قوة إيمان آسية

  • 239
أرشيفية

قوة إيمان آسيا

إعداد- سندس الحنش

سيدة القصر العظيم؛ عند يمينها وشمالها الخادمات يلبين لها ما تريد قبل أن تنطق، ولكنها تخلت عن نعيم هذه الدنيا، وأبصرت بقلب صادقٍ نعيمها الدائم، ليخرج ذلك المتكبر على قومه: ما تعلمون من آسيا بنت مزاحم؟  لتأتي شهادة الحق والثناء عليها.

ولكن مكر الطاغية، إن إلهها ليس أنا.. إنها تعبد ربًا غيري، وتأتي الحاشية الفاسدة: اقتلها.

ولكن إذا امتلئ القلبُ حبًا صادقًا لله؛ هانتْ في عينه كل أهوال الدنيا.

فيأتي الزوج الكافر؛ ليأمر جنود الكفر بتجهيز الأوتاد؛ فتوتد الصالحة ليشد يديها و رجليها، وتسحل في حر الشمس الشديد، وتسمر يديها، ورجليها، وهي صابرة محتسبة، يعمر الإيمان قلبها، ويروي اليقين عطاشها.

رضيتْ بالأغلال بدلًا من الأساور والدر النضير، وآثرت الصعيد والجنادل على الفراش الوثير، ورضيت بسوط الجلادين على الحشم والحرير. 

أيُّ صدق هذا ليرفع قدرها فتُذكزْ في قرآن يتلى إلى يومنا هذا؟ فأين نحن اليوم من ذلك الصبر والاحتساب؟ أين نحن من قدر آسيا؟