإنسان وهو أثمن وأغلى من المال، فكما نعلم أننا خلقنا لنعبد الله وحده {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالأِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ}، وأن الدنيا دار اختبار والآخرة يوم حصاد أعمالنا. 

لذلك على المسلم ألّا يضيع وقته بما لا فائدة منه، وأنه لو لم يفعل ذلك؛ لندم أشد الندم في يوم لا ينفع ندم ولا حسرة، وقد حثنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قائلًا: (اغتنمْ خمسًا قبل خمسٍ شبابَك قبل هرمكَ وصحتَك قبل سَقمِكَ وغناكَ قبل فقرِك وفراغَك قبل شغلِك وحياتَكَ قبل موتِكَ)، فإلى متى الغفلة؟ 

وقد دعانا الله -تعالى- وهو يذكر عباده: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّه وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (*) وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ (*) وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}.

فاحرص على اغتنام حياتك بما ينفعك ولا تنشغل عن ذلك فتكون من الذين يقولون يوم القيامة: {يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ} أو تقول: {لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً}  فيا له من ندم وما أشده من ندم!