• الرئيسية
  • الأخبار
  • استمرارًا لسياسة التجويع.. حرائق القمح تحاصر سوريا والعراق والشعوب من تدفع الثمن

استمرارًا لسياسة التجويع.. حرائق القمح تحاصر سوريا والعراق والشعوب من تدفع الثمن

  • 176
بشار الاسد


استمرارًا لسياسة التجويع

  حرائق القمح  تحاصر سوريا والعراق.. و"الأرض المحروقة" تزيد معاناة الشعوب المقهورة


يواجه السوريين والعراقيين منذ مطلع يونيو كثير من الحرائق في مساحات شاسعة من الهكتارات المزروعة بالقمح والشعير، وبالرغم من أنَّ الشعبين السوري والعراقي كانا يمنيان النفس بمحصول أكبر هذا العام عن محاصيل الأعوام الماضية، بعد هطول مستويات غير مسبوقة من الأمطار أدت لارتفاع المحصول المنتج من حقولهم، والتي تَضاعفت كمياتها عن عام 2018، إلا أنَّ الحرائق وأدت أحلام وطموحات المواطنين هناك.

حيث طالت الحرائق مساحات كبيرة ومتفرقة من المحاصيل في كلا البلدين، وتعرضت آلاف الهكتارات من حقول القمح والشعير في كل من سوريا والعراق للحرق خلال موسم الحصاد، الذي يستمر حتى منتصف يوليو هذا العام.

إنتاج القمح في سوريا

ويعد القمح من أهم المحاصيل التي تزرع في سوريا، وتراجعت مساحته المزروعة منذ بدء الحرب، وبحسب تقديرات منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) فإن مجمل المساحة الزراعية في سوريا تقدر بـ 18363 هكتارا، ووفقا لآخر تقديرات لمنظمة "فاو" فقد بلغ حجم محصول القمح السوري 1.8 مليون طن في 2017، وهو أقل من نصف المحصول قبل بدء الحرب، ما يعني أن قرابة 10 مليون سوري يعانون انعدام الأمن الغذائي بسبب تراجع المحاصيل، وقدرت محاصيل القمح في حينها بـ 2.4 مليون طن، وكان يبلغ معدل إنتاج القمح في سوريا بحدود 4.1 مليون طن سنويا خلال الأعوام 2002-2011، حيث كانت "فاو" تعتبر سوريا "مخزن القمح في الشرق الأوسط".

أسباب مفتعلة 

في سوريا شبت حرائق كبيرة في محافظة حماة وحلب وريف دمشق والحسكة ودير الزور، انتقلت إلى مدن الرقة، وطرطوس وبانياس والسويداء.

أما العراق فلم تنجو مناطق ديالى وكركوك وصلاح الدين، وأتت على كميات كبيرة من محاصيل الحبوب الاستراتيجية، وأظهرت صور أقمار اصطناعية أضرارا كبيرة لحقت بمساحات زراعية نتيجة لهجوم قوات النظام. 

وتقول الأمم المتحدة إن تلك الحرائق ناجمة عن القصف العشوائي، وطالت القمح والشعير، وقد يكون جزءًا من حملة "الأرض المحروقة" التي تزيد من معاناة 3 ملايين شخص في معقل المعارضة في إدلب.

واستخدمت عناصر تنظيم "داعش" نفس السياسة في حرق أراض بعد مغادرته مناطق سيطر عليها في شمال العراق، حيث حرق الأشجار ودمر الآبار وفقا لتقرير أعدته منظمة العفو الدولية نهاية العام الماضي.

وتعددت أسباب الحرائق في البلدين سوريا والعراق، بين قصف قوات النظام لإدلب، وارتفاع درجة حرارة الطقس، مروراً بشرارة عوادم السيارات وأعقاب السجائر من الحافلات المارة، وصولاً إلى "داعش" بإشعال حرائق في العراق؛ بينما عزت آراء اخرى اندلاع الحرائق في بعض محاصيل شمال شرقي سوريا الى جهات تأتمر بأوامر الولايات المتحدة، قاصدين قوات سوريا الديمقراطية – "قسد"، من أجل استكمال الحرب الإقتصادية على دمشق.

وفي العراق عثر مزارعون بمناطق شرقي تكريت على أداة حرق حقول محصول القمح، حيث أكد المزارعون وهم من منطقة العلم شرقي تكريت أن مجهولين لديهم خبرة بصناعة المتفجرات وضعوا أجهزة تتسبب بحريق وسط حقول القمح ليمتد إلى أكبر رقعة مزروعة، مبينين أن الجهاز يتم التحكم بِه عن بعد من خلال هاتف محمول، ما أجبر المزارعين على تشكيل مجموعات حراسة ليلية لتأمين حقول القمح بعد سلسلة من الحرائق الغامضة التي دمرت مساحات شاسعة.

واتهمت الإدارة الذاتية عدة جهات بافتعال الحرائق من بينها السلطات التركية، وقالت إن الأخيرة أشعلت الأراضي عبر الحدود السورية.


وذكر ناشطون توقف حصادات عن العمل بسبب اعتقال قوات الأمن الداخلي (الأسايش) شباباً كانوا على متنها واقتيادهم إلى التجنيد، ونمو حشائش ضارة في محيط الحقول بشكل كثيف إثر كمية الأمطار الغزيرة هذا العام، التي ساعدت بشكل كبير على نقل الحريق من حقل إلى آخر، بالإضافة إلى العواصف الرعدية التي ضربت المنطقة في وقت متأخر، والتي تسببت -بحسب الأهالي- في اندلاع حريق القحطانية الذي التهم حقول عشرات القرى.


الأكراد يسيطرون 

تشكل المناطق الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية التي تقدّر بنحو نصف مساحة الأراضي السورية، خزان الموارد الطبيعية في البلاد كالزراعة والنفط والغاز، ومحافظة الحسكة الخاضعة بشكلٍ شبه كلي لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية، يتراوح إنتاجها من القمح من 40 إلى 45% من إجمالي إنتاج القمح الإجمالي في سوريا، وإذا أضيف إنتاج شرق الفرات من القمح إلى إنتاج منطقة الجزيرة السورية، تكون قوات سوريا الديمقراطية تسيطر على نحو 55% من إنتاج سوريا من القمح".