قصور الغدة الدرقية يهدد الأطفال بتشوهات جسدية

  • 518
أرشيفية



قصور الغدة الدرقية يُعَد من أكثر أمراض الغدد الصماء التي تصيب الأطفال، لذلك من الضروري أن يتفهم الوالدان الأعراض الرئيسية لهذا المرض، حتى يتم التفريق بين العلامات التي تظهر على الطفل، والطبيعة والصفات التي تتميز بها شخصيته.

ويتيح هذا التمييز مراجعة الطبيب بأسرع وقت، وتجنّب المشكلات المحتملة على المدى البعيد.

في هذا السياق قال الدكتور أمير سليمان، استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة في مصر، إن مشكلات الغدة الدرقية عند الأطفال تؤثر على نموهم الجسدي والعقلي، ما يضرّ باكتساب البراعم مهارات اجتماعية والقدرة على التعلّم، كما يؤدي إلى تغيرات سلوكية عندهم.

وأضاف أن خلل الغدة الدرقية يكون على شكل زيادة إفراز هرموناتها (فرط نشاط)، أو نقص في إفراز هذه الهرمونات (قصور).

و"الدرقية" هي غدة صغيرة صماء ليست لها قناة، وإنما تفرز هرموناتها إلى الدم مباشرة، وتعتبر خفيفة الوزن، تقع في مقدمة الرقبة أسفل الحنجرة، وتشبه جناحي فراشة.

كما تحيط بالقصبة الهوائية، ولونها بني محمر، وتعدّ المسؤولة عن إنتاج هرمون "الثيروكسين" المتكفّل بالنشاط الأيضي والتمثيل الغذائي الأساسي للجسم.


وحدّد سليمان أسباب قصور الغدة الدرقية لدى الأطفال، قائلاً: "يعود غالباً إلى سبب خلقي أو عوامل مكتسبة".

وعن القصور الخلقي أفاد استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة بأن الصغير يولد دون غدة درقية أو بواحدة معطلة نتيجة فشل في تكوين هرموناتها، أو عدم فاعلية مستقبلات هذه الهرمونات.

وبخصوص الحالات المكتسبة، فمعظمها ناتج عن خلل مناعي يهاجم الغدة الدرقية عند الطفل، ما يؤدي إلى انخفاض إنتاج هرمون "التيروكسين"، وقد يحدث ذلك عقب قصور الغدة النخامية المسؤولة عن نشاط "الدرقية".

ويمكن أن تظهر هذه الحالة لدى أي جيل لدى الأطفال، ولكنه منتشر أكثر بجيل المدرسة وسن البلوغ.

وقدّم سليمان أعراض قصور الغدة الدرقية عند الرضع كالتالي:

- اصفرار لون الجلد وبياض العينين.

- رفض الرضاعة أو عدم الرضاعة بشكل طبيعي.

- النعاس الزائد، وارتخاء العضلات.

- البكاء بصوت أجش (مبحوح).

- الإمساك، وانخفاض درجة حرارة الجسم.

- جفاف وتقشّر الجلد.

- وفي الحالات الشديدة تظهر بعض التشوهات الجسدية، مثل فتق السرة وكبر حجم اللسان.


وتابع سليمان أن الطفل المصاب بنقص في هرمون الغدة الدرقية، ولا يكتشف لديه هذا النقص في الأشهر الأولى بعد الولادة، فإن الصغير يصاب بالتخلف العقلي مع قلة النمو، وقد تحدث بعض التشوهات الجسدية أيضاً، أبرزها كبر حجم اللسان.

وأردف: "أما بالنسبة إلى الأطفال الأكبر فتكون الأعراض متفاوتة ومنها تضخم الغدة، الإجهاد والتعب المفرط، النعاس، تأخر ظهور الأسنان، قصر القامة، زيادة في الوزن رغم ضعف الشهية، فضلاً عن جفاف الجلد، وعدم تحمّل البرد".

وأشار أيضاً إلى "خدر في الأطراف، النسيان وعدم التركيز، تراجع الأداء المدرسي، تأخر النضج الجنسي وعلامات البلوغ".